أسدل الستار عن منافسات بطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة اليد رقم 22، واختتمت أمس /السبت/ مباريات البطولة القارية التي استضافتها مصر خلال عشرة أيام على الصالة المغطاة بستاد القاهرة الدولي في الفترة من 21 وحتى 30 يناير الجاري، بمشاركة 12 منتخبا إفريقيا وهي مصر والجزائر والمغرب والكاميرون ونيجيريا والجابون وتونس وأنجولا والكونغو الديمقراطية والكونغو برازفيل وليبيا وكينيا.وتوج المنتخب المصري لكرة اليد بقيادة المدرب الشاب مروان رجب ومساعده حمادة النقيب، بلقب البطولة الإفريقية للمرة السادسة في تاريخ كرة اليد المصرية، بعد الفوز الصعب في المباراة النهائية للمسابقة على المنتخب التونسي صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة 9 ألقاب بنتيجة 21 / 19، بعد مباراة ماراثونية شهدت ندية كبيرة من المنتخبين.وأسفرت البطولة القارية عن تأهل المنتخب المصري إلى دورة الألعاب الأوليمبية ريو دي جانيرو 2016، بجانب تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2017 المقرر اقامتها في فرنسا رفقة منتخبي تونس وأنجولا صاحبي المركزين الثاني والثالث في بطولة إفريقيا، فيما فشل المنتخب الجزائري في الخروج بأية استفادة من البطولة بعدما احتل المركز الرابع.شهدت البطولة مساندة كبيرة من القيادة السياسة في مصر، حيث أقيمت منافساتها تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، فيما حضر المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء حفلي افتتاح وختام البطولة، بجانب المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة الذي لعب دورا كبيرا في نجاح المسابقة وخروجها بمظهر مشرف يليق بمكانة مصر في القارة السمراء.ونالت البطولة الإفريقية، إشادات واسعة على المستوى القاري والدولي، من جانب الاتحاد الدولي لكرة اليد برئاسة حسن مصطفى، والاتحاد الإفريقي للعبة برئاسة منصور أريمو، بجانب مسئولي الوفود ورؤساء بعثات المنتخبات المشاركة في المسابقة الذين أشادوا بحسن التنظيم والترتيبات الخاصة وتوفير كل احتياجات البطولة.وخرجت مصر بالعديد من المكاسب والفوائد من استضافة العرس الإفريقي لكرة اليد، ولعل أبرزها عودة الجماهير المصرية إلى المدرجات من جديد، ونقل صورة حقيقية للعالم عن طبيعة الأوضاع في مصر، وإثبات قدرة مصر على استضافة وتنظيم أكبر المسابقات والأحداث القارية والعالمية، بجانب ظهور جيل جديد مميز لكرة اليد المصرية قادر على المضي قدما في الاستحقاقات القادمة.أولا: عودة الجماهيرشهدت بطولة الأمم الإفريقية رقم 22، عودة الجماهير المصرية مرة أخرى إلى المدرجات، بعد فترة غياب طويلة، حيث حرصت الجماهير بكل طوائفها على متابعة مباريات المسابقة، خاصة لقاءات المنتخب المصري، مما منح البطولة شهادة نجاح كبيرة أمام الجميع.وبعد 10 سنوات، نجح منتخب مصر لكرة اليد في إعادة المظهر الحضاري للجماهير المصرية، وإعادة مشهد بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم عام 2006 التي أقيمت في مصر، حيث شهدت مدرجات الصالة المغطاة بستاد القاهرة تواجد السيدات والأطفال دون وقوع أية مشكلة تعكر صفو البطولة طوال أيامها العشرة.وأعطى مشهد الجماهير الكثيفة في المباراة النهائية للبطولة، الجميع أملا في إمكانية عودة الجمهور مرة أخرى إلى مباريات كرة القدم ومنافسات الدوري الممتاز خلال المرحلة القادمة، خاصة بعد التعاون الكبير الذي ظهر في البطولة بين الجماهير وقوات الأمن، ودخول المشجعين إلى المدرجات بسلاسة كبيرة.ثانيا: نقل صورة حقيقية عن مصرمن أبرز مكاسب استضافة البطولة الإفريقية، نقل صورة حقيقية للعالم عن طبيعة الأوضاع في مصر، حيث حرص حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد، على توجيه الدعوة لعدد من أعضاء الاتحاد الدولي للعبة، ورؤساء الاتحادات الأوروبية لكرة اليد، لحضور حفل افتتاح المسابقة وعدد من مبارياتها، وأبرزهم جويل ديلبلانك رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة اليد، وسيرجي شيشكاريف رئيس الاتحاد الروسي لكرة اليد.وأكد جويل ديلبلانك أن مصر أثبتت قدرتها على تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، وجاهزيتها لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة اليد 2021 والتي فازت مصر بشرف تنظيمها، مشيرا إلى أن البطولة المنقضية كانت الأفضل على مستوى قارة إفريقيا من حيث التنظيم والإمكانيات التي ظهرت في حفل الافتتاح.وواصل ديلبلانك إعجابه بقدرات مصر التنظيمية، حيث شدد على ضرورة أن تتبع فرنسا الخطوات التي اتخذتها مصر، وذلك عندما تستضيف الأولى منافسات بطولة كأس العالم لليد في يناير لعام 2017، مؤكدا أن مصر تتمتع بحالة أمنية مستقرة للغاية.واقترح شيشكاريف، أن يقيم المنتخب الروسي لكرة اليد معسكرا مغلقا خلال الفترة القادمة في مدينة شرم الشيخ.ثالثا: القدرة على تنظيم البطولات الدوليةأثبتت مصر في خلال 10 أيام فقط، قدرتها على تنظيم واستضافة أكبر الأحداث الرياضية على المستوى الإفريقي والدولي أيضا، بعد الإشادات العديدة التي تلقتها اللجنة المنظمة للمسابقة القارية.جدير بالذكر أن خروج البطولة بهذا المظهر الرائع، سيمنح الثقة للاتحادات الرياضية المختلفة حول العالم، في منح إقامة البطولات المختلفة خاصة في الألعاب الجماعية إلى مصر خلال الفترة المقبلة دون أي قلق، وذلك بعدما فازت مصر والاتحاد المصري لكرة اليد برئاسة خالد حمودة أيضا بشرف تنظيم مونديال اليد عام 2021.رابعا: جيل جديد لكرة اليد المصريةمنتخب شاب ومدير فني شاب، نجحا في إعادة مصر لاعتلاء عرش كرة اليد الإفريقية مرة أخرى، حيث خاض المنتخب مشوارا رائعا طوال منافسات البطولة القارية، إذ تمكن من تحقيق الفوز في كل المباريات التي خاضها 5 مباريات في دور المجموعات، و3 مباريات في الأدوار النهائية.ويرى العديد من الخبراء ومحللي كرة اليد، أن منتخب مصر الحالي قادر على المضي قدما والمنافسة في البطولات العالمية، والظهور بشكل مشرف في مونديال فرنسا العام المقبل، بجانب المنافسة على تحقيق ميدالية في أوليمبياد ريو دي جانيرو 2016، وإعادة أمجاد جيل جوهر نبيل وأشرف عواض وحمادة النقيب.ويمتلك منتخب مصر عددا كبيرا من اللاعبين المميزين، ولعل أبرزهم أحمد الأحمر الذي حصد ثلاث جوائز في بطولة إفريقيا أفضل لاعب في البطولة، وهداف المسابقة، وأفضل ظهير أيمن في البطولة، وكريم هنداوي الشهير بكاتونجا حارس مرمى المنتخب، وكذلك محمد ممدوح الذي فاز بجائزة أفض لاعب دائرة في إفريقيا.