هو عاشق لمصر، حتي الثمالة.. ومحب لقائدها الزعيم الراحل 'جمال عبد الناصر'.. تسري 'مصر' في شرايينه، كما تسري الدماء في جسده.. غادر وطنه 'لبنان' ليستقر في 'القاهرة' حيث العشق الدائم لكل ما هو علي أرض 'الكنانة'.. كل من عرفه أدرك حجم حبه لهذا الوطن، والذي يتفوق علي كثير من 'مصريين' من ابنائه.. ولأنه 'فنان' راح يعبر عن حبه العظيم بحسه المرهف.. قائدا لاوركسترا 'سليم سحاب' في الأوبرا، ليحيي بإبداعاته محطات من الفن المصري الأصيل، في كل جوانبه، العاطفية والوطنية، ليمتع الجماهير، العاشقة لابداعاته، بكل ما هو جميل. كم كان بديعا وهو يقود حفلات 'أم كلثوم' و'محمد عبد الوهاب' و'عبد الحليم حافظ' ورموز الفن والطرب، وكم كان رائعا وهو يقود الابداع في ارقي عمل فني تشهده البلاد، ومحافلها الفنية.. وسط حضور جماهيري قلما يجتمع في مثل هذه الاحتفاليات، والذي يتنوع بزخم هائل، بين رجال السياسة، والثقافة، والإعلام، والفن، والشخصيات العامة، وكافة فئات المجتمع المختلفة. تحول 'المايسترو' سليم سحاب، الي أنشودة حب مصرية.. يجد الباحثون عن الغناء الراقي، فيه، متنفسا لهم من هموم الحياة.. ولأنه عاشق ولهان لمصر، فلا تكاد تخلو واحدة من حفلاته من إعادة الأغاني الوطنية، بأصوات مطربين مشاهير، وآخرين، كانت له بصمته الخاصة علي اكتشافهم ودفعهم الي صدارة الغناء المصري والعربي. اعتاد 'سليم سحاب' أن يقدم لمصر ما يستطيع من جهد.. فجاءت حفلاته التطوعية العديدة، نموذجا للعطاء الذي يتسم به.. ولعل مشاركته بفرقته، وعلي نفقته الخاصة، في دعم حملة ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي في العاشر من مايو 2014 والتي تمت علي هامش المؤتمر الجماهيري الحاشد لدعم السيسي بقاعة المؤتمرات، لنموذج حي علي حرص هذا الرجل، المتيم بحب الوطن.. ليكون داعما لمصر في كل مناسباتها الوطنية. وإذا كانت الأقدار قد دفعت بالمايسترو، ليتقلد أخيرا منصب 'رئيس أوبرا مصر' بجامعة مصر للعلوم بمدينة السادس من اكتوبر، وبرعاية خاصة من رئيس مجلس الأمناء 'خالد الطوخي'، فإن إبداعه الأعظم تجلي في هذا العطاء الكبير، والذي كنا نتوقع حدوثه من واحد من أبناء مصر الأثرياء، ولكن 'سليم سحاب' اللبناني المصري، كان الأسبق من الجميع في القيام بعمل ستذكره له الأجيال المصرية.. كل الأجيال. لقد تفتق ذهن 'المايسترو' عن فكرة اجتماعية 'عبقرية'.. فبعد أن شاهد هذا الكم الهائل من 'أطفال الشوارع' وما يسببونه للمجتمع، من مشكلات.. أراد أن يحول هؤلاء الأطفال من 'مطاريد' الي 'أصحاء' يتعايشون مع المجتمع، وينخرطون في واقعه، ليذوبوا بين أبنائه، دون شعور بظلم أوحرمان. راح 'المايسترو' يفتش في اقاليم مصر المختلفة، باحثا عن الموهوبين من هؤلاء الأطفال، عاكفا علي تدريبهم علي الغناء، ليخلق منهم فريقا أوبراليا باسم 'كورال أطفال مصر'.. وبعد جهد جهيد، وسهر متتال، نجح 'سليم سحاب' في تشكيل الفريق، والذي راح يشدو وسط إعجاب الجميع علي مسرح جامعة القاهرة، ومسرح جامعة مصر.. لينقل بذلك، اطفالا مصريين في عمر الزهور، من قاع المجتمع، الي صدارة المشهد.. يطلون علي الناس باصواتهم الجميلة، وأدائهم المبهر، ليشكلوا بعطائهم سيمفونية رائعة، أشرف علي ميلادها وإعدادها، المايسترو الانسان 'سليم سحاب'. وإذا كان 'المايسترو' يستحق تقديرا وتكريما كبيرين، من اجل كل مافعله، لأجل هذا البلد، فإن الذي لا يعرفه الكثيرون أن 'سيدة' مصرية، تقف بإخلاص، وصمت، ودون ضجيج، أو ظهور علي المسرح، بل اختارت لنفسها هدفا واحدا في الحياة 'ان تبذل ما تستطيعه كشمعة تحترق لتنير درب زوجها المايسترو العظيم سليم سحاب'.. انها زوجته، ورفيقته السيدة الفاضلة 'أمل سحاب'.. النموذج الحقيقي للمرأة المصرية، والزوجة المخلصة، والمتفانية.