أهاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف بإيران الكف عن التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وأن تنظر إلي ما يحدث في العالم العربي من مشكلات علي أنه شأن داخلي بحت تتكفل به شعوب هذه المنطقة وأصحاب الشأن فيها، وذلك درءا للفتنة وحقنا للدماء وحفظا للجوار وحقوقه ودعما لمشروع الحوار بين السنة والشيعة والذي تحرص كل من إيران والأزهر الشريف علي المضي قدما فيه واملا في تحقيق وحدة المسلمين في العالم كله شرقا وغربا. كما ناشد الإمام الأكبر في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء بمقر مشيخة الأزهر حكام ليبيا وسوريا واليمن أن يوازنوا بين الأعراض الزائلة ومتاع الدنيا الفاني وبين حرمة دماء المسلمين التي عصمتها الشريعة الإسلامية والقيم العربية الأصيلة وأن يضعوا نصب أعينهم قول الرسول "صلي الله عليه وسلم" بأن زوال الدنيا أهون علي الله من قتل رجل مسلم مناشدهم بأن يتقوا الله في شعوبهم وأوطانهم. كما دعا شيخ الأزهر كافة المسلمين إلي إغاثة كل المحتاجين ومساندة كل المظلومين خاصة في الدول العربية التي تشهد مواجهات دموية وأن يدعموها ماديا ومعنويا حتي يكشف الله الكرب والغمة عن العرب والمسلمين مترحما علي الشهداء الأبرار الذين وقعوا جراء تلك المواجهات. وأشار الإمام الأكبر إلي أن الأزهر سبق وأعلن في بيانات سابقة وقوفه إلي جوار الشعوب العربية المظلومة ومناشدة حكامها بمراعاة دماء شعوبهم. وجدد الأزهر مناشدته لحكام هذه الدول لحقن دماء شعوبهم وتلبية مطالبهم في الحرية والعدالة والديمقراطية. وكشف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خلال المؤتمر الصحفي عن قيام الأزهر بالإتصال ببعض الدول العربية والإسلامية ومخاطبة سفراءها في مصر لبحث الأوضاع في الدول التي بها مواجهات دموية في اليمن وليبيا وسوريا، وإنتظر الأزهر وفودا من تلك الدول، ولم يحضر أحد منها رغم الوعد بإرسال وفد كبير للتشاور فيما يجب القيام به تجاه تلك الأحداث، مبينا أن الأمور أصبحت معقدة الآن، وأن الأزهر لن يدخر وسعا في مواصلة المحاولات. وإنتقد شيخ الأزهر دور المنظمات الإسلامية والعربية كمنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، والتي لم تقم بدورها الواجب لحقن دماء العرب، ومن سلطاتها المخولة لها، ولم تتحرك بفاعلية لعلاج تلك المشاكل، مبينا أن الأزهر ومن خلال آلياته المتاحة له ودوره كأكبر قوة ناعمة وله مرجعية إسلامية في العالم تحرك، وأصدر أكثر من بيان وليس للازهر آليات سياسية أو دبلوماسية للوصول إلي قلب الأحداث وإتخاذ قرار يوقف مايحدث في تلك الدول. وردا علي سؤال حول ترحيب مصر بإعادة العلاقات مع إيران وموقف الأزهر تجاه ذلك أكد الطيب أن الأزهر ليس جهة دبلوماسية أو مؤسسة تعبر عن سياسة دولة بعينها بل هو للمسلمين جيمعا في الشرق والغرب ولاتملكه مصر، وإن كان بها ومرتبط بمصالح المسلمين العامة في كل مكان.