برعاية فضيلة الإمام الأكبر، أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.. عقد الأزهر الشريف ندوة توعوية بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والري، تحت عنوان' نهر النيل.. بين الواقع والمأمول' وذلك علي هامش توقيع بروتوكول تعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الموارد المائية والري لنشر التوعية الدينية للحفاظ علي مياه النيل. وفي كلمته، قال أ.د/ عباس شومان وكيل الأزهر : إن مانراه من تعديات وأخطار تحيط بنهر النيل هو نتيجة لسنوات وعقود من الاهمال والتقصير، وقد حان الوقت أن يتكاتف الجميع لإنقاذه وحمايته، محذرا من أن نعمة هذا النهر العظيم قد تتحول إلي نقمة إن لم نشكر الله عزوجل بالحفاظ عليها وحمايتها. وأضاف فضيلته أن كل من قصر وأهمل في حماية نهر النيل قد أجرم في حق وطنه وشعبه، مؤكدًا أن ماتبذله وزارة الموارد المائية والري، هو دليل علي جهد صادق وعمل دؤوب، وفي نفس الوقت هو دليل علي إهمال وتقصير شديد من الحكومات السابقة لفترات طويلة. وأكد الدكتور عباس شومان أن رجال الازهر هم جنود بعمائم بيضاء، يعملون بروح المقاتل في أي مهمة توكل إليهم، موضحا أن الأزهر الشريف وبتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر دشن حملة كبيرة للتوعية بأهمية الحفاظ علي مياه النيل يتواصل خلالها دعاة ووعاظ الأزهر مع جميع الفئات في كافة أرجاء مصر، لافتا إلي أن هذه الأنشطة لن تقتصر علي المساجد والقاعات، بل سوف تكون علي ضفاف نهر النيل أيضا لتوعية الناس بمخاطر عدم الحفاظ علي مياه النيل. وشدد فضيلته علي أنه غير مسموح لاثيوبيا أن تنتفع بمياه نهر النيل علي حساب عطش المصريين، فيجب أن يضمن سد النهضة عدم الاضرار بمصالح مصر المائية، وأن يضمن تحقيق مصلحة مصر واثيوبيا وجميع دول حوض النيل. وأشار وكيل الأزهر إلي أن الحكومة الحالية عليها أن تصلح ما أفسدته الحكومات السابقة من خلال الاهتمام بسكان نهر النيل، فيجب إيصال الصرف الصحي إلي كافة القري والمدن علي ضفاف النهر، لأنه بغير ذلك لا يمكن لأحد محاسبة من يلقون مخلفات الصرف في النيل، وعلي الجانب الآخر يجب منع المخالفات قبل وقوعها من خلال التعاون مع المحافظات والمحليات، وتشديد العقوبات علي المخالفين. من جانبه قال الدكتور حسام الدين مغازي وزير الموارد المائية والري : إن توقيع البروتوكول اليوم هو تتويج لحملة إنقاذ نهر النيل التي بدأت يناير الماضي تحت رعاية السيد رئيس الوزراء، حيث تعرض نهر النيل لهجمة شرسة بعد ثورة يناير، مضيفًا أن اختيار كلمة 'انقاذ' بديلًا عن 'حماية' تؤكد أن التعدي علي النيل وصل إلي أعلي درجات الخطورة. وأوضاف مغازي : أنه كان ينظر لوزارة الموارد المائية والري في الماضي علي أنها المسؤول الوحيد عن نهر النيل، وظل النهر يتدهور بسبب هذه الفكرة، ولذا كان يجب تغيير هذه الفكرة لكي يكون كل المصريين حراس لهذا النهر العظيم، وقد وضعنا هدفًا بأن تكون نهاية 2015 هو تاريخ انتهاء هذه التعديات والاخطاء. وأكد مغازي أن الأزهر له مكانة في كل قلب وعقل مصري، لذا فإن الأزهر عليه دور رئيسي وهام في الحملة القومية لإنقاذ نهر النيل، وسوف تقوم وزارة الري بتدريب 500 إمام وواعظ في مراكز تدريب الوزارة، من خلال استضافتهم واعطاءهم المعلومات المطلوب توصيلها لكل قرية ونجع وبيت مصر، وكذلك اقامة عدد من المسابقات الفنية بمعاهد الأزهر الشريف، توزع جوائزها للفائزين في نهاية العام. وقال مغازي إن مصر تمول مشاريع تنموية في دول حوض النيل حتي يشعر أبناء هذه الدول أن مصر ليست ضد مصالحهم، فمولت مصر مشاريع في جنوب السودان واوغندا وكينيا، كما تقوم وزارة الموارد المائية والري بتنظيم دورات توعية وتثقيفية في اثيوبيا، كما يتم الآن انشاء متحف في أسوان، سوف يتم افتتاحه في مايو القادم، تخصص فيه مساحة لكل دولة من دول حوض النيل لعرض منتجاتها وثقافتها، ويتم بذل كل هذه الجهود في إطار الدبلوماسية الناعمة، مؤكدا أن ملف سد النهضة في أيد أمينة، وسوف يتم الاعلان قريبُا عن نتائج طيبة، بالتراضي مع كافة دول حوض النيل. من جهته أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية أن المؤتمر يحمل قيمة عظيمة، لأن الماء أصل الخلق كما قال الله عزوجل : ' وجعلنا من الماء كل شيء حي '، ولقد حرم الله عزوجل كافة أشكال التعديات علي نهر النيل، من باب لا ضرر ولا ضرار، وتشير الإحصاءات إلي أن هذه التعديات تسببت في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة، كما أن دستور مصر نص علي وجوب حماية نهر النيل، لذا يجب اتخاذ كافة الاجراءات للتصدي لهذه التعديات. وأضاف فضيلته إن النصوص الدينية والقانونية لا تكفي لمنع هذه التعديات علي النهر، بل يجب أن يعزز ذلك بثقافة ووعي لاحترام هذه القوانين، ولذلك فدور الأزهر مهم في نشر هذه الثقافة التوعوية، كما أن علي الإعلام دور يجب أن يقوم به في نشر هذه الثقافة بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة. من جانبه قال أ.د/ عبد الحي عزب رئيس جامعة الازهر إن الحملة هي نتاج تتويج لمجهود عظيم تم بذله من كافة المخلصين، ويجب علي الجميع دعم هذا المجهود الكبير كل في موقعه، وأن يقف الجميع صفا واحدا في حماية نهر النيل، حتي ننتقل من تلك الثقافات الخاطئة، التي ضاعفت التحديات أمام الجهود التي تبذلها الدولة للقضاء علي التعديات علي نهر النيل.