يتوقع محللون بعد إعلان وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، السبت أن يتم قريبا تسميه الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وليا للعهد. ويقول كريستوفر بوسيك، الباحث في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن تعيين الأمير نايف وليا للعهد سيكون "خطوة طبيعية،" فهو النائب الثاني لرئيس الوزراء. وأضاف أن "الأمير نايف تقلد منصب وزير الداخلية في البلاد منذ عام 1975 وله سمعة باعتباره المحافظ المقرب من المؤسسة الدينية وليس مقربا جدا من الغرب." وأوضح بوسيك إلي أنه "خلال وجود الأمير نايف في منصب وزير الداخلية، أشرف علي جهود المملكة في مكافحة الإرهاب،" مشيرا إلي أن السعودية هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي فككت بالفعل شبكة محلية لتنظيم القاعدة. ومنذ تعيين الأمير نايف بن عبدالعزيز، نائبا ثانيا لرئيس الوزراء بالسعودية، في مارس/آذار عام 2009، بعد قليل من إعلان تدهور صحة ولي العهد الراحل، زادت التكهنات بشأن إعداده لخلافة المنصب. ومن المتوقع أن تجتمع هيئة البيعة التي أسسها العاهل السعودي لأول مرة في تاريخ المملكة عام 2007 بهدف تأمين انتقال السلطة ضمن آل سعود، بهدف اختيار ولي جديد للعهد. وتصدر الهيئة قراراتها بموافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين، وفي حالة التساوي يرجح الجانب الذي صوّت معه رئيس الاجتماع. وكان الديوان الملكي السعودي أعلن السبت وفاة ولي العهد، مؤكداً صحة ما كانت مصادر في الخارجية الأمريكية قد كشفته لCNN حول الأمير الذي كان يعاني الكثير من المشاكل الصحية في الفترة الماضية ويتلقي العلاج في الولاياتالمتحدة. وكان الأمير الراحل يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية. وجاء في بيان للديوان الملكي السعودي نعي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأخيه الذي "انتقل إلي رحمة الله فجراً خارج المملكة، إثر مرض عاني منه." وكان الأمير سلطان بن عبدالعزيز من بين أبرز الشخصيات في المملكة، وسبق له تولي العديد من المسؤوليات، بينها قيادة الحرس الملكي وحقيبة الزراعة والمياه، قبل أن يعيّن وزيرا الدفاع والطيران منذ أكثر من أربعة عقود، أما ولاية العهد فقد آلت إليه مع تولي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحكم عام 2005. ويذكر أن عدم وجود دستور للمملكة جعل عملية انتقال السلطة تعتمد علي التوافق بين الأقطاب النافذين من الأبناء الذكور للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الحديثة عام 1932. كما أن توريث الحكم لدي آل سعود يختلف عن باقي الأنظمة الوراثية العربية، في أن المُلك كان ينتقل خلال السنوات الماضية من الأخ إلي أحد الإخوة، وليس من الأب إلي "أكبر الأبناء."