استطاع شانون موريس 'Shannon Morris' في أقل من عامين أن ينال ثقة قيادات جماعة 'الإخوان' وكوادر التحالف الداعم لها في مصر وتركيا، وصار محللاً سياسياً، وعقلاً مفكراً ومرشداً عالمياً تتحول أفكاره ومخططاته إلي جرائم إرهابية علي أرض مصر.. وخلال أشهر معدودات تحول 'شانون' من شخص غامض مجهول إلي نجم من نجوم شاشات القنوات الفضائية الإخوانية التي احتفت به كخبير ومفكر ومرشد عالمي يرسم خارطة الطريق التي تعود بها جماعة 'الإخوان' إلي الحكم!! وتعتمد خارطة الطريق التي أعدها شانون موريس علي استهداف المرافق والمنشآت الحيوية وشركات الاتصالات والشركات متعددة الجنسيات في إطار خطة قصيرة المدي تدفع رجال الأعمال العرب والأجانب إلي سحب استثماراتهم من مصر ثم عرقلة أية مشروعات استثمارية جديدة. وطلب موريس من 'الإخوان' العمل بكل قوة علي منع الشركات والمؤسسات الدولية من المشاركة في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ المقرر انعقاده خلال الفترة من 13 إلي 15 مارس 2015، ودعا موريس 'الإخوان' إلي إرسال رسالة موحدة إلي الشركات العالمية والمؤسسات الإعلامية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية تحت عنوان 'مصر ليست مكانا آمنا للاستثمار'، وتتضمن هذه الرسالة حسب تعليمات شانون موريس صوراً لعمليات إحراق وتدمير محولات الكهرباء وصوراً لآثار التفجيرات التي استهدفت شركات الاتصالات والمطاعم التابعة لشركات عالمية، وغيرها.. وفي استجابة سريعة لدعوته تم تكوين مجموعة تضم سبعة وعشرين من عناصر الإخوان ومنهم الشيخ عصام تليمة مدير مكتب القرضاوي، ومحمد شوبير شقيق نجم كرة القدم أحمد شوبير!! من هو شانون موريس؟ ولحساب من يخطط لتنفيذ عمليات العنف والتخريب في مصر؟!!.. ولماذا احتضنته تركيا رغم الغموض والألغاز التي تحيط بحياته، ورغم الاتهامات التي ترددت عن عمله كضابط مخابرات لصالح دولة من الدول؟!! - شانون موريس 'Shannon Morris' من مواليد 5 يونيو 1971 ولد لأبويين مسيحيين من الكاثوليك بمدينة دينفر بولاية كولورادو الأمريكية. - تم تعميده في الكنيسة الكاثوليكية وكان أحد ثلاثة من الأشقاء تركهم والدهم ليحصل علي وظيفة في كاليفورنيا، فخرجت والدته ليندا للعمل بوظيفتين في فترتين صباحية ومسائية. - درس العلوم السياسية بجامعة ميتروبوليتان في دينفر لكنه لم يكمل دراسته. - أعلن موريس أنه اعتنق الاسلام وهو في سن الثانية والعشرين واختار لنفسه اسم 'شهيد كينج بوليسين Shahid King Bolsen' والاسم الأخير كان اسم جده لأمه.. وعقب إعلان إسلامه تقدم والده ببلاغ إلي المباحث الفيدرالية الأمريكية عن إسلام نجله خوفاً من التحاقه بالجماعات الإرهابية، وبعد التحقيق معه في المباحث الفيدرالية الأمريكية، انخرط وبشكل مفاجئ في الأعمال الاجتماعية، والخيرية بين المسلمين في الولاياتالمتحدة ثم صار خطيبا للمسلمين في أحد السجون المحلية.. كان يزورهم الجمعة ويؤمهم في صلاة الجماعة، وعمل مع منظمة إسلامية في أمريكا وبدأ بتنظيم المحاضرات والدروس الدعوية، وثارت الكثير من الشكوك بين الإسلاميين في الولاياتالمتحدة حول شخصية شهيد بوليسين، وتحولها المفاجئ، وتردد بين بعضهم أنه يعمل لحساب الاستخبارات الأمريكية. - أرسلته الجمعيات الإسلامية إلي باكستان لزيارة مخيمات اللاجئين الأفغان للكتابة عن الأعمال الخيرية الإسلامية هناك، وهناك اقتحمت المخابرات الأمريكية مقر المنظمة التي ينتمي إليها وقامت بتفتيشه وحققت مع مجموعة من مرافقيه.. لكنها لم تدرجه علي قوائم الإرهابيين!! - عمل صحفياً بصحيفة 'روكي ماونتن نيوز'. - أقام في بريطانيا ثم انتقل إلي الإمارات عام 2003، وتمكن من الدخول إلي أراضيها بتأشيرة زيارة مستخدما جواز سفر بريطانيا، وبدأ في الإعداد لإقامة مستقرة فأنشأ مقهي للانترنت، وعملت زوجته كمترجمة، وطلب خادمة للعمل في مسكن الأسرة وكانت الوظيفة من نصيب الأثيوبية فوزية نجاش يوسف.. غير أنه بعد فترة غادرت زوجته الإمارات، وظلت معه الخادمة!! وكان نشاط المقهي سببا في الاشتباه في شخصية شهيد بوليسين وأهدافه من المقهي، وبعد فترة وجيزة من نشاطه في تقديم خدمة الانترنت.. أطلق موقعا الكترونيا للعلاقات الجنسية، وضع صورة خادمته علي الموقع الإباحي كفتاة ترغب في إقامة علاقات جنسية مقابل مال. وتفيد التحقيقات التي جرت مع شهيد كينج بوليسين كمتهم بقتل المهندس الألماني مارتن هربرت شتاينر '48 عاما' في يونيو 2006، أن شهيد بوليسين استدرج المهندس الألماني مارتن هربرت شتاينر عن طريق موقع الإنترنت ليقيم علاقة جنسية مع الأثيوبية فوزية، وفي الموقع المحدد كان بوليسين في الانتظار ليقتل المهندس الألماني ويستولي علي بطاقته الائتمانية.. وقال بوليسين للمحكمة إنه كان يريد نصح المهندس الألماني بالابتعاد عن العلاقات المحرمة لكنه 'أصبح عدوانياً جداً عندما طلبت منه مغادرة البيت، وكان سكراناً وعدوانياً وكان يستخدم كلمات بذيئة'.. وأضاف بوليسين: 'استخدمت الكلوروفورم الذي استعمله لمساعدتي علي النوم 'مادة مخدرة' كنت اقصد تخدير الرجل وليس قتله'. وبعد 15 يوماً من الإبلاغ عن اختفاء شتاينر، كانت بطاقته الائتمانية هي الخيط الذي قاد الشرطة إلي القاتل، حيث أبلغت زوجة المهندس الألماني عن اختفائه وقالت للشرطة: إن هناك من يستخدم البطاقة الائتمانية بعد تاريخ الاختفاء وتبين من التحريات أن مستخدم البطاقة اشتري أجهزة الكترونية بقيمة عشرين الف درهم، وبمراجعة كاميرات المراقبة في موقع التسوق تبين أن مستخدم البطاقة هو شهيد بوليسين 'شانون موريس'. وحسب الصحف الإماراتية التي تابعت القضية فإن أجهزة الأمن في الإمارات رصدت مراسلات عبر البريد الإلكتروني ومحادثة هاتفية بين الخادمة والمهندس شتاينر، وبعد القبض علي شهيد بوليسين اعترف للشرطة وأرشد عن مكان الجثة التي أخفاها داخل حقيبة كبيرة علي طريق دبي- حتّا، وقد أنكر شهيد أن هدفه كان استدراج الرجل وقتله وادعي للمحكمة بأنه كان يريد نصحه ليبتعد عن الذنوب. واتهمت الشرطة شهيد بوليسين بالقتل العمد، واعتقلت شريكته الإثيوبية 'فوزية نجاش يوسف' المتهمة بالمساعدة علي ارتكاب الجريمة والسرقة والقيام بعلاقة غير مشروعة، وتم القبض عليه قبل أن يهرب إلي سلطنة عمان. وأثناء ضبطه وتفتيش مسكنه عثرت الشرطة علي اسطوانات مدمجة تتحدث عن كيفية صناعة مواد وأدوية سامة، كما تم العثور في هاتفه الجوال علي صور لفتيات صغيرات وهن معه في فراشه. وأمام المحكمة الشرعية بالشارقة، وقبل تنفيذ حكم القصاص، طلبت المحكمة من عائلة المجني عليه الألماني وعن طريق السفارة الألمانية العفو عنه، إلا أن الأسرة رفضت وطالبت بإعدامه، وهرب شهيد من السجن ولكن تمكنت الشرطة من القبض عليه بعد ساعات قليلة، وظل في سجون الإمارات قرابة السنوات السبع حتي وافقت أسرة المهندس الألماني علي قبول الدية وتم الإفراج عن بوليسين في عام 2013، ليسافر إلي تركيا ويستقر هناك، ويعمل مدرساً للغة الإنجليزية. وقد تعرف بوليسين خلال سجنه في الإمارات علي بعض المتهمين في قضية تنظيم 'الإخوان' في الإمارات ومن بينهم قيادي مصري معروف، وكان هذا القيادي من بين قنوات الاتصال بين شهيد بوليسين وإخوان مصر في اسطنبول!! وفي تركيا قدم شهيد بوليسين نفسه للتحالف الإخواني – بمساعدة رئيس حزب من أحزاب التحالف الإخواني - كمناضل قتل يهوديًا ألمانيًا وقال عن الحادث :' أثناء فترة اقامتي في الإمارات, وللأسف كم هم بعيدون عن الدين, رأيت رجلا يهوديا ألمانيا يحاول إغواء مسلمة ليزني بها, فأثار ذلك غضبي.. يساوم مسلمة علي شرفها وعفتها، فذهبنا لشقتي وطلبت منه التوقف عن ذلك فثار جدال بيننا تتطور لعراك، وأضاف بوليسين : 'فقتله لله'!! وأفاض شهيد بوليسين واستفاض في حديثه عن الظلم الذي تعرض له في الإمارات الدولة التي كان يظن أنها إسلامية – حسب قوله – لكنها عاقبته بالإعدام لأنه قتل وسرق يهوديًا!!!! وقد شكك أحد المقربين من المهندس الألماني في دوافع مقتله، وأكدوا أن المجني عليه شتاينر كان يمتلك شركة تعمل في أجهزة الاتصالات وقد تمكن من الوصول إلي معلومات تتهم شهيد بوليسين بالعمل لصالح جهاز من أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وقال: إن شهيد بوليسين ليس معتوهاً كي يقوم باستخدام البطاقة الائتمانية الخاصة بالمقتول أمام كاميرات المراقبة في محل للتسوق.. لكنه قام بذلك عن عمد للإيحاء بأن ثمة دوافع أخري للقتل !!! واستقر المقام بشهيد بوليسين في تركيا لتصبح أحوال مصر، هي اهتمامه الأول والأخير.. وكأنه ذهب إلي تركيا لتنفيذ مهمة محددة هي اسقاط الانقلاب – حسب زعمه – والإطاحة بالرئيس عبد الفتاح السيسي عبر تدمير الاقتصاد المصري، ووضع المخططات اللازمة لدفع البلاد إلي حالة من الفوضي!! ويبدو أنه بعد فشل 'الإخوان' المتلاحق داخل مصر وخارجها، والخلافات الطاحنة بين قيادات التحالف.. وبعد تزايد حالات الانقسام داخل الكيانات الإخوانية، التي كانت تموت ناقصة النمو فور ولادتها.. كان لابد من الدفع بشخصية جديدة إلي قمة الجبل وصدارة المشهد ليكون ناراً علي علم، وخرجت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عدد السبت 28 فبراير 2015 بتقرير خاص عن شهيد بوليسين، وقالت إنه المحرض الرئيسي للعنف عناصر جماعة 'الإخوان' في مصر، وتناقلت وكالات الأنباء والقنوات الفضائية تقرير الصحيفة الأمريكية لتصنع من 'بوليسين' نجماً وبطلاً تتحدث عنه وسائل الإعلام، وبذلك تتراجع جميع القيادات الإخوانية وقيادات التحالف خطوات إلي الخلف ويتقدم الصفوف 'شانون موريس' أو شهيد كينج بوليسين – حسب اسمه الثاني - ويتدافع 'الإخوان' وحلفاؤهم خلفه كزعيم مُلهِم ومرشد عالمي يقود ما يسمونه بالثورة في مصر؟!!