فيما تواصل قوات التحالف في 'عاصفة الحزم' عملياتها العسكرية في مواجهة الانقلاب الحوثي وجماعة علي عبد الله صالح بدعم إيراني واضح، يبدو أن تركيا التي كانت أعلنت دعمها للعمليات، تحولت إلي خيار الحل السياسي الذي تريده طهران بعد ما تكبده الحوثيون وصالح من خسائر في اليمن. وظهر هذا التوجه التركي بشكل واضح بعد زيارة رئيسها رجب طيب أردوغان إلي إيران ولقائه حسن روحاني. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، في تقرير لها أن 'تركيا أكدت خلال هذه المرحلة، علي أهمية عقد حوار سياسي، وحل الأزمة بوسائل تكفل ضمان وحدة أراضي البلاد، كما حافظت الدبلوماسية التركية علي اتصالاتها الوثيقة مع الجهات الفاعلة إقليميًا ودوليًا، لإنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن'، في إشارة واضحة ازيارة أردوغان إلي طهران والعلاقة التي تجمع أنقرة بها. وحاولت الأناضول ربط زيارة الرئيس الباكستاني نواز شريف إلي تركيا، بما يحاول فعله أردوغان، وذكرت أن شريف أشار إلي أن 'الموقف الباكستاني سيتم اتخاذه، استنادًا إلي النتائج التي ستتمخض عن الاتصالات التركية مع كل من إيران، والمملكة العربية السعودية'. ونقلت الوكالة التركية عن مصادر في رئاسة الجمهورية التركية، أن 'الجانبين التركي والإيراني اتفقا علي العمل المشترك لضمان السلام، والاستقرار في اليمن، ومن المنتظر أن يتم في الأيام المقبلة، تناول مضمون وآلية العمل المشترك، التي تتضمن وقف الاشتباكات المسلحة بين الأطراف، والسماح لوصول المساعدات الإنسانية، والسعي بصورة متزامنة، إلي بدء عملية تفاوض لرأب الصدع في اليمن'. ومن الذي ذكرته المصادر الرئاسية التركية، يبدو أن أنقرة تحاول الوصول إلي تفاهم أشبه بهدنة، فيما قدمت الدول الخليجية إلي مجلس الأمن مشروع قرار تحت الفصل السابع يدين الانقلاب ويُجبر الحوثيون علي إلقاء السلاح والتراجع عن انقلابهم، وتسعي الدول الخليجية من وراء هذا القرار إلي حل سياسي عبر استسلام الميليشيات والتسليم للشرعية اليمنية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وهذا بعيد تماماً عن المسعي التركي. وذكرت الأناضول أن 'تركيا ستواصل اتصالاتها 'في إطار مشروع مشترك مع إيران' مع الدول الفاعلة وعلي رأسهم المملكة العربية السعودية، للبدء بعملية تنفيذ المواد التي تم صياغتها والاتفاق عليها، فيما تشدد إيران في هذه الأثناء، علي ضرورة وقف عملية 'عاصفة الحزم'، ضد الحوثيين الذين يتلقون دعمها، وتولي تلك القضية أهمية بالغة علي جدول أعمالها'.