الشناوي: الأعمال الجيدة قليلة .. و"الجمل": الصناعة أهانت المرأة سامية قدري: بعض الأفلام تبنت قضاياها وأبرزت مشكلاتها يزخر ارشيف السينما بمجموعة من الإعمال التي تناولت قضايا المرأة، وعالجت مشكلاتها وكانت سببا في تعديل بعض القوانين وتقديم الحلول للمجتمع. والان ونحن نحتفي باليوم العالمى للمرأة نجد ان الأعمال التي قدمتها السينما في الأعوام الأخيرة تخاطب فئة معينة ولا تقدم قضايا هادفة اسوة بما قدمه نجوم الزمن الجميل. ولم تقدم نماذج للمرأة يحتذي بها بل حرص صناع السينما على تقديم، الأعمال التي تصور المرأة المنحرفة وربما يكون دافعهم لذلك مخاطبة الغرائز حرصاً على ارباح شباك التذاكر. وطوال 100 عام هى عملر السينما المصرية تعج مكتبة الافلام المصرية، بالعديد من الأعمال التى سلطت الضوء على قضايا حواء مثل افلام "الباب المفتوح" و"أريد حلاً" و"دعاء الكروان" و "الحرام"، و"الأستاذة فاطمة" و"الأفوكاتو مديحة" و "أنا حرة" و"المراهقات"، و"حواء على الطريق" و"جميلة" و"مراتي مدير عام" و "كرامة زوجتي" و"المرأة والساطور" و "عفواً أيها القانون" و "آسفة أرفض الطلاق" و "بنتين من مصر" و "عين النساء" و" الأبواب المغلقة" و«مذكرات مراهقة»، و«الباحثات عن الحرية "وغيرها. ومن خلال هذه النماذج سلطت السينما الضوء علي قضايا حيوية ومصيرية في المجتمع، وبفضل تلك الافلام انتشر الوعى بقضايا، التحرش والعنوسة والبحث عن تحقيق الذات وعرض المشاكل التي تعاني منها السيدات. كما سلطت الضوء علي الأرملة وسعيها للبحث عن حقوقها. والسؤال الذي يطرح نفسه هل انتصرت السينما لقضايا المرأة؟ الناقد طارق الشناوي، قال إنه يرفض الحساسية التي تنتهجها بعض المنظمات الحقوقية بأن السينما لم تهتم بقضايا المرأة وهذه حساسية مرفوضة فهناك عشرات الأفلام التي تناولت قضايا المرأة مثل، أريد حلا وبنات وسط البلد وشقة مصر الجديدة ويوم للستات ونوارة. وأضاف ل"الاسبوع" أن قضايا المرأة حاضرة بقوة وأثرت في مسار السينما المصرية ونستطيع بنظرة محايدة القول بأنها منحازة لها علي غير ما يردد الكثير فهناك عدد كبير من عضوات المنظمات النسائية يشرن إلى أن إلي قضية أراها من وجهة نظري واهية جدا وغير قائمة علي منطق علمي وإحصائي وهو أن المرأة المصرية مظلومة سينمائيا وهو ما يتناقض تماما مع الحقيقة حتي لو قدمت السينما المرأة منحرفة، فالرجل قدم عشرات المرات منحرفاً، فلا أري ذلك عيبا. وأكد الشناوي أن السينما انتصرت للمرأة ولكن نوعية الأفلام الجيدة قليلة وتلك هي المشكلة التي تحتاج لمعالجة حقيقية في تقديم أعمال في الفترة القادمة يكون لها ثقل وتأثير في حل مشكلات حواء. ويختلف الناقد سمير الجمل مع وجهة نظر الشناوي ويؤكد إن السينما لم تنتصر للمرأة خاصة في السنوات الأخيرة مشيرا إلي أن صناع السينما أهانوا المرأة بشكل ملحوظ، ويجب إن يحاكموا على ذلك بتقديمهم إعمال اساءوا من خلالها لصورة المرأة وأضاف: " مندهش من المجلس القومي للمرأة لأن هذا المجلس لا يعلو صوته إلا في القضايا الفرعية إما القضايا التي تقدم في السينما في الفترة الأخيرة فلا تقدم نماذج حقيقية لصورة المرأة المشرفة ولا أحد ينكر دورها فهي الأم، والقدوة وجزء أصيل من الثوراتو لها حضورها في الوطن ووصلت لأعلي المناصب ونحن لسنا ضد تقديم النماذج المختلفة للمرأة ولكن الإصرار من صناع السينما في الآونة الأخيرة علي تقديمها في ثوب الخيانة مرفوض، ومطلوب أن يكون هناك نوع من التوازن والبحث عن شخصيات نسائية أثرت في المجتمع والتاريخ لعرض سيرتهن على الشاشة". أما الدكتورة سامية قدري أستاذ علم الاجتماع فأكدت علي الدور المحوري الذي لعبته السينما في إبراز قضايا المرأة والدفاع عنها وان كان هذا الدور تراجع مؤخرا بسبب الأزمة الاقتصادية التي دفعت المنتجين لتقديم نوعية من الأفلام التجارية هدفها الربح وان كانت هناك أفلام أبرزت واقع العشوائيات، وأشارت "قدري" إلى أن السينما طوال تاريخها تلعب دوراً هاماً وحيوياً في ابراز قضايا المرأة خاصة منذ منتصف العشرينيات ووجود كتاب ومخرجين استطاعوا ان يقدموا إعمال رائعة غيرت من الواقع، وكانت سببا في تعديل بعض القوانين، من خلال إعمال جيدة أنصفت المرأة مثل أفلام، شيئ من الخوف والزوجة الثانية واريد حلا وعفوا إيه القانون ، والأخير كان سببا في تعديل قانون العقوبات ولفتت إلي إن هناك أعمال سينمائية القت الضوء علي قضايا النساء والمخاطر التي تتعرض لها ولهذا فان السينما انتفضت للمراة ولعبت الدور الهام في التعريف بقضاياها، وبعد الثورة رأينا كيف انتفض المجتمع علي خلفية ما قدمه فيلم احكي يا شهر زاد ومعالجة قضايا التحرش والعنف، واذا كانت اغلب الافلام تخاطب فئات معينة فمن المطلوب الارتقاء بالاعمال التي ستقدمها السينما مستقبلا بشأن معالجة قضايا المرأة.