قالت مصادر دبلوماسية وأخري في المخابرات الجمعة ان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" غادر بالفعل مقره بالعاصمة السورية دمشق. وقال دبلوماسي في المنطقة طلب عدم ذكر اسمه "مشعل لا يتواجد في سوريا كما في السابق وهو معظم الوقت خارجها". وقال مصدر في المخابرات طلب عدم ذكر اسمه "مشعل لن يعود الي سوريا وهذا هو القرار الذي اتخذه، مازال هناك وجود لحماس لكنه لا يذكر". وقال الدبلوماسي ان دمشق منعزلة بسبب قمع دموي لانتفاضة بدأت قبل عشرة أشهر احتجاجا علي حكم الرئيس السوري بشار الاسد وهي غير امنة مضيفا أن مشعل لم يعد قادرا علي استقبال زوار دوليين فيها. ويقول محللون ان مشعل محرج أيضا بسبب القمع الدموي الذي تقول الاممالمتحدة انه أسفر عن مقتل أكثر من خمسة الاف شخص في سوريا، والكثير من ضحايا قوات الامن السورية سنة متحالفون مع جماعة الاخوان المسلمين التي يعتمد مشعل علي دعمها لحماس. والاسد مدعوم بشكل أساسي من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها وأقليات أخري في سوريا. وقالت المصادر ان مشعل لن يعلن غلق المقر السياسي لحماس في سوريا، وقال الدبلوماسي "في خلال شهر مضي لربما لم يمكث في سوريا سوي خمسة أيام والبقية قضاها في قطر وتركيا ومصر". وأضاف "لكنه لم يغلق المقر في سوريا بالكامل ومازال هناك مسؤولين من حماس هناك، كما نفهم فان حماس لن تعلن مغادرة أو ترك سوريا حتي وان حدث ذلك بالفعل". وذكرت المصادر أن مشعل موجود حاليا في القاهرة لكن "لا يوجد اتفاق لفتح مكتب في القاهرة حتي الان". وقال المصدر "المقر المتوقع لمشعل هو قطر التي قد يبقي فيها لمعظم الوقت حتي يستقر الوضع في سوريا". وقطر هي أكبر منتقد عربي للاسد الذي استضاف مشعل في دمشق، وساهمت وساطة قطر في الترتيب لزيارة مشعل للاردن الاسبوع المقبل لاستعادة العلاقات مع عمان بعد أكثر من عقد علي طرد حماس من المملكة الاردنية. وتأسست حماس عام 1987 ويصفها الغرب واسرائيل بأنها منظمة "ارهابية" وتدعمها ايران الحليفة المقربة من الاسد منذ وقت طويل، وقال الدبلوماسي ان تمويل الحركة توقف في الشهور الاربعة المنصرمة علي ما يبدو. وأضاف "ايران كانت تدفع مبلغ يتراوح بين 250 مليون دولار و300 مليون دولار لكن كان هناك تقطع في الدفع خلال عام مضي، وبحسب التقديرات فلم يكن هناك أية دفعات مالية مند شهر أغسطس الماضي". وذكر أن اسماعيل هنية قائد حماس في غزة يعتقد أنه "تلقي وعودا من تركيا بدعم حركته بمبلغ 300 مليون دولار سنويا لمساعدة قطاع غزة"، وتركيا منتقد قوي اخر للاسد، ويزور هنية ايران خلال الايام المقبلة.