أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس عبد الله غراب أن جزءا كبيرا من الأزمة الحالية الخاصة بالسولار والبنزين تعود إلي موروث قديم وهو عدم ثقة المواطن في الحكومة مشيرا إلي أن تكدس المواطنيين حول محطات تموين الوقود بالرغم من ضخ كميات كبيرة من السولار والبنزين تفوق الاحتياجات الفعلية بنسب كبيرة. وأضاف - في مؤتمر صحفي علي هامش اجتماع المجلس الوزاري لرابطة الدول الافريقية المنتجة للبترول 'ابا' - قائلا إن الحكومة تعد قانونا لتشديد العقوبة في مخالفات قضايا المتاجرة بالمواد البترولية حيث إن القانون الحالي قد صدر في عام 1945 والعقوبات التي تشمله علي تلك الجرائم لا تتناسب مع خطورته. وأكد أهمية دراسة الدعم الموجه للطاقة والذي يتجاوز 100 مليار جنيه سنويا وغالبيته لا يصل إلي مستحقيه من محدودي الدخل مشددا علي ضرورة وجود تعاون مستمر مع مختلف الجهات من محافظين وأجهزة رقابية بهدف حل مشكلة التكدس في محطات تموين السيارات في أسرع وقت ممكن. وأشار إلي أن مصر خلال المؤتمر الوزاري الذي عقد اليوم قد أكدت استعدادها لتقديم خبراتها في مجال البترول والغاز لدول القارة الافريقية بما يحقق صالح جميع تلك الدول ويخدم المصالح الافريقية ويحقق آمال شعوبها في حياة كريمة مؤكدا أن الوزراء قد وافقوا علي مبادرة مصر لإنشاء معهد بترول أفريقي يكون مقره القاهرة يهدف إلي تدريب كوادر أفريقية في مجالات البترول والغاز المختلفة. وأوضح أن اجتماع اليوم لمنظمة 'ابا' يتوافق مع الذكري ال25 لإنشاء المنظمة والتي تضم في عضويتها 17 دولة أفريقية. واوضح أهمية هذا الاجتماع لمناقشة العديد من القضايا في مقدمتها اعتماد خطة عمل للمنظمة خلال السنوات الخمس القادمة واعتماد ميزانية المنظمة للعام المالي 2012 / 2013 واعتماد برنامج عمل صندوق منظمة 'ابا' وبحث أهم لمشروعات التي سيقوم بتمويلها والتي من المنتظر أن يكون في مقدمتها إنشاء معهد البترول الافريقي. ومن جانبه قال المهندس هاني ضاحي الرئيس التنفيذي لهيئة البترول الخميس أنه يجري حاليا زيادة كميات السولار والبنزين للسوق المحلية لمواجهة التكدس والتزاحم بمحطات تموين السيارات بالإضافة إلي استمرار عمليات نقل البنزين والسولار من مستودعات التخزين إلي محطات تموين السيارات علي مدار 24 ساعة لفك الاختناقات الموجودة حاليا. وأضاف أنه تمت زيادة كميات السولار بالأسواق لتصل إلي 47 مليون لتر يوميا بزيادة نسبتها 15% عن المعدلات الطبيعية كما أنه يجري توريد 180 ألف طن سولار مستورد من الخارج طبقا لخطط الاستيراد وتصل هذه الكميات تباعا إلي موانيء الإسكندرية والسويس. وقال ضاحي إنه يتم ضخ كميات إضافية من البنزين لمواجهة الاستهلاك المحلي الذي ارتفع إلي 22 مليون لتر يوميا بزيادة نسبتها 20 % عن المعدلات الطبيعية. وأكد رئيس هيئة البترول أن هناك استمرارا في ضخ كميات إضافية من البنزين لمواجهة التكدس والتزاحم الذي تشهده المحطات وأن هذه الكميات من الانتاج المحلي أو الاستيراد تزيد كثيرا عن معدلات الاستهلاك الطبيعية. واشار إلي أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في الاستخدامات غير الشرعية للبنزين والسولار وقد قامت شرطة مباحث التموين بضبط كميات كبيرة من السولار والبنزين المهربة للخارج وبيعها في السوق السوداء. وطالب بتشديد أعمال الرقابة علي عمليات التوزيع بالمحطات لضمان وصول الكميات التي يتم ضخها للمستهلكين ومنعا للتلاعب مطمئنا المواطنين بأن الكميات المتوفرة من السولار والبنزين تكفي للاستهلاك, وأن هناك غرفة طواريء بهيئة البترول تعمل علي مدار 24 ساعة لتلقي أي شكاوي خاصة بالمنتجين. وفي سياق متصل، وصل 8100 طن بوتاجاز سائل و32 ألف طن للمواني المصرية الخميس وسط معاناة السوق من ازمة في المواد البترولية وهو ما رد عليه وزير البترول عبد الله غراب بان الازمة في التوزيع وليس الانتاج. وتعاني السوق المصرية من حلقة جديدة من أزمة البنزين والسولار لتعود طوابير السيارات أمام محطات الوقود التي شهدت مشاحنات متكررة.