أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون رغبة بلاده في تعزيز التعاون القائم مع قبرص في كافة المجالات ، مشيرا إلى وجود قواسم مشتركة عدة بين البلدين الجارين أبرزها الرغبة في المحافظة على استقرارهما ليتمكنا من لعب دورهما في محيطهما والعالم. وقال الرئيس عون خلال لقاءه اليوم الاثنين مع وزير الدفاع القبرصي كريستوفوروس فوكاييديس، في حضور وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف، إن العلاقات اللبنانيةالقبرصية إتسمت بالصداقة والتعاون ، وإن لبنان حريص على تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين. وشكر الرئيس عون قبرص على المساعدات العسكرية التي قدمتها للجيش اللبناني وعلى مشاركتها في القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان (اليونيفيل) ، مثمنا الدعم القبرصيللبنان في البرلمان الأوروبي. وأطلع عون الوزير القبرصي على موقف لبنان من التطورات الإقليمية لا سيما الحرب السورية ومعاناة النازحين السوريين والتحرك الذي يقوم به من أجل تمكينهم من العودة إلى بلادهم ، مشيرا إلى التداعيات السلبية على لبنان نتيجة استمرار وجود النازحين على أرضه. وتطرق الحديث إلى التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين والخطط التي يعتمدها لبنان للنهوض الاقتصادي وإعادة التوازن إلى القطاعات الإنتاجية كافة. ولفت إلى التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان ، داعيا قبرص إلى دعم موقف بلاده الداعي إلى وضع حد لهذه الانتهاكات. من جانبه ، عرض الوزير القبرصي أهداف زيارته للبنان بدعوة من وزير الدفاع اللبناني ، وما تم التوصل إليه من اتفاقات للتعاون الثنائي ودعم الجيش اللبناني الذي حقق إنجاز تحرير الجرود اللبنانية من الإرهابيين ، معتبرا أن هذا الأمر لا يستفيد لبنان وحده منه بل دول المنطقة وأوروبا تحديدا. وأكد الوزير القبرصي رغبة بلاده في دعم المواقف اللبنانية في الاتحاد الأوروبي والمطالبة بمزيد من الالتزام لمساعدته على تجاوز الظروف الراهنة التي يمر بها ، مشيرا إلى أن قبرص قدمت مساعدة مالية إلى لبنان في إطار برنامج الدعم للنازحين السوريين. وشكر فوكاييديس الرئيس عون على دعمه للاتفاقات التي تم التوقيع عليها بين لبنانوقبرص وبينها اتفاق تبادل المعلومات المصنفة ، وآخر لمكافحة الحرائق ، وخطة تتعلق بالتعاون في عمليات البحث والإنقاذ ، منوها بوجود مجالات آخرى للتعاون اقتصاديا واجتماعيا وفي الاستثمار المتبادل. من جانب آخر، بحث الرئيس اللبناني، خلال لقائه اليوم وفدا من البرلمان الأوروبي مع بلدان المشرق العربي برئاسة ماريسا ماتياس ، وحضور سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، العلاقات اللبنانية الأوروبية. وقدم الرئيس اللبناني عرضا للأوضاع في لبنان والمراحل التي مر بها والصعوبات التي واجهت قيام الدولة ، مركزا على المرحلة السياسية التي تلت انتخابه رئيسا للجمهورية والخطوات التي تحققت في مجال تثبيت الأمن والاستقرار في البلاد وانتظام العمل بالمؤسسات الدستورية وإطلاق ورش إعادة هيكلة الدولة وإخراجها من الشلل الذي عانت منه ، وصولا إلى إقرار قانون انتخابي جديد مبني على النسبية للمرة الأولى في تاريخ لبنان. وردا على أسئلة أعضاء الوفد البرلماني الأوروبي ، أكد الرئيس عون أن لبنان يعيش ظروفا آمنة ومستقرة على الرغم مما يجرى حوله من صدامات لأن اللبنانيين قدموا مصلحة بلدهم فوق كل مصلحة رغم التجاذبات السياسية التي يرعاها النظام الديموقراطي البرلماني في لبنان. من جانبها ، سلمت ماتياس للرئيس اللبناني رسالة خطية من رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني ، تضمنت دعوة عون لزيارة مقر البرلمان في ستراسبورج وإلقاء كلمة أمام النواب الأوروبيين ، ووعد الرئيس عون بتلبية الدعوة على أن يحدد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية. وأكدت ماتياس أن البرلمان الأوروبي سيواصل دعم لبنان في جميع المجالات كما فعل في السابق.