بعد عشرات السنين من نضال ومعاناة الشعب الفلسطيني للحفاظ على القدس الشريف وطنهم ومقدساتهم وتاريخهم، واستشهاد واعتقال الآلاف من أجل القضية الفلسطينية ومن أجل الحفاظ على الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس من بطش اليهود يأتي الرئيس الأمريكي الصهيوني ترامب بكل جرأة ووقاحة بقرار ظالم غير منصف خارج أي قانون وخارق لأي دبلوماسية ليعصف بكل ذلك من أجل مصالح العدو الصهيوني في المنطقة وليحسم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لصالح الكيان الإسرائيلي بقراره نقل السفارة الأمريكية للقدس واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وهنا إثر هذا المشهد نتسائل. بأي حق يتخذ هذا القرار؟، وكيف يمكن أن يصمت مسلمي ومسيحي العالم تجاه قرار التهويد غير الرشيد هذا.. فكيف يتم تهويد مكان ميلاد المسيح عيسى ومكان أولى القبلتين ومعراج نبي المسلمين وإمام المرسلين محمد عليهما السلام.. فالقدس تعتبر في صميم الهوية الفلسطينية المسلمة والمسيحية، فمن إذن أعطى اليهود هذا الحق..؟ وأين القانون الدولي من هذا القرار الباطل؟ الكيان الصهيوني يريد أن يسيطر على القدس قبل أن يمر 70 عام على قيام دولة إسرائيل 1948، ويمر 100 عام على وعد بلفور 2017 ..ولذلك كان القرار قبل 2018، فخرج ترامب الصهيوني بهذا القرار مأمورمن أجل اليهود يتحدى كل العرب والمسلمين والمسيحيين في العالم ويستفز مشاعرهم بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ويهينهم بتهويد مقدساتهم، وضياع تاريخهم في الاستشهاد من أجل القدس.. فهل سيصمتون؟! أم يردوه أويعاقبوه؟ وهل بالصمت تنتهي القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل. بعد هذا القرار لماذا لم يتم غلق السفارات الأمريكية والإسرائيلية في الدول العربية حتى الآن، ومقاطعة دبلوماسية لكل من أميركا وإسرائيل وسحب الاستثمارات معهما ؟ألم يستحق ماحدث ذلك ؟! أين الدول وحركات المقاومة في العالم التي تدعي أنها ضد العدو الصهيوني أو أميركا ماذا فعلت؟ نريد أن نرى صدق كلامها.. لو القدس تكون عاصمة إسرائيل، فماهي عاصمة فلسطين وأين يذهب الفلسطينيون القاطنون في القدس وهل ستفرض قوانين عنصرية عليهم، وكيف لكيان أن يتوسع ويريد أن يكون دولة ولها عاصمة؟.. لماذا تستمر أميركا في دور الوسيط بين الفلسطينيين والاسرائيليين وجميعا نعلم أنها تقوم على اللوبي الصهيوني وتعمل فقط لمصالح إسرائيل ، فأميركا لم ولن تكون أبداً الوسيط النزيه بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فالآن اللعب أصبح على المكشوف، وأميركا تعلن صراحة ما حاولت إخفائه طويلاً وجميعاً نعلمه...أنها وإسرائيل وجهان لعمله واحدة... بمعنى أن أميركا هي العدو الصهيوني، والعدوان الصهيوني هو أميركا، إذن فأقل وأضعف واجب ديني ووطني تقوم به كل دولة عندها كرامة انه بعد تهويد القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل لابد من قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية تماما مع الدولتين وعلى الشعوب أن تنبذ أي يهودي أو أميركي في أي مكان في العالم وتعامله أسوأ معاملة طالما لم يردعوا هذا القرار لحكامهم، الحلول كثيرة جدا لردع ترامب ومن ورائه، فقد ورد في القرآن الكريم أنهم سيطاردون في كل مكان بالعالم حتى يجتمعون معاً في القدس تصوراً منهم أنهم يتحدون بينما يريد الله ذلك ليتم الخلاص منهم ، فقال تعالي "فإذا جاء وعد الآخره جئنا بهم لفيفاً" صدق الله العظيم ، فسيطارد اليهود في كل مكان ويختبئون من الناس حتى يتجمعون ويبدأ المسلمون في قتالهم ويأذن الله بالحرب الموعودة، وقبل ذلك لابد أن تنتهي أميركا، فعلينا أن نتجاوز مرحلة الشجب والتنديد إلى أفعال لا أقوال، فماأخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. يريدون أن يصبحوا حكام بلد المسجد الأقصى ويهدموه، ثم يزيدون من مذابحهم بحق الفلسطينيين، ويمتد الطغيان للعرب حولهم، وما رأيناه أن كل دولة عربية تصرح لماذا نقاطع اميركا ولماذا لا تقاطعها باقي الدول؟ ولن يستطيع أحد إتخاذ القرار، هنا أتسائل أين إيمانكم بالله؟ وثقتكم في نصره تعالى ؟ ألم تفهموا سورة الإسراء ؟ ألم تؤمنوا بنهاية اليهود على أيدينا، ألم تعلموا أن الله لن ينصرنا إلا إذا كنا في طاعته؟ ، أمريكا هذه التي تحسبون لها، هي في الواقع ضعيفة جدا اقتصاديا ولولا الأموال اللي يأخدها ترامب من السعودية والخليج لكانت قد وقعت بالفعل ، كما أنها ضعفت جدا أمنياً، والأمريكيين مرعوبين لأنهم يعلمون الجرائم اللي ارتكبتها أمريكا في العالم ومترقبين ردود الأفعال. وأقول لكل عربي أن شخصيتك وكرامتك من كرامة دينك ووطنك وقرار جعل القدس عاصمة لإسرائيل .. أهان كرامتك واغتصب مقدساتك وأرضك ووطنك الأكبر بداية للتوسع لتحقيق الحلم الصهيوني، وأن أضعف رد هو القرار الجمعي بمقاطعة أميركا وإسرائيل ، وهناك حلول كثيرة لردع ومعاقبة هؤلاء وإرهابهم والخلاص السريع منهم... لكن لا يوجد يقظة أواتحاد .. فإلى متى تظل الأمة متفرقة نائم. وأقول لكل من يقول على احتلال إسرائيل للقدس أن هذا خارج حدودنا ولا يخصنا حضرتك مخطيء ، وإن لم تكن حريص على مقدساتك الدينية فعليك أن تكون حريص على أرضك العربية.. لأن لو كل دولة عربية نتركها يحتلها اليهود أو الامريكان ونقول "احنا مالنا"، سيأتي وقت نتحاصر بكل الدول محتلة حولنا من العدو الصهيوني وأعوانه.. ووقتها سيكون سهل جدا احتلالك وينفذ اليهود حلمهم في دولة إسرائيل من النيل للفرات وعاصمتها القدس.. الأمن القومي العربي أمن لكل دولة عربية في ظل صراع عربي إسرائيلي… ,والحل ليس محصور في تحرك عسكري، لكن هناك تحركات دبلوماسية وإجراءات جماعية لابد من إتخاذها حتى تظل القدس عاصمة فلسطين، فالصراع الفلسطيني الاسرائيلي والقضية الفلسطينية ماهما إلا نموذج مصغر للصراع العربي الإسرائيلي والقضية العربية، ولا ينفصلان. لا يعني الصمت العربي إلا الخيانة، والعار كل العار على الدول العربية التي تحتفظ بالقواعد الأميريكية على أراضيها بعد إعلان الرئيس الأمريكي قراره بأن القدس عاصمة الكيان الإسرائيلي المحتل.. فما ردهم؟ مصر تفعل كل ما في وسعها من أجل القضية الفلسطينية ، واليوم تقدمت مصر بمشروع قرارلمجلس الأمن بإلغاء قرار ترامب ان القدس عاصمة اسرائيل وقد هاجم سفير اسرائيل هذا المشروع، كما لابد أن أشير إلى خطوة تستحق كل الفخر والاحترام من الأزهر والكنيسة في مصر فقد رفض شيخ الأزهر طلب نائب الرئيس الأمريكي بلقائه في القاهرة وقال لأهالي القدس: لتكن انتفاضتكم الثالثة بقدر إيمانكم بقضيتكم ومحبتكم لوطنكم.. ونحن معكم ولن نخذلكم ، وكذلك كان قرار البابا تواضروس في مصر برفض استقبال نائب الرئيس الأمريكي رفضا للقرار الأمريكي. أخيراً أتساءل إلى متى سيظل الفلسطينيون يشيعون شهدائهم الذين يقتلهم رصاص الاحتلال الإسرائيلي كل ويواصلون المواجهات غير المتكافئة، وإلى متى نظل أمة متفرقة؟ ستظل القدس عاصمة فلسطين العربية إلى الأبد، ولا عاصمة لكيان دموي نرجسي متطفل .. أعلم أن القدس لكل الأديان السماوية الثلاثة ، لكن جرائم اليهود على مر التاريخ وقتلهم الأنبياء والأبرياء، تسقط حقهم في العيش مع المسلمين والمسيحيين في سلام ..فليسقط العدو الصهيوني وأعوانه.