أكد السفير مارك فرانكو رئيس وفد مفضوية الاتحاد الأوروبي بالقاهرة أن مصر دولة شريكة للاتحاد الأوروبي كما أنها لاعب أساسي في المنطقة مشيرا إلي أن تعميق الشراكة مع مصر سيسهم في حل العديد من المشكلات التي تموج بها المنطقة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده اليوم الأربعاء بمقر إقامته بالقاهرة مع بيوتر بوختر سفير بولندا بالقاهرة بمناسبة تولي بولندا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إعتبارا من أول الشهر الجاري وحتي نهاية العام. وأوضح فرانكو أن الاتحاد الأوروبي يتعاون مع مصر في المجال الاقتصادي من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال التركيز علي النفاذ إلي السوق الأوروبية وتحسين فرص الصادرات المصرية إلي أوروبا بالإضافة إلي فتح أبواب جديدة أمام الصادرات المصرية خاصة الزراعية منها. وقال إن الجانب الأوروبي يدرس في الوقت الحالي مع المسئولين في مصر سبل تسيير دخول المصريين إلي أوروبا في إطار "الشراكة القائمة علي حرية الحركة داخل أوروبا'، مشيرا إلي التوجه الأوروبي لتسهيل الهجرة الشرعية إلي أوروبا في إطار جهود مواجهة الهجرة غير الشرعية القادمة دول شمال إفريقيا ومن بينها مصر إلي أوروبا. وفيما يتعلق بالدعم المادي الذي ستقدمه أوروبا إلي مصر، أشار إلي الدعم الذي حددته المفوضية الأوروبية لدول شمال إفريقيا ومنها مصر إلي جانب القروض التي سيقدمها بنك الاستثمار الأوروبي لمساعدة مصر علي تقوية اقتصادها وخلق فرص عمل للشباب. وعما إذا كان الجانب الأوروبي قد حدد الدعم المادي الذي سيتم تقديمه لمصر لمساندة اقتصادها في هذه المرحلة، أكد رئيس وفد مفضوية الاتحاد الأوروبي بالقاهرة السفير مارك فرانكو أنه تجري حاليا مناقشات مع الجانب المصري لتحديد مجالات الدعم التي تحتاجها مصر. وأشار إلي البرنامج السنوي الذي يخصص علي أساسه الاتحاد الأوروبي مبلغ 50 مليون يورو لمصر، معلنا أنه سوف يتم هذا العام زيادة هذه القيمة ولكن لم يتم تحديدها بعد. وأوضح السفير الأوروبي أن أوروبا قد خصصت مبلغ 1.24 مليار يورو 'ما يعادل 10 مليارات جنيه' لمصر ولكن هذا المبلغ لم يتم 'تقسيمه حتي الان'. وأكد علي أن مصر دولة ذات دخل متوسط وتتمتع بإمكانيات كبيرة وبالتالي فلابد من التعاون معها بطريقة لا تعتمد علي المنح. وبالنسبة لتجميد أصول الرئيس السابق حسني مبارك ورموز نظامه في أوروبا، أكد أنه قد تم تجميد أرصدة 19 شخصا من عائلة مبارك ورموز نظامه في دول الاتحاد الأوروبي التي تلتزم بقرار التجميد، مشيرا إلي أن كل دولة تتخذ ما تراه من إجراءات تتعلق بهذا الأمر. وفيما يتعلق بالقرار الأوروبي لوقف استيراد بذور الحلبة من مصر، قال رئيس وفد مفوضية الاتحاد الأوروبي بالقاهرة أنه قد تم اتخاذ هذا القرار بعد التأكد بعد الفحص من وجود رابط بين كمية من بذور الحلبة القادمة من مصر تحتوي علي نسخة قاتلة من بكتيريا إي-كولاي، والأوبئة المنتشرة في ألمانيا وفرنسا، مشيرا إلي أن هذه البكتريا قد أصابت في أوروبا نحو 5 آلاف شخص وتوفي ألف فرد مما جعل المسئولين عن الأمن الغذائي بالاتحاد الأوروبي من وقف استيرادها. وقال فرانكو إن الاتحاد الأوروبي سيركز خلال المرحلة القادمة علي الاستجابة للتغيرات التي تشهدها منطقة الجوار وخاصة في جنوب المتوسط في ضوء الثورات العربية وذلك من خلال تعميق مفهوم الديمقراطية وخلق شراكة مع المجتمعات في هذه البلدان وليس مع الحكومات فحسب. وعن المهام التي سيقوم بها الدبلوماسي الإسباني بيرناردينو ليون الذي رشحته كاثرين آشتون مؤخرا لتولي منصب الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة جنوب المتوسط، قال رئيس وفد مفضوية الاتحاد الأوروبي بالقاهرة السفير مارك فرانكو إن هذا المنصب الجديد يهدف إلي تعزيز الحوار السياسي للاتحاد الأوروبي مع دول المنطقة والمساهمة في الاستجابة الطموحة للاتحاد الأوروبي للربيع العربي، مشيرا إلي أنه سيتم الإعلان خلال الأسبوع القادم عن هذا الأمر.