نجحت الجهود المصرية في نيويورك بالتنسيق مع ليبيا والاْردن – باعتبار هذا البلد العضو العربي في مجلس الأمن - ومع الدول العربية والدول أعضاء مجلس الأمن في أن يعتمد مجلس الأمن بالإجماع مشروع القرار العربي حول ليبيا الذي يطالب الدول أعضاء الأممالمتحدة بأن تحارب بكافة الوسائل، وبالتنسيق مع الحكومة الليبية، التهديدات الناتجة عن اعمال ارهابية في ليبيا.ويؤكد القرار بالتالي الشرعية القانونية الدولية للتدابير القوية التي اتخذتها مصر ضد تنظيم داعش في ليبيا. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي ان القرار يتضمن عددا من الأبعاد والمقررات الهامة فيما يتصل بجهود مكافحة الإرهاب في ليبيا، فلأول مرة يعتمد مجلس الأمن قرارا مستقلا بشأن مكافحة خطر الإرهاب في ليبيا باعتباره تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وسلم وأمن دول المنطقة والجوار، كما يعد القرار أول قرار لمجلس الأمن يتناول تنظيم داعش بالإسم ككيان إرهابي يتواجد ويعمل في الأراضي الليبية، وبذلك يكون المجتمع الدولي قد أقر من الناحية القانونية بتواجد التنظيم في ليبيا مثلما هو الحال في كل من العراق وسوريا. اضاف المتحدث ان القرار. يصحح بذلك موقفا غير متسق، سبق وأن حذرت مصر منه، حيث كان المجتمع الدولي يكتفي بمواجهة داعش في العراق بينما يغض النظر عن أفعاله في ليبيا، وهي الأفعال التي أدت إلي مقتل العديد من المواطنين المصريين الأبرياء، وزعزعة استقرار بلد عربي شقيق وجار تحرص مصر علي سيادته وسلامته وأمنه وتجاوزه محنته الراهنة من خلال تحقيق توافق وطني بين الحكومة الشرعية الليبية وكافة الأطراف التي تنبذ العنف والتطرف. ويشجع القرار الدول أعضاء الاممالمتحدة علي تقديم طلبات إدراج إلي لجنة مكافحة الإرهاب بشأن الأفراد والكيانات الداعمة لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخري بما في ذلك أنصار الشريعة. وقال عبد العاطي ان مجلس الأمن سيقوم وفقا للقرار، وفي سابقة في تاريخ تعاطيه مع الملف الليبي، بتناول المخاطر التي تمثلها التنظيمات الإرهابية في ليبيا من خلال مطالبة خبراء الأممالمتحدة بتقديم تقرير إلي مجلس الأمن يتضمن معلومات وافية بشأن كافة الجماعات والأنشطة الإرهابية في ليبيا، بما في ذلك مصادر تسليحها وتمويلها، وهو ما سيسلط الضوء علي قيام بعض الأطراف والدول بدعم أنشطة الجماعات الإرهابية والمتطرفة هناك، ويبدأ في تكوين مرجعية قانونية دولية بشأن خطر الإرهاب في ليبيا. أما فيما يتصل بتخفيف القيود المفروضة علي تسليح الجيش الليبي، فقد طالب القرار لجنة العقوبات المشرفة علي تنظيم توريد السلاح إلي ليبيا، بسرعة البت في طلبات التسليح المقدمة من الحكومة الليبية، لتمكينها من تامين احتياجاتها من السلاح لمكافحة خطر الإرهاب، وذلك بعد أن كانت اللجنة تماطل في الطلبات المقدمة من الحكومة الشرعية.