في عام '1973' نجحت القوات المسلحة المصرية يساندها شعب عظيم في عبور أكبر مانع مائي عرفه العالم في تاريخ الحروب وهو قناة السويس لتحقق نصراً مدوياً تحدث عنه العالم لسنوات طويلة ويتم دراسته في أكبر المعاهد العسكرية في العالم حتي الآن . والآن وبعد ما يقرب من '40' عاماً علي نصر أكتوبر يعبر الشعب المصري تسانده قواته المسلحة مانعاً لا يقل في صعوبته وخطورته عن مانع '73' عبر إلي الضفة الأخري الأكبر إشراقاً وأملاً من الحياة .. عبر إلي الديمقراطية والحرية والأمل في غد مشرق وواعد لأبناء هذا البلد العظيم . حشد الشعب قواه لهذا العبور العظيم وجاء الدور علينا كجيش للشعب أن نرد له الجميل فساندناه بكل ما أوتينا من قوة ليحقق عبوره ... لم ندخر جهداً في حفظ وتأمين ونزاهة وسلامة العملية الانتخابية ساندناه لاختيار رئيسه بمطلق الحرية مهما كان توجهه أو انتمائه فهو اختيار الشعب وسنسانده للنهاية ليتحقق هدفه . لقد حاولت كثير من الأقلام والأبواق كما اعتدنا عليها أن تشكك في وطنية القوات المسلحة المصرية وقد التزامنا الصمت حتي النهاية لنثبت لهذا الشعب العظيم حرصنا علي أمنه وسلامته واستقلالية قراره .. وقد أثبتت الأيام اننا لم نخطئ منذ البداية ومنذ انطلاق شرارة الثورة وقد تحملنا أمانة تنوء عن حملها الجبال ولكننا صبرنا وصابرنا . قريباً تشهد مصر نهاية أحد فصول المشهد الثوري وسيشاهد العالم حضارة شعب كان يقرأها في كتب التاريخ فإذا به يفاجأ أنها ليست حضارة تاريخ فقط ولكنها حضارة مستمرة مازالت شمسها مشرقة تلهم العالم أجمع .. المشهد لم ولن ينتهي فقد استيقظت أم الدنيا من غفوتها القصيرة وستبدأ خطواتها لاستعادة أمجادها يراقبها العالم من مشرقه إلي مغربه ولم يجد في مراقبته للمشهد سوي النظر بتأمل وفخر وحيرة ليتعلم كيف تنهض الأمم العظيمة وتحقق أحلامها وأخيراً وليس آخراً لقد وعدنا وأوفينا وأثبتنا اننا جيش الشعب واننا درعه الواقي الذي يحميه وسيفه البتار ضد أعدائه . اللهم أكرم هذه الأمة في اختيارها وسدد علي طريق الحق خطاها .. عاشت مصر وعاش شعبها وعاشت قواتها المسلحة