رفض الاتحاد الأفريقي أمس الخميس، أي شكل من أشكال التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، وذلك في ختام قمة مصغرة خصصت لبحث الأوضاع في هذا البلد، وفي ساحل العاج المضطرب أيضاً، كما أعلن مسئول في الاتحاد للصحفيين. وقال مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة أن "المجلس يجدد التزامه التام باحترام وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، وكذلك أيضا رفضه أي شكل من أشكال التدخل العسكري الأجنبي" في هذا البلد. وإزاء التطورات المتسارعة في ليبيا منذ 15 فبراير تاريخ اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام العقيد معمر القذافي والمعارك العسكرية المستمرة بين الطرفين، أعلن حلف شمال الأطلسي الخميس أنه مستعد للتدخل في ليبيا إذا ما تم تكليفه بهذا الأمر، في حين يتم البحث في مجلس الأمن الدولي بفكرة فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا، من دون أن يتم الاتفاق علي هذا الأمر حتي الساعة. وأضاف العمامرة أن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، والذي يضم 15 بلدا من دول الاتحاد أعرب عن "قلقه العميق حيال الوضع في ليبيا، وهو وضع يشكل خطرا كبيرا علي السلام والأمن في هذا البلد وفي المنطقة عموما". وتابع أن الاتحاد الأفريقي "قرر تشكيل لجنة رفيعة المستوي" من خمسة رؤساء أفارقة، إضافة إلي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ لمتابعة تطور الأوضاع في ليبيا. وأوضح أن مهمة هذه اللجنة هي "تسهيل الوقف الفوري لكل الأعمال العدائية في ليبيا"، مشيرا إلي أن الاتحاد الأفريقي "يدين بشدة الاستخدام المفرط للقوة" في ليبيا. وتابع العمامرة أن هذه اللجنة التي سيتم الإعلان عن تشكيلتها "قريبا جدا" ستساعد أيضا "علي إجراء حوار شامل بين الأفرقاء الليبيين حول الإصلاحات المناسبة" الواجب تطبيقها في هذا البلد، مؤكدا أن الاتحاد الأفريقي يعتبر أنه "من الضروري إجراء إصلاحات سياسية للقضاء علي أسباب الأزمة الراهنة". وأوضح أنه في هذا الإطار فان مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي "يأخذ علما باستعداد الحكومة الليبية للسير في طريق الإصلاحات السياسية"، وهو استعداد أعرب عنه بحسب العمامرة مندوب ليبيا في الاتحاد. وأضاف أن "المجلس يعرب عن تضامن الاتحاد الأفريقي مع ليبيا، ويؤكد علي مشروعية تطلعات الشعب الليبي إلي الديموقراطية والإصلاحات السياسية والعدالة والسلام والأمن، إضافة إلي التنمية الاقتصادية والاجتماعية". ورفض العمامرة الرد علي سؤال حول اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار الليبيون ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي، معتبرا أن الاتحاد الأفريقي في وارد آخر، لأن هدفه هو المساعدة علي حل الأزمة في أسرع وقت ممكن. وليبيا عضو في مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي، وقد مثلها في الاجتماع الذي انتهي ليل الخميس الجمعة وزير خارجيتها موسي كوسا.