ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية اليوم، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يسعي إلي إشراك إيران في البحث عن حل سياسي للصراع الدائر حاليا في سوريا في الوقت الذي بدأ فيه أسبوعا من الجهود الدبلوماسية في نيويورك لإنهاء القتال هناك. وقال كيري في تصريحات صحفية قبل اجتماعه أمس مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف علي هامش اجتماعات الأممالمتحدة في نيويورك إنه يري فرصة كبيرة لعدد من الدول ان تقوم بدور هام مؤكدا ضرورة تحقيق السلام وايجاد حل للوضع في سوريا واليمن والمنطقة نفسها. وأشارت الصحيفة إلي أن إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما منعت إيران عام 2014 من المشاركة في مؤتمر السلام الخاص بسوريا في مونترو بسويسرا علي أساس أن فيلق القدس الايراني يلعب دورا في الصراع الدائر في سوريا وأن المسئولين الايرانيين لم يقبلوا بضرورة أن يكون هدف المؤتمر هو تشكيل إدارة انتقالية في سوريا بموافقة مشتركة من المعارضة والحكومة السورية. وعندما دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إيران لحضور مؤتمر مونترو، أصر كيري علي سحب الدعوة.. وقال كيري حينئذ إن أيران تعتبر طرفا رئيسيا في التداعيات غير المواتية التي تشهدها سوريا. غير ان الصحيفة الامريكية تري أنه مع تحقيق تنظيم 'داعش' مكاسب في سوريا وموجة المهاجرين المتدفقة نحو أوروبا والتعزيزات العسكرية الروسية في إحدي القواعد الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية في الوقت الذي لا تلوح فيه أي مباحثات سلام في الافق، يتواصل حاليا كيري مع إيران التي تعد أحد الأطراف الداعمة الرئيسية للنظام السوري ليري ما إذا هناك أي فرص لاستئناف المفاوضات. واشارت الصحيفة الي ان كيري يجري ايضا مشاورات مع روسيا ودول اوروبية واخري عربية. وكان قد بحث المسئولون الأمريكيون الأزمة السورية مع الإيرانيين علي هامش المباحثات الخاصة بالاتفاق النووي الايراني في وقت سابق، غير ان الجانب الامريكي يري في اجتماع كيري وظريف امس فرصة لاجراء مباحثات مستفيضة بشان سوريا. وقالت 'نيويورك تايمز' إن فرص إحراز تقدم بشأن الأزمة السورية لم تبشر بعد بالنجاح، مشيرة إلي أن قدرة إدارة الرئيس أوباما علي صياغة مبادرة دبلوماسية في سوريا تقلصت بعد فشل برنامج وزارة الدفاع الأمريكية لتدريب مقاتلي المعارضة السورية. وفي الوقت نفسه صرحت وكيلة وزارة الخارجية الامريكية للشئون السياسية ويندي شيرمان أمس الأول الجمعة بأنه لم يتضح بعد ما إذا إيران علي استعداد للعمل مع الولاياتالمتحدة للتفاوض حول مرحلة انتقالية في سوريا. ومن جانبه قال ظريف في بداية لقائه مع كيري أمس إن هدفه الرئيسي هو بحث تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني دون الاشارة الي فكرة أن إيران تري أن هناك فرصة للانضمام إلي الجهود الأمريكية للتوصل إلي حل بشأن الأزمة السورية.