استكمالا للمقالة السابقة اطرح فى هذه المقالة بعض الاسئلة الخاصةبالمشردين وايضا الحلول وطرق معالجة هذه الظاهرة فى المجتمع. السؤال الأول هنا: هل المشردون من المسنين يشكلون خطراً على المجتمع ؟ نعم فهم يشكلون خطراً على المجتمع وعلى الأمن اذا لم يتم الاهتمام بهم ورعايتهم فوجودهم بلا مأوى يؤدى إلى ارتفاع معدل الجرائم فهم قنبلة موقوتة من عدة جهات، فقد تستخدمهم الجماعات الإرهابية للإضرار بالمجتمع، وذلك لأنهم يسهل تجنيدهم واستقطابهم لتدمير المجتمع،؛ بل ويتطور الأمر إلى الاستغلال الفكري؛ فينساقون خلف سلوكيات خاطئة، ويرتكبون الجرائم دون أن يشعروا وذلك من أجل المساعدات المادية التى تمنحها لهم مقابل تنفيذ طلباتهم التى يستطيعون تقديمها بقدر المستطاع. هل هناك احصائية رسمية عن اعداد المشردين من المسنين فى مصر ؟ لا إحصاء رسميا طبقا لأرقام الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فقد انحصرت فى تحديد نسبة الأطفال الفقراء المحرومين من المأوى والذين بلغت نسبتهم 13.5% من الأطفال الفقراء، بينما يقدر الجهاز نسبة الأطفال الفقراء ب 26.4% من مجمل الأطفال المصريين، أما المشردون من الشباب والمسنين، فلا يوجد إحصاء رسمى لهم ، أما وزارة التضامن الاجتماعى فتقول إن المسنين المقيمين فى الشوارع ظاهرة متحركة ومتغيرة، فهى تلاحظ بالعين، ولكنها متغيرة بشكل دائم، فمن الممكن أن يقيم المسن فى مكان ويذهب لآخر فى اليوم التالى لذلك لا يمكن حصر أعدادهم وتحديدهم بدقة. السؤال الاهم الان ..هو ماهى الحلول أو طرق العلاج اللازمة لمواجهه هذه الظاهرة ؟ فى الواقع إن هناك العديد من المبادرات الشبابية التى تقوم بإيواء المسنين المشردين فى الشوارع والاهتمام بمظهرهم ورعايتهم صحيا وتقديم يد العون لهم، ولكن هذا غير كافٍ فلابد أن تتكاتف الدوله بكافة مؤسساتها لان ظاهرة بهذا الحجم تحتاج إلى عمل جماعى وليس عمل فردى لكى نعالج الظاهرة من جذورها وخاصه ان هناك نصا فى الدستور المصرى ينص على أن المسنين لهم الحق فى الرعاية وهو ما يجعل هنالك حاجة إلى تدعيم المسنين من الدوله وهذه بعض الحلول المقترحة:. _لا بد من رفع التوعية بالمؤسسات الخاصة والمعنية بالمشردين، وتوضيح الجانب القانونى حولها ووضع خطط شاملة واضحة مع اجراء دراسات عميقة حول الموضوع.
_التركيز على الجانب الأخلاقى والإنسانى والتربوى حول عواقب تشرد المسنين والذى لا يتوافق مع شريعاتنا وأخلاقنا وقيمنا _تمكين المسنين خاصة من يتضح أن لديهم مشاكل أو قابلية ليصبحوا مشردين، بحيث يصبح لديهم القوة لمواجهة المشاكل التى يتعرضون لها والتواصل مع الجهات المعنية لإيجاد الحلول لهم وقصد الأماكن المخصصة لهم بدلا من جعل الطريق العام او الأماكن الغير آمنة مقصدا لهم. وفى النهاية...... أرى أن مَن تقع عليه مسئولية هؤلاء الأشخاص هى الدولة والمجتمع وكل مَن يترك هؤلاء المسنين مشردين بلا مأوى أو رعاية ، فكما تهتم الدولة بالرفق بالحيوان يجب أن تلتفت إلى الرفق بالإنسان ويأخذونهم للحماية ممن يؤذيهم وهذه هى ابسط حقوق الإنسان.