نخيلاً ونيلاً وشعباً اصيلاً... كلمات عبقريه ابدعها الشاعر فاروق جويده ليبدأ بها النشيد الرسمى للجيش المصرى العظيم والتى يحفظها كل من نال شرف الخدمه فى صفوف قواتنا المسلحه صغيراً او كبيراً.. كلمات تحمل معانى كثيره ودروس عظيمه .. ولكن .. نتوقف فى هذه السطور عند معنى شديد الاهميه ربما اصبح غائباً عنا بشده هذه الايام وهو قضية الانتماء والولاء فلمن يكون وكيف يتحقق ..!! علمونا قديماً ونحن صغار بأن الوطن هو الارض والدم والعرض والناس وان الولاء للوطن عباده وما دونه خيانه فهل حقاً احسنا الولاء للوطن ام تفرقت بنا السبل فمنا من اصبح ولائه لذاته او لمنصب زائل او حتى لفكره قد تحتمل الصواب والخطأ .. ومنا من سقط فى الفخ ووهب ولائه لأشخاص او جماعات حتى وان ابتعدوا به عن السبيل الصحيح والمعنى السليم للولاء والوطنيه ..! ايام تمر بنا تسقط فيها فكرة الولاء الجمعى للوطن رويداً رويداً لتحل محلها حاله من الفرديه والتشتت بين ابناء هذا الوطن الذى يئن كل يوم تحت ضربات الارهاب والغلاء وصراع الاجيال والتربص الداخلى والخارجى به وبمقدراته .. ايام مختلفه ربما لم نشهدها من قبل عبر تاريخنا المعاصر واجيال شابه تراجعت لديها فكرة ان الوطن هو " انا وانت والاخرين" ليتقدم عليها فكرة اللامبالاه بالامور القوميه او فى افضل الظروف يكون الأنتفاض اللحظى لحادث ارهابى او انتصار رياضى مؤقت ثم العوده مجدداً الى نفس الحاله من الفرديه والأنعزال عن الهدف الجمعى والتفكير المستقبلى فى كيف ستكون الحياه على هذه الارض غداً وبعد غد ..!! رسمنا على القلب وجه الوطن .. كيف يكون الوطن فى القلب ونحن نعيث فى ارضه فساداً وافساداً ونحيا لانفسنا فقط دون اى اكتراث لمن حولنا من ابناء هذا الوطن .. كيف ندعى عشق الوطن ونحن غارقون فى هذا العبث والرشوه والتدنى وهبوط مستوى الفن والابداع والثقافه والفكر .. كيف نعشقه ونحن بعيدون عنه بعقولنا وافعالنا .. كيف يكون حب الوطن ونحن نعطى الفرصه لأنفسنا لأن نستمع الى المغرضين واعداء الوطن فيما ينشرونه من افكار هدامه سوداء بل ونروجها عبثاً او جهلاً لنكسر هذا الوطن من الداخل ونمزقه ارباً.. قد تبدو الكلمات حزينه ولكنه الواقع الذى نحياه ونتمنى ان نغيره بايدينا لننزع من صدورنا هذه "الانا" اللعينه ولنعلى من قيمة الانتماء فعلا "لا " قولا فربما لم يمضى الوقت بعد وما زالت الامانى ممكنه فقط اذا صدقت النوايا وابتعدنا عن الشخصنه والسعى خلف مصالح زائله وكراسى متهالكه والسير فى ركاب اشخاص لم يقدموا لهذا الوطن اى شىء سوى الخراب والانحدار الى ادنى سلم الامم بعد ان كنا على قمة هرم الحضاره والفكر والثقافه بل والسياسه ايضا ..! انها دعوه مخلصه للعوده وليمسك كل منا بخيوط ذاته ليرسم على القلب من جديد وجه الوطن .. نحن الوطن وارضنا وطن واخلاقنا وطن واتحادنا وطن وما دون ذلك فراغ زائل لا قيمة له وهراء لا نفع منه الا لمصلحة اشخاص قلائل يسير العابثون فى اثارهم املاً وطمعاً دون جدوى ..! انها مصر الدوله والشعب والمؤسسات وليست مصر الأشخاص او الكيانات او الاموال ... اى قيمه عظيمه نتمتع بها نحن المصريون ولا نعلم حقاً قدرها .. انها قيمه تحسدنا عليها شعوب اخرى لا تمتلك مثل هذا التاريخ وهذه المقومات والقيم الراسخه والارتباط العاطفى بالأرض والعرض عبر التاريخ .. انها مصر التى لم نعطها حقها حتى الان بل تفرقت بنا السبل يميناً ويساراً خلف اهداف شخصيه او اعتناقاً للسلبيه وحمل معاول الهدم دون فهم او حتى محاوله للبحث عن الحقائق .. انها مصر التى خلدها التاريخ ..لم يخلد اشخاصاً بقدر ما خلد شعباً مميزاً صاحب حضاره ودور هام فى كتابة تاريخ ومستقبل البشريه عبر العصور ففى كل كتب التاريخ الموجوده فى مكتبات العالم الشهيره ستقرا دائماً عباره " وقد فعل المصريون كذا او أبتكر المصريون كذا او تميز المصريون فى كذا " فهل نحن على الدرب وهل يرضى عنا الاباء والاجداد فى قبورهم ام اننا نساهم بكل ما اوتينا من علم حديث وتكنولوجيا متطوره وسماوات مفتوحه فى هدم ما تركه السابقون ومحو كل ما كتبوه وكتبه العالم عنا كشعب عظيم متماسك متحد لا يمكن كسره او تمزيق اواصره المترابطه ... ..!! كلمات قد لا تعجب البعض ولكه احساس داخلى بأننا مازلنا اقل من مستوى الحدث ومن ان ننتسب الى هذا الوطن العريق الخالد وان طريقنا ما زال طويلاً يحتاج الى مزيداً من الاخلاص والصدق وتغليب العام على الخاص واشاعة الحب الذى اختفى او كاد بين كل افراد المجتمع دون غرض او نفاق او مصلحه ... اللهم احفظ هذا الوطن .. اللهم احفظنا واهدنا الى الخير فنحن الوطن ... عاشت مصر بنا ولنا وطناً يعيش فينا ونعيش فيه .