يتوجه صباح غد الأحد 54.049 مليون ناخب تركي للإدلاء بأصواتهم في 175 ألف صندوق اقتراع يتنافس فيها 16 حزبا سياسيا و21 مرشحا مستقلا للفوز بأكبر عدد من المقاعد بالدورة البرلمانية القادمة ال 26 وسط أجواء من القلق والتوتر تشوب الانتخابات المبكرة بسبب الأوضاع الأمنية والقتال الدائر بين قوات الأمن التركية وعناصر منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية بجنوب شرقي البلاد وممارسات وصفها مراقبون ب'القمعية' ضد وسائل الإعلام المعارضة لحكومة العدالة والتنمية. ويضع الحزب الحاكم صوب عينيه هدفا رئيسيا، وهو الحصول علي 276 مقعدا، أي 50% + 1 من إجمالي مقاعد البرلمان البالغ عددها 550، لتشكيل حكومة بحزب منفرد، ومن ثم تغيير الدستور من خلال توجيه البلاد لاستفتاء شعبي حتي يحقق رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان حلمه بتحويل نظام البلاد من البرلماني إلي الرئاسي. وحذر زعماء الأحزاب أنصارهم وطالبوهم بعدم إتاحة الفرصة للحزب الحاكم للتلاعب في نتائج الانتخابات، وخاصة في المدن التي لم يحقق فيها نجاحا في انتخابات السابع من يونيو الماضي، وطالبوا بالإشراف علي صناديق الاقتراع حتي اللحظات الأخيرة من العملية التصويتية. وقد صدرت تعليمات بإلغاء إجازات جميع العاملين بأجهزة الأمن واتخاذ التدابير اللازمة لتأمين صناديق الاقتراع والدوائر الانتخابية مع إلغاء إجازات العسكريين بمدن جنوبي وجنوب شرقي تركيا تحسبا من تهديدات أعضاء منظمة حزب العمال الكردستاني، التي تصفها الحكومة ب'الإرهابية'، وإرغام الناخبين علي التصويت لصالح حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، ولذلك سيقوم 385 ألف شرطي وعسكري بتأمين الحماية الأمنية لسلامة وأمن المواطنين وصناديق الاقتراع. وأعلن المجلس الأعلي للانتخابات ومجلس الرقابة علي الإذاعة والتلفزيون عن بدء الصمت الانتخابي إعتبارًا من منتصف الليلة الماضية حتي الساعة التاسعة مساء من يوم الانتخابات غدا الموافق الأول من نوفمبر من خلال منع التعليقات ونشر المقالات والإعلان عن نتائج استطلاعات الرأي أو القيام بحملات دعائية لأي من الأحزاب السياسية. وأشارت كافة شركات استطلاع الرأي إلي عدم تأثير فترة العطلة التي منحتها الحكومة – أربعة أيام ونصف اليوم – بالسلب علي نسبة المشاركة في الانتخابات، حيث توقعت شركة البحوث الاستراتيجية والاجتماعية 'متروبول' أن نسبة المشاركة ستصل إلي 86% بينما توقعت شركة البحوث الاجتماعية والسياسية 'كوندا' أن نسبة المشاركة ستصل إلي 91%. وبحسب بيانات المجلس الأعلي للانتخابات بتركيا، وصلت نسبة مشاركة الناخبين في الانتخابات العامة في الثالث من نوفمبر 2003 إلي 79.14%، والانتخابات العامة في 22 يونيو 2007 إلي 84%، والانتخابات العامة في 22 يونيو 2011 إلي 83.16%، فيما وصلت نسبة المشاركة في انتخابات السابع من يونيو الماضي إلي 83.92% بمشاركة 47 مليونا و 507 آلاف و467 ناخبا من مجموع 56 مليونا و 608 آلاف و 817 ناخبا داخل وخارج البلاد.