أشار الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- إلي أن الإرهاب نتيجة طبيعية للفكر المتطرف المبني علي الفتاوي المضللة والشاذة، لأن هذه الفتاوي هي الأساس والمحرك لهؤلاء المتشددين باعتبارها ظهيرًا لهم، وهذا يحتم علينا ضبط هذه العملية، مضيفا أن العلماء قد ضبطوا أمور الإفتاء ضبطًا تامًّا للحيلولة دون تسرب هذه الأفكار المتطرفة إلي الأمة. وأكد علام في كلمته، خلال افتتاح الموسم الثقافي لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، والذي جاء تحت عنوان 'ضبط الفتوي وأثره في تفكيك الفكر المتطرف'- أن أساس الإفتاء هو التخصص، المبني علي صلاحية العقل وتأهيله لكي يتعامل مع أدلة الشرع المعتبرة، والتي تتمحور حول القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، لأن العلماء قد بنوا أحكامهم علي ما استنبطوه من أدلة من القرآن والسنة. وقال علام :'أن الأساس في ضبط الفتوي يكون من خلال ضبط الشخص والجهة التي تصدر الفتوي، والتي يجب أن يكونا متخصصين، وهو ما يعني صلاحية العقل وتأهيله لكي يتعامل مع أدلة الشرع المعتبرة، وهذا يتطلب تدريبًا خاصًّا علي الفتوي، لأن تصور الواقع وفهمه أمر أساسي في إصدار الفتوي، وإذا لم تنضبط الفتوي في تلك الجزئية لن تكون صحيحة. وأضاف المفتي أن أصحاب الأفكار المبعثرة والشاذة أرادوا أن يأخذوا الكثير من المصطلحات الشريفة المستقر عليها في فهم المسلمين إلي معني بعيد عن سياقها وقواعدها، مثل مصطلح الجهاد الذي اختزلوه في القتال والحرب، علي الرغم من أن هذا المعني الذي جاء في قوله تعالي: 'وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة' يشمل جميع مناحي الحياة، والتي منها العلم الذي يُعد قوة لا يستهان بها، وبدونه لا تتقدم أي أمة، لأنه سلاح الأمم المتقدمة. وفي نهاية اللقاء وجَّه مفتي الجمهورية حديثه لطلاب جامعة الأزهر قائلًا: 'أنتم تتحملون مسئولية كبيرة ستدركونها فيما بعد لحماية منهجية الأزهر الشريف، ونحن نعوِّل كثيرًا عليكم لأخذ هذا البلد إلي مصاف الدول المتقدمة'.مضيفًا أن تاريخ الأزهر الشريف هو خير شاهد علي عبقرية هذا الصرح العلمي، الذي لم يكتفِ بتعليم أبناء مصر وحدها وإنما علَّم الدنيا بأكملها، فهو صرح علمي كبير خالد عبر ما يزيد عن ألف عام، وعلماء الأزهر الشريف هم خير شاهد علي عبقرية هذا الصرح الكبير، والذين يجوبون بقاع الأرض كلها لتعليم الناس دينهم السمح.