دبابات سعودية مموهة بلون الصحراء، تحملها ناقلات الدبابات المموهة بذات اللون الصحراوي، تزحف تحت جنح الليل باتجاه الحدود الجنوبية للمملكة، التي تقود عمليات جوية ضد تنظيم الحوثيين الذين استولوا علي السلطة في اليمن. وفيما تتحرك الدبابات باتجاه جيزان المحاذية للحدود مع اليمن، ولا تبعد أكثر من 20 ميلا عن الأراضي اليمنية، تم التقاط هذا المشهد في فيديو وزعته وكالة أنباء رويترز، ثمة هناك رسالة، وتكهنات بشأن بدء اجتياح بري لليمن. السعودية، ومصر تحدث كلاهما عن إمكانية وضع أقدامه علي الأرض سابقًا، والسبت قال وزير الخارجية اليمني في الرياض ياسين سعيد، بأنه يتوقع أن تكون هناك قوات في اليمن خلال أيام، ويقول القادة السعوديون بأنهم إذا ما دخلوا إلي هناك، فلن يخرجوا قبل القضاء علي المليشيات الحوثية، والحرب علي الأرض ستكون دموية وطويلة. الناطق باسم عملية 'عاصفة الحزم' اللواء الركن أحمد بن حسن عسيري، رد علي سؤال حول العمليات العسكرية البرية للقوات السعودية قال إن تلك القوات التي تتحرك في المنطقة الجنوبية، نجران وجازان، وهي القطاعات التي تتحرك فيها المليشيات الحوثية علي الجانب الآخر من الحدود، نفذت عمليات قصف مدفعي مستمر علي جميع تحركات ومواقع تجمعات آليات الحوثية في جنوب حدود المملكة، كما قامت طائرات الأباتشي المروحية التابعة للقوات البرية باستهداف معسكر يحوي مكز قيادة وآليات وعربات، حاولت المليشيات الحوثية حشدها باتجاه قطاعات المنطقة الجنوبية، وأكد أنه تم تدمير تلك المواقع والتجمعات بالكامل خلال ال 24 ساعة الماضية. وحول وجود تحركات للشاحنات الثقيلة التابعة للتحالف دليلاً علي بداية هجمات برية، أوضح العميد عسيري أن مثل هذه التحركات طبيعية في مثل هذه الحالة، مؤكدًا أن الأوضاع في المدن الحدودية الجنوبية للمملكة هادئة جدًا ومستقرة، وأن هناك خططًا موضوعة لحماية الحدود وحماية السكان وفقًا لحالة الإنذار، نافيا وجود 'أي عمليات برية في هذه التحركات.' لكنه أوضح بأن القوات البرية ممثلة في المدفعية بالميدان أو طائرات الأباتشي تقوم بدورها علي أكمل وجه، ولن يسمح للمليشيات الحوثية بالبدء بحفر الخنادق أو خلافها أو تجميع قواتهم، منوهًا إلي أنه يتم استهداف جميع الجوانب للمليشيات والقدرات العسكرية والإعلامية، وشل جميع وسائل التواصل والاتصال والتمويل. وشدد علي أنه لن يسمح للمليشيات الحوثية من استخدام أي من الموانئ ولن يكون لهم أي مكان آمن، مؤكدًا أن هذا الميلشيات تحت الضغط حيث أن العمليات علي مدار الساعة، لافتًا النظر إلي أن العمليات الجوية تزداد علي وتيرة عالية باستخدام الطائرات بجميع أنواعها ذات القدرة والكفاءة، ولن تستطيع المليشيات الحوثية إدارة أي عمليات في أي مكان كان في الأيام القادمة بإذن الله. سياسيا يبدو الموقف مشتعلا، فأحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس السابق، أقصي من منصبه كسفير لليمن في الإمارات العربية المتحدة، طبقا لما أفاد مساعدان للرئيس اليمين عبدربه منصور هادي، الذي غادر عاصمة البلاد بعد تصعيد الحوثيين ليذهب إلي عدن، ويعلن من هناك بعد استقالته أنه ما زال رئيسا للبلاد. ومازال الرئيس اليمني السابق، الشيعي علي عبد الله صالح يملك تأثيرا كبيرا في البلاد بسيطرته علي قطاعات واسعة من الجيش، ومقاتلين تابعين له يحاربون الحكومة، وقد دعا الجمعة عبر تلفزيون اليمن اليوم، إلي وقف الغارات مقابل أن لا يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. عسيري حاول خلال اليوم الرابع لعاصفة الحزم، أن يبين بأن تحركات القطاعات العسكرية السعودية، علي الحدود الجنوبية، تهدف إلي حماية حدود البلاد، التي تخوض حربها الثانية مع الحوثيين في تلك المنطقة، حيث كانت هناك معارك بين الجيش السعودي ومليشيات الحوثيين التي دخلت إلي قرية سعودية حدودية أواخر عام 2009، ما دفع القوات السعودية إلي شن هجمات ضد المليشات الحوثية، واستعادة السيطرة علي حدودها الجنوبية، وإعادة السكان الذين هجروا منازلهم بسبب القتال. لكن العسكريين في كل الأحوال لا يفصحون عن النوايا والخطط الميدانية، وتبقي تحتفظ بطابع السرية قبل تنفيذها.