بعد حملة غير مقنعة فى مشوار التأهل لنهائيات بطولة الأمم الأوروبية يورو 2016 ، عاد منتخب الماكينات الألمانية ليبهر الجميع سواء بالنتائج أو الأداء ليصعد لنهائيات كاس العالم روسيا 2018 بعدما فاز بجميع مبارياته العشر فى المجموعة ومسجلا فائض أهداف بلغ 39 هدفا مسجلا رقما قياسيا عالميا جديدا فى التصفيات المؤهلة للمونديال. ولكن رغم هذه النتائج المبهرة ، اعترف توماس موللر نجم المنتخب الالمانى ونادى بايرن ميونيخ أن هذا النجاح فى التصفيات لايضمن تحقيق نتائج جيدة فى روسيا، ويعكس هذا التصريح ادراك لاعبى منتخب المانشفات قبل المدير الفنى يواكيم لوف وجود عديد من اوجه القصور التى يتعين علاجها فى الاشهر المقبلة قبل خوض حملة الدفاع عن اللقب العالمى الذى تم الفوز به فى البرازيل عام 2014. ويرى عديد من الخبراء أن هناك أمور يتعين على لوف علاجها على وجه السرعة وفى مقدمتها مركز المدافع الأيسر، حيث حذر لوف نفسه مؤخرا من أن ألمانيا تتمتع بالقوة فى منطقة قلب الدفاع ولكنها تعانى من خلل فى الجانبين، ولكن مما خفف من وطأة الأمر تطور مستوى جوشوا كيميتش فى مركز المدافع الأيمن حيث نجح إلى حد بعيد فى ملء الفراغ الذى تركه المعتزل المخضرم فيليب لام "القزم العملاق" لكن لايوجد بديل يحل محله فى حالة غيابه ويؤدى بنفس المستوى. لكن المشكلة تكمن فى مركز المدافع الأيسر فلاعب كولون يوناس هيكتور يتم الاعتماد عليه حاليا لكنه لا يقدم أي إضافة فى الجانب الهجومى، وفى البوندسليجا يعد مارسيل شميتزر لاعب بروسيا دورتموند هو الوحيد الذى يمكنه أن يخفف من معاناة لوف الذى مازال يتجاهله، وربما يتعين على المدير الفنى أن ينقل انطونيو روديجير قلب الدفاع لمركز المدافع الأيمن بينما يتم نقل كيميثش للطرف الأيسر. ويمكن أن يلجا المدير الفنى للاستغناء عن الأطراف واللعب بطريقة 3-3-3-1 بدون اطراف لكن خطورة هذه الخطة تكمن فى أنها قد تعرض مرمى المنتخب الألمانى للخطر خاصة أمام الفرق الكبيرة. وتكمن المشكلة الثانية فى مركز رأس الحربة الصريح حيث يتعين على المدير الفنى أن يحدد نوعية المهاجم الذي يريد الاعتماد عليه فى المونديال، فمنذ كأس العالم يفضل رأس الحربة التقليدى، وفى هذا الصدد هناك ماريو جوميز مهاجم فولفسبورج وساندرو فاجنر مهاجم هوفنهايم وحاليا فإن فاجنر يملك الفرصة الأكبر لشغل هذا المركز. وإذا كان لوف يريد رأس حربة حقيقيا يعمل فى العمق والتعلب على الطرق الدفاعية التى يمكن أن يلجا اليها الخصوم فى دور المجموعات ، فإن افضل من يقوم بهذا الدور هو تيمو فاجنر لاعب لايبزيج .فهو يوفر كثير من الحلول وبرغم سنه الصغير /21 عامأ/ فهو حاسم أمام المرمى وسريع فى الثلث الأخير ولكن سيكون لوف فى حاجة لمتابعته فى المباريتين الوديتين أمام فرنسا وانجلترا فى شهر نوفمبر القادم للتعرف على قدرته على التعامل مع دفاعات الفرق الكبيرة. أما مركز محور خط الوسط فهذه قصة أخرى، فاللاعب الوحيد صاحب الاداء المميز والقادر على القيام بجميع المهام هو تونى كروس، ومن بعده هناك خيارات مختلفة من الاسماء والادوار. فإذا كان المدير الفنى يريد لاعب يؤدى من المنطقة الدفاعية للهجومية هناك ليون جورتسكا وايمرى كان وسامى خضيرة وهناك سيباستيان رودى إذا كان يريد لاعب يتحرك فى العمق، لكن لوف يجب ان يختار بين عدد كبير من اللاعبين فى منطقة الوسط لديهم القدرة على افتكاك الكرة والقيام بالمهام لكن ليس له أن يقلق من هذا الأمر ،فألمانيا تتميز بالقدرة على الاحتفاظ بالكرة والضغط على الخصم فى كل أرجاء الملعب وسوف تشهد المرحلة القادمة منافسة بين عدد من اللاعبين لشغل المركز فى ظل تألق كروس بصفة خاصة. أخيرا يبقى الدافع أمرا أساسيا لنجاح المنتخب الالمانى فى حملته من أجل الدفاع عن لقب بطل كأس العالم، فحين توجه منتخب الماكينات إلى البرازيل عام 2014 كان يتمتع بقوة فى العمق وتطبيق ممتاز لتنويع خطط اللعب ولكن كان يتمتع بما هو أهم من الفنيات وهو الدافع القوى لانتزاع اللقب كأول فريق أوروبى يفوز بالمونديال فى قارة أمريكا الجنوبية ورغبة عدد من اللاعبين لتحقيق اللقب قبل انتهاء مسيرتهم وهو تحديدا فيليب لام وميروسلاف كلوزه وشفانشتايجر وبير ميرتساكر. وحاليا قد لايكون هذا الدافع قائما سوى لدى ماركو ريوس وجوندوجان ومن هنا يتعين أن يقوم لوف بدور نفسى كي يشعر جميع اللاعبين بنفس الشعور والاحساس بحتمية الحفاظ على اللقب العالمى. وفى النهاية يبقى المنتخب الألمانى من أبرز المنتخبات المرشحة للفوز بلقب كأس العالم كما هى العادة خاصة وأنه يعد أكثر الفرق وصولا للمباراة النهائية حيث صعد للنهائى ثمانى مرات فاز خلالها باللقب أربع مرات واكتفى بدور الوصيف فى الاربع مرات الأخرى.