أن تكون غارقاً في فعل «الخيانة» حتى أذنيك، فذلك أمر جلل وخطير، ولكن الأخطر أن تقوم بتبرير ذلك الفعل المؤثم بل وتتفاخر بالتمادي فيه.. ما سبق ينطبق تماماً على قناة «الجزيرة» الصهيونية التي تعكس بصدق توجهات النظام القطري الذي بات خنجراً مسموماً في ظهر «العرب»، وبرداً وسلاماً على حلفائه من الصهاينة والفرس والأتراك! وقد فوجئت «الجزيرة» مؤخراً بقرار ئيس الوزراء الصهيوني «بنيامين نتنياهو» باتخاذ الإجراءات اللازمة لغلق مكاتب القناة فى إسرائيل، وهنا أحست «الجزيرة» بأنها قد نالت «جزاء سنمار» مما استدعى تدخل وليد العمرى مدير مكتب القناة بإسرائيل بتصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، لا تثبت فقط خيانة القناة للعرب بل تتمادى في خيانتها مبررةً ومفسرة بوقاحة غريبة حيث قال: إن الفضائية القطرية لم تحرض يومًا ضد تل أبيب حتى يسعى «نتنياهو» لغلق مكاتبها، مضيفاً أن الجزيرة هى القناة الوحيدة العربية التى تسمح لمسئولين فى الحكومة الإسرائيلية وكذلك من المعارضة ومن اليمين ومن اليسار أن يتحدثوا إليها، كاشفًا النقاب عن أن الجزيرة لم تمانع يوما فى أن يتحدث المستوطنون إلى القناة القطرية!!. كما استمر العمري في غيّه مؤكداً أن «نتنياهو» الذى يسعى لغلق القناة كان ضيفاَ عليها فى عام 2009 م عندما كان زعيمًا للمعارضة، وكان حينها إيهود أولمرت رئيسًا للوزراء!!. وقد نسى العمري وجزيرته الصهيونية أن قناته قد أفردت في ديسمبر الماضي مساحة على الهواء ل»نتنياهو» في حوار مفتوح ومباشر لتلميع صورة الدولة العبرية باعتبارها واحة الديمقراطية بالمنطقة، فضلاً عن استضافة القناة بصورة دائمة ل» أفيخاي أدرعي».. المتحدث العسكري الإسرائيلي.. ك«واحد من أهل بيت الجزيرة الصهيونية»!! وللتاريخ، دعونا نذكر الجميع بأنه في يوليو 2015م، زار وفد صهيوني بقيادة المجرم «شيمون بيريز» مقر «الجزيرة» بالدوحة شاكراً لها خدماتها المتواصلة وتنفيذها للخطة الاعلامية للمحطات الصهيونية وتزويدها بآلية عمل جديدة لتدمير أكبر وسفك دماء مزيد من أبناء الشعب العربي، وخلق المزيد من الفتن لتعيش الدولة العبرية في أمن وأمان!!. فيما سبق أن زارت وزيرة الخارجية السابقة «تسيبي ليفني» في أبريل 2008م مقر القناة والتقت بطاقمها لبحث سبل التعاون!!. «الجزيرة» تنفذ سياسة النظام القطري بكل دقة بل تعد معبراً رئيساً عنه ربما أكثر من وزارة خارجية الإمارة المعادية للعرب والتي انكشف دورها التآمري بصورة لا تقبل الشك،لا سيما أنها ستنتقل في علاقتها الآثمة مع الصهاينة من مرحلة «مكتب تمثيل دبلوماسي» إلى تدشين «سفارة» لها في تل أبيب حيث يجري التنسيق بين المخابرات القطرية والصهيونية لاختيار المقر!!.