لايخفي علي أحد كم المؤامرات التي تتعرض لها مصر بعد ثورة الثلاثين من يونية تلك الثورة التي تثبت لنا يوما بعد يوم خطورة ما كان سيحدث لولا عناية الله بهذا البلد، تلك المؤامرات الخارجية التي تحيط بنا من كل جانب وهي ليست خافية علي أحد ومن يدبرون ويحيكون تلك المؤامرات يفعلون ذلك في العلن دون مواربة ودون خوف. ولم ينس المصريون ولن ينسوا ماحدث من عدوان عندما اتفقت قوي الشر الثلاث علي مصر وتحديدًا عام 1956 عندما قررت مصر أن تدير مؤسساتها بنفسها وتستقل بقرارها دون تدخل دولي أو وضع وصاية من أحد، ومن هذا المنطلق كان قرار الزعيم جمال عبد الناصر باسترداد الكرامة المصرية من مغتصبيها، فقرر تأميم شركة قناة السويس دون الرجوع للدول الراعية والمديرة للقناة وقتها فكانت صدمة مروعة بالنسبة لهم ووصفوا صاحب القرار آن ذاك بالجنون وعدم إدراك العواقب وأرادوا الانتقام منه ومن مصر للاقدام علي هذا التصرف، فكان العدوان الثلاثي الشيطاني علي مصر التي استطاعت ان تتصدي لهذا العدوان التتري وتصر علي قرارها بل تتحدي العالم وهي وحيدة ويصمم زعيمها علي المضي قدما لحماية قراره والتصدي للمعتدين رغم التهديدات والحرب الهمجية. والآن وبعد أكثر من خمسين عاما علي هذا العدوان تقوم نفس قوي الشر بتكرار عدوانها في ثوب جديد.ففي الوقت الذي تواجه فيه مصر إرهابًا دوليًا عنيفًا وتتصدي له بمفردها في ظروف صعبة تمر بها اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا، نري تلك الدول التي تتشدق بحقوق الانسان وهي أبعد ماتكون عن تلك الحقوق، توجه الانتقادات اللاذعة لمصر بحجة محاكمات من أجرموا في حق الوطن ووصفهم بالمعارضين السلميين والدفاع عنهم في كل محفل ليس هذا فقط بل استضافتهم وتوفير الحماية لهم وإيجاد غطاء سياسي لما يقومون به من أعمال تخريب وتدمير للاقتصاد الوطني الذي يحاصر الآن من قبل تلك الدول بطريق غير مباشر للإضرار بمصر والضغط عليها بسبب مواقفها السياسية المعاكسة لهم في سوريا وبعض القضايا الإقليمية.ثم تأتي حادثة الطائرة الروسية المنكوبة ليستغلها هؤلاء الأوغاد أسوأ استغلال من حيث ترديد الشائعات ونشرها في بيانات بأن الحادث مدبر وهناك شبهة جنائية وراءه وذلك بهدف الإضرار بسمعة الأجهزة الأمنية المصرية وعدم قدرة مصر علي تأمين السياح الأجانب علي أراضيها وضرب الاقتصاد القائم علي السياحة في مقتل مع الصديق الروسي لحدوث وقيعة بين البلدين المتحالفين في قضايا كثيرة وذلك ردا علي موقف مصر الداعم لروسيا في ما تقوم به من ضربات عسكرية في سوريا ضد تنظيم داعش مناهضة في ذلك الجانب الأمريكي الغربي الذي يريد الهيمنة علي مقدرات الشعب السوري وتقسيمه تقسيمًا عرقيًا بحيث تسهل السيطرة عليه وعلي جميع الشعوب العربية بعد ذلك، وإن كان الثمن دماء ملايين الأبرياء سواء من سوريا أو أي دولة شقيقة. إن المؤامرة لم تنته بعد والقاصي والداني يعرف أن مصر مازالت هي هدفهم الأكبر. إن رئيس الدولة ومسئولي الأمن القومي المصري يعلمون جيدًا ما يحاك من مؤامرات للنيل من مصر ووحدتها ونسيجها الوطني المتماسك. ولكن يبقي أن ندرك نحن الشعب بجميع طوائفنا مؤيدين للنظام ومعارضين حجم تلك المخاطر المحيطة بنا والتي لن يهدأ أصحابها حتي ينالوا ما يريدون لاقدر الله فعلينا جميعا مصريين وعربا الالتفاف حول قادتنا وتوحيد كلمتنا لنعبر تلك المحنة.