نشاط الرئيس السيسي في أسبوع

حفل الأسبوع الماضي بنشاط مكثف للرئيس عبد الفتاح السيسي، شمل تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، وعقد عدة اجتماعات تستهدف دعم علاقات مصر الخارجية، وتنفيذ مشروعات جديدة في مجال البترول والغاز، ومتابعة تنفيذ مشروعات التنمية في سيناء، إلي جانب عدد من المشروعات التنموية الوطنية.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع عاجل حضره المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء للتعرف علي ملابسات حادث غرق المركب النيلي بالوراق والذي راح ضحيته عدد من المواطنين، حيث أشار رئيس مجلس الوزراء إلي الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للتعامل مع تداعيات الحادث، والتي تضمنت صرف مبلغ 60 ألف جنيه لأسرة كل متوف، مع سرعة علاج المصابين علي نفقة الدولة.
وقد وجَّه الرئيس باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث، مشدداً علي ضرورة مراعاة أسر الضحايا والمصابين وسرعة صرف مستحقاتهم المالية وتقديم الدعم المعنوي اللازم لهم.
وعلي صعيد آخر، استعرض رئيس مجلس الوزراء، خلال الاجتماع، نتائج زيارته لإيطاليا مؤخراً حيث شهد فعاليات افتتاح معرض 'اكسبو ميلان' الذي أقيم تحت عنوان 'الطاقة من أجل الحياة' وشاركت فيه مصر بجناح كبير، كما عرض محلب نتائج لقاءاته مع كبار المسئولين الإيطاليين وممثلي كبريات الشركات الإيطالية، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الحكومتين المصرية والإيطالية في مجالات البترول والطاقة والكهرباء والغاز بالإضافة إلي إعلان نوايا لإنشاء مركز تكنولوجي لتقديم الخدمات لمنتجي الأثاث بالمنطقة الصناعية الجديدة بدمياط.
ووجَّه الرئيس بمتابعة العلاقات المصرية الإيطالية والعمل علي تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، منوهاً بأن إيطاليا تعد شريكاً اقتصادياً وتجارياً مُهماً لمصر ومن الأسواق الكبيرة المستقبلة للصادرات المصرية، حيث تعد الشريك التجاري الأول لمصر علي مستوي الاتحاد الأوروبي والثالث علي مستوي العالم، كما تحتل المركز الرابع من حيث حجم الاستثمارات في مصر، كما عرض رئيس مجلس الوزراء نتائج زيارته إلي غينيا الاستوائية، وقد أكد الرئيس في هذا الصدد علي أهمية مواصلة مصر لتنمية علاقاتها مع كافة الدول الإفريقية الشقيقة والمساهمة في توفير احتياجات شعوبها، ولاسيما من الأدوية، وذلك في إطار اهتمام مصر بدعم التعاون مع إفريقيا في مختلف المجالات ومتابعتها لعملية التنمية في أفريقيا.
واستعرض الرئيس السيسي، في اجتماع مع المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية، الاتفاقيات المشتركة التي تم توقيعها مع الجانب الإيطالي أثناء زيارة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء لإيطاليا مؤخراً، حيث أوضح أن هذه الاتفاقيات تهدف إلي تنفيذ مشروعات جديدة للبحث عن البترول والغاز وتطوير معامل تكرير البترول المصرية، فضلاً عن تعزيز التعاون القائم بين الجانبين المصري والإيطالي في مجال البحث والتنقيب عن البترول والغاز واستخراجهما.
وفي هذا الإطار، عرض وزير البترول الاكتشاف الأخير الذي قامت به شركة إيني الإيطالية في دلتا النيل والذي تشير التقديرات إلي أنه يشمل احتياطياً من الغاز الطبيعي يقدر بنحو 15 مليار متر مكعب، منوهاً بالاتفاق مع الجانب الإيطالي علي سرعة تنمية هذا الاكتشاف ووضعه علي خطة الإنتاج، وكذلك الاتفاقيات الجديدة في مجالات البحث والاستكشاف عن البترول والغاز، وتم خلال الاجتماع كذلك استعراض مشروعات تأمين احتياجات المواطنين من البوتاجاز، والإجراءات التي تتخذها وزارة البترول والثروة المعدنية في هذا الصدد.
واستعرض الرئيس السيسي مشروعات للتنمية في سيناء، وأكد ضرورة النهوض بأوضاع أهاليها، وذلك خلال اجتماع عقده مع رئيس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، وبحضور عدد من المسئولين العسكريين، وتم خلال الاجتماع استعراض عدد من مشروعات تنمية الثروة السمكية، وفي مقدمتها مشروع تطوير بحيرة البردويل من خلال إزالة العوائق وتطهير البواغيز ومنع الصيد الجائر وتكثيف إجراءات تأمين البحيرة، وتطوير بنيتها الأساسية، وإنشاء مزارع سمكية بمنطقة شرق التفريعة والذي يهدف إلي استزراع الأسماك البحرية وأسماك المياه العذبة، بما يوفر خمسة آلاف فرصة عمل مباشرة وعشرة آلاف فرصة غير مباشرة.
وتابع الرئيس السيسي إجراءات تنفيذ عدد من المشروعات الوطنية التنموية واستعرض نتائج اجتماع اللجنة الفنية لسد النهضة، وذلك خلال اجتماع عقده بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ووزراء الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والموارد المائية والري، والزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء مستشار وزير الدفاع للمشروعات، واللواء رئيس الهيئة الهندسية.
ووجَّه الرئيس بأهمية الانتهاء من إعداد تصور متكامل يتضمن الشروط اللازمة لطرح الأراضي المستصلحة، كما تناول الاجتماع الجهود الجارية لتقنين أوضاع أراضي الاستصلاح الزراعي والعمل علي تحصيل مستحقات الدولة عن استغلال أراضيها، كما تم خلال الاجتماع استعراض المخطط العام لمدينة العلمين الجديدة التي ستضم جزءاً من ساحل البحر المتوسط، وتُعد ضمن مخطط تنمية الساحل الشمالي الغربي، وتهدف المدينة الجديدة إلي توفير ركائز اقتصادية متنوعة.
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي مراسم الاحتفال بتخريج دفعتي الفريق محمد عبد الحميد حلمي، الدفعة 66 بحرية والدفعة 43 دفاع جوي، ووجّه تحية إعزاز وتقدير لأسر الخريجين الذين غرسوا في نفوس أبنائهم قيم الولاء وحب الوطن وقدموهم فداءً لمصر، كما شهد الرئيس حفل تخرج الدفعتين 82 طيران وعلوم عسكرية جوية من الكلية الجوية، وأشاد الرئيس بالمستوي المتميز لخريجي الكلية الجوية والتدريب المتميز الذي حصلوا عليه خلال سنوات الدراسة والذي انعكست نتائجه في العرض المبهر الذي قدموه خلال حفل التخرج.
وتوجه الرئيس السيسي عقب حضوره حفل تخرج الكلية الجوية إلي قناة السويس، حيث تفقد جواً سير الأعمال النهائية في مشروع قناة السويس الجديدة والإعدادات الجارية لإقامة حفل افتتاح المشروع في السادس من أغسطس المقبل من خلال احتفال عالمي سيشارك فيه العديد من قادة وزعماء العالم وكبار ممثلي الدول الشقيقة والصديقة.
وشهد أيضا الاحتفال بتخرج الدفعة 151 من معهد ضباط الصف المعلمين، وأشاد الرئيس بالمستوي المتميز لخريجي المعهد، مؤكدًا أن القوات المسلحة طوال تاريخها كانت وستظل قوية بأبنائها وعطائهم للوطن وتضحياتهم في سبيل آمنه واستقراره.
كما شهد الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة والضباط المتخصصين والطلبة المبعوثين من الدول الشقيقة والصديقة، وأكد الرئيس أن جهاز الشرطة يتحمل أعباء مضاعفة في المرحلة الراهنة ويقوم بمهام جسيمة من أجل الحفاظ علي أمن واستقرار الوطن.
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلي للقوات المسلحة مراسم الاحتفال بتخريج الدفعة 109 حربية وما يعادلها من الضباط المتخصصين من الأطباء ورئيسات تمريض والمهندسين والمختلط من الكلية الحربية، والدفعة رقم 52 من الكلية الفنية العسكرية، والدفعة رقم 44 من المعهد الفني للقوات المسلحة، والدفعة رقم 18 من خريجات المعهد الفني للتمريض اناث.
وأكد الرئيس، خلال استقباله الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي ولي عهد السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، أن مصر كانت وستظل دوماً عوناً لأشقائها ومدافعاً عن الحقوق العربية، وأن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة لمصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي، كما أشاد الرئيس بالمواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية وقيادتها السياسية إزاء مصر وشعبها، منوهاً بأن الشعب المصري لن ينسي المساندة والدعم السعودي لإرادته الحرة.
وسلم الرئيس الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رسالة لخادم الحرمين الشريفين دعا فيها جلالته للقيام بزيارة رسمية لمصر، مؤكداً أن الترحيب بجلالته سيكون رسمياً وشعبياً، كما تم أثناء اللقاء استعراض سبل تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية علي مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية وتنميتها والارتقاء بها إلي آفاق أرحب ومستوي أكثر تميزاً، كما تم استعراض آخر المستجدات وتطورات الأوضاع علي الساحة العربية في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية.
وتلقي الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس القبرصي نيكوس انستاسيادس، تناوُل سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين علي مختلف المستويات السياسية والاقتصادية، فضلاً عن متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في إطار آلية القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، بما يدعم الشراكة بين الدول الثلاث من أجل تعزيز السلام والاستقرار في منطقة شرق المتوسط.
وخلال استقبال الرئيس السيسي، كاهندا أوتافاير وزير العدل والشئون الدستورية بجمهورية أوغندا، تقدم الوزير الأوغندي خلال الاجتماع باقتراح باستضافة مصر للمؤتمر الإقليمي لحركة القومية الإفريقية Pan African Movement لإقليم شمال إفريقيا، وذلك في ضوء ما تمثله مصر من ثقل علي الساحة الإفريقية واستضافتها لعدد كبير من المؤتمرات الإفريقية الناجحة.
وأوضح الوزير الأوغندي أن الحركة - التي تم إنشاؤها في بدايات القرن العشرين - تهدف إلي تحقيق التكامل والوحدة بين الدول الإفريقية علي المستويين الرسمي والشعبي، فضلاً عن ربط المهاجرين الأفارقة بالقارة الأم.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر تنظر بكل احترام وتقدير لأية رسالة تتلقاها من دولة أوغندا الشقيقة، مشيراً إلي أنه ستتم دراسة هذا المقترح بكل الجدية والاهتمام الذي يتناسب مع عمق ومتانة العلاقات بين البلدين.
وخلال استقباله آخيم شتاينر المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أكد الرئيس علي إيلاء مصر اهتماماً لقطاع الطاقة المتجددة وخفض الانبعاثات الحرارية والحفاظ علي البيئة وتشجيع كافة الإجراءات التي تساهم في تحقيق ذلك، كما أكد أن الجانب المصري سيبذل قصاري جهده للتوصل لاتفاق جديد حول تغير المناخ يكون ملزماً لجميع الأطراف في مؤتمر باريس.
وفي اتصال هاتفي مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة، أكد الرئيس السيسي وقوف مصر إلي جانب مملكة البحرين ودعمها الكامل لكافة الجهود المبذولة لمكافح الإرهاب، وشدد علي أن أمن منطقة الخليج العربي، بما في ذلك أمن مملكة البحرين، خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ومن ثم فإن مصر تؤكد حرصها علي أمن واستقرار مملكة البحرين، وترفض كافة المحاولات للتدخل في شئونها الداخلية.
وأكد الرئيس السيسي، خلال استقباله لوزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، أن مصر ستشهد في المرحلة المقبلة الإعلان عن تدشين وتنفيذ مشروعات تنموية عديدة، وذلك بعد الانتهاء من مشروع قناة السويس الجديدة، موضحا أن مصر تولي أهمية قصوي لسرعة إنجاز المشروعات التنموية لتعويض الشعب المصري عما فاته، وتناول اللقاء كذلك الجهود الدولية علي صعيد مكافحة الإرهاب، حيث توافقت رؤي الجانبين علي أهمية التصدي لتلك الظاهرة بشكلٍ حاسم ومواجهة كافة الجماعات الإرهابية دون تمييز.