ولد رفيق بهاء الدين الحريري في نوفمبر 1944 بصيدا في جنوبلبنان لأب مزارع، وأنهي تعليمه الثانوي، ثم التحق بجامعة بيروت العربية ليدرس المحاسبة، وفي تلك الفترة كان عضوًا نشطًا في حركة القوميين العرب والتي تصدرتها آنذلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. قطع دراسته بسبب ارتفاع النفقات المالية وهاجر إلي السعودية، وعمل مدرسًا للرياضيات في مدرسة السعودية الابتدائية في جدة، ثم عمل محاسبًا في شركة هندسية، وأنشأ شركته الخاصة في مجال المقاولات والتي برز دورها كمشارك رئيسي في عمليات الإعمار المتسارعة التي كانت المملكة تشهدها في تلك الفترة. عرف بكونه زعيم لبناني ورئيس وزراء لبنان الأسبق، وكان يعتبر من كبار رجال الأعمال في العالم، وهو يحمل الجنستين اللبنانية والسعودية، وقد لعب دورًا مهمًا في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وإعمار لبنان بعدها. قام بالعديد من الأعمال الخيرية وكان أشهرها تقديم منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 36000 شاب وشابة من كل الطوائف اللبنانية علي مدي 20 عامًا، إضافة إلي تقديم المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي علي لبنان ومساعدة دور الأيتام والعجزة وإنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون. اشتهر بعصاميته فهو لم يرث المال ولا السلطة كما معظم سياسيي لبنان، وأصبح أحد أغنياء العالم نتيجة جهده الشخصي. اغتيل يوم 14 فبراير 2005 بمتفجرة تزن أكثر من 1000 كلغ من التي أن تي، وسبَّبَ اغتياله قيام ثورة الأرز التي أخرجت الجيش السوري من لبنان وأدت إلي قيام محكمة دولية من أجل الكشف عن القتلة ومحاكمتهم. قام بشراء شركة أوجيه الفرنسية ودمجها في شركته ليصبح اسمها سعودي أوجيه، وأصبحت الشركة من أكبر شركات المقاولات في العالم العربي، واتسع نطاق أعماله ليشمل شبكة من البنوك والشركات في لبنان والسعودية، إضافة إلي شركات للتأمين والنشر والصناعات الخفيفة، وقد حظي باحترام وثقة الأسرة السعودية الحاكمة وتم منحه الجنسية السعودية. ظل متمسكًا بحق لبنان بالمقاومة واسترجاع الأرض من الإسرائيلين حتي وفاته، حيث تم اغتياله في فبراير 2005 عندما انفجر ما يعادل 1800 كغم من ال TNT لدي مرور موكبه بجانب فندق سانت جورج في العاصمة اللبنانيةبيروت، وتحملت سوريا جزء من غضب الشارع اللبناني والدولي وذلك بسبب الوجود السوري العسكري والاستخباراتي في لبنان، وكذلك بسبب الخلاف بين الحريري وسوريا قبل تقديمه لاستقالته.