فى الوقت الذى أعلنت فيه وزارة الأوقاف إحكام سيطرتها على منابر المساجد وعدم السماح لأى شخص بصعود المنبر إلا بتصريح رسمي. غير أن الواقع يقول خلاف ذلك، فالأغلبية لا تلتزم بما تقره الأوقاف وتتحدث حسب طبيعة المكان. ولم تتحرك الأوقاف تجاه ذلك رغم علمها بمخالفة الائمة لموضوع الخطبة المرسل إليهم. فراحت تحدد موضوع الخطبة ليعمم على كل مساجد مصر بالأربعة والخمسين موضوعًا للعام الأول. ومائتين وسبعين موضوعًا لخمسة أعوام مقبلة على ان تراعى المناسبات الوطنية والدينية. اللجنة العلمية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لم تدخر وسعًا فى ان تولى خطبة الجمعة أهمية لصياغة الشخصية المصرية والحفاظ على القيم والدعوة للعمل والإنتاج وأسهمت فى اختيار الموضوعات. فى الوقت الذى حددت فيه الأوقاف وقت الخطبة بعشرين دقيقة كحد أقصى، ولكن معظم المساجد يمتد الوقت فيها لأكثر من ساعة فأصبح رغم حالة التدقيق يعتلى المنابر غير المتخصصين ويضربون بتعليمات الأوقاف عرض الحائط برغم حسن النية الموجود لدى الأوقاف وخطتها الطموح للضرب من حديد على المتطرفين والداعمين للإرهاب. بل وصل الأمر أن أحد الائمة فى منطقة القلج صلى ركعتى الجمعة بتلاوة ربع من القرآن لم يراعِ ان هناك كبارًا فى السن لا يتحملون الوقوف وآخر أخذ يخطب لأكثر من ساعة وربع وبعد ان أنهى الصلاة استكمل الحديث مما حدا بالمصلين لمقاطعة المسجد رغم كونه أستاذا بجامعة الأزهر، كل هذا يحدث وسط غضبة من المصلين الذين أعلنوا رفضهم لما يحدث وكأن هناك من يفسد فرحتهم بصلاة الجمعة. كل هذا يتم والأوقاف تؤكد أن المساجد تحت السيطرة. فى ضوء مواجهة التطرف والإرهاب وطلبت من الجميع الالتزام بما تم الاتفاق عليه. وبينما التزمت المساجد الكبرى بما أقرته الوزارة وقامت لجان التفتيش بالمرور عليها ومعاقبة من يخالف التعليمات من خلال منشور رسمى تم تعميمه بخصم شهر من بدل التحسين أو بدل المنبر المقرر بألف جنيه شهرى وأنه فى حالة إصراره على عدم تنفيذ القرار يتم خصم 6 أشهر من البدل وإذا لم يلتزم ارتفع الخصم لمدة عام ويتم حرمانه من البدل نهائيًا فى حالة تجاهل الإمام للقرار مع الإحالة للتحقيق. الغريب أن هناك مساجد عديدة لم تلتزم بالتعليمات التى أقرتها الوزارة وخالفت التعليمات بعدم الالتزام بموضوع الخطبة ولا الوقت المحدد، ما أثار حفيظة المصلين وجاءت الخطبة الأخيرة حيث رصدنا بعض المساجد لم تلتزم بموضوع الخطبة بل تناولت موضوعات تثير الفتنة وأخرى تحدثت عن حادثة الإفك، ومسجد آخر اعتلاه احد المتشددين ذو الجلباب القصير مما اضطر أحد أساتذة الجامعة لترك المسجد بسبب صراخ الخطيب. ورغم كلام الوزير مختار جمعة إن الخطبة الموحدة لإبعاد الجوامع عن الصراعات السياسية، غير أن الأحداث تفرض على بعض المناطق التى هى خارج السيطرة ان يعتلى المنابر من يبثون سمومهم لأنهم يتناولون موضوعات ترتبط باهتمامات الناس وشئونهم اليومية. فهل تحكم الأوقاف إدارتها لمساجد مصر والبالغ عددها 150 ألف مسجد؟!