رأي محرر الدفاع بالتلغراف كون كوغلين أن تدمير مدينة 'تدمر' الأثرية، جنبا إلي جنب مع أزمة الهجرة التي تعانيها أوروبا، تستدعي استجابة عسكرية بريطانية. وتوقع كوغلين، في مستهل مقال نشرته الصحيفة علي موقعها الإلكتروني، أن قادة تنظيم 'داعش' سيُسّرون جدا لدي سماعهم الصرخة الدولية جراء تدميرهم الوحشي لمعبد 'بل' الذي مضي علي بنائه ألفي عام في مدينة تدمر. ورأي أن كل جريمة يقترفها تنظيم 'داعش' إنما يسعي من ورائها إلي الدعاية، فكلما زاد رواج أفعالهم، زادت معه أعداد المنضمين إلي صفوفهم من الشباب السريع التأثر، أو هكذا تعتقد العقول المدبرة بالتنظيم. وأضاف أنه في الوقت الذي تسلط فيه وسائل الإعلام العالمية الضوء علي مئات الآلاف من اللاجئين اليائسين الباحثين عن ملاذ في الاتحاد الأوروبي، يعتبر التدمير الممنهج لعجائب آثار مدينة تدمر السورية طريقة جيدة للعودة باسم 'داعش' إلي احتلال عناوين الصحف. ونوه بأن المخاوف تزايدت من أن يُلحق تنظيم 'داعش' بآثار مدينة تدمر حالة من الدمار تماثل تلك التي ألحقها بآثار منطقة النمرود الآشورية بالعراق في مارس الماضي. وأكد كوغلين أن ثقافة التعصب التي تنشرها الجماعات الإسلامية المتشددة أمثال 'داعش'، والتي تدفع رافضيها إلي الهجرة خشية الاضطهاد، هي أحد الأسباب الرئيسية وراء معاناة الأجهزة الحدودية الأوروبية في التعامل مع أكبر موجات أزمة اللجوء التي تواجهها القارة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولفت محرر الدفاع بالتلغراف إلي أن معظم هؤلاء اللاجئين إلي أوروبا قادمون من دول أمثال سوريا وأفغانستان حيث تسود سياسات قمعية تمارسها الجماعات الإسلامية المسلحة أمثال 'داعش' و'طالبان' علي نحو يصيب هؤلاء باليأس من المستقبل في أوطانهم. وأشار إلي أن إيجاد حلّ لهذه الأزمة الإنسانية العميقة لن يكون أمرا سهلا علي أعضاء البرلمان الإنجليزي لدي عودتهم الأسبوع المقبل إلي ويستمنستر، لا سيما إذا كان ذلك يعني العودة إلي السؤال الخاص باتخاذ إجراء عسكري للتعاطي مع أزمة المهاجرين من جذورها في دول فاشلة أو في طريقها إلي الفشل أمثال سورياوالعراق وليبيا. ونوه كوغلين عن أن الجهود البريطانية الأخيرة لوضع خطط فاعلة للتعاطي مع الفوضي الناتجة عن ظهور الإسلاميين المتشددين، والمؤثرة سلبا علي العديد من دول العالم العربي، قد أُحبطت عبر تصويت مجلس العموم عام 2013 ضد اتخاذ إجراء عسكري ضد نظام الأسد في سوريا.. كما تقوض الحديث أثناء الصيف الماضي عن تدخل عسكري عبر مطالبات بألا يتم اتخاذ أي إجراء قبل صدور نتائج تحقيقات السير جون تشيلكوت التي طال انتظارها حول حرب العراق، وإعلانها علي الملأ. واختتم كوغلين مقاله قائلا 'بعد المناظرات العامة حول التدخل البريطاني في النزاعات الحديثة بالعراق وأفغانستان، يمكنني أن أفهم السبب في تبنّي العديد من أعضاء البرلمان رؤية ضيقة الأفق تستبعد إمكانية أن تحظي فكرة أي تدخل عسكري جديد بالقبول في البرلمان.. لكن مع ذلك يمكن تماما القول إنه بدون اتخاذ إجراء حاسم في أماكن مثل سوريا، تبقي فرصة حلّ الأزمة الإنسانية في أوروبا بعيدة المنال علي المدي القريب.'