من منا لا يتذكر مباراة مصر والجزائر بمدينة عنابة بالجزائر عام 2001 في تصفيات كأس العالم عام 2002 ولا يتذكر ذلك الشاب ذو ال18 عاما آن ذاك الذي انبري لركلة الجزاء بكل جرأة وسددها محرزا هدف مصر الوحيد في تلك المباراة والتي انتهت بالتعادل. انه أحمد حسام الدين عبد الحميد وصفي أو كما يعرفه الجميع ب' ميدو' مواليد القاهرة في 23 من فبراير 1983 والذي يصادف اليوم عيد ميلاده ال32. البداية : ناشيء الزمالك الذي لم يلعب سوي مباراتين فقط مع الفريق الأول للقلعة البيضاء لم يلبث ان انتقل بعدها إلي صفوف جينت البلجيكي الذي فاز معه بجائزة أفضل لاعب صاعد ببلجيكا عام 2001 مما ادي إلي ادراك مسئولي اياكس امستردام صانع النجوم الهولندي لحجم الموهبة التي يتمتع بها وتعاقدوا معه في الموسم الذي يليه قضي ميدو موسمين مع الفريق الهولندي احرز خلالهما لقب هداف الدوري الهولندي برصيد 15 هدف وفازمعهم بالدوري والكأس وكأس السوبر. وفي عام 2003 انتقل ميدو علي سبيل الاعارة إلي سيلتا فيجو الاسباني لمدة 6 اشهر عقب واقعته الشهيرة ومشادته مع زميله بالفريق انذاك زلاتان ابراهيموفيتش والتي حكي عنها زلاتان في كتابه الذي يعكف علي كتابته حاليا ' ان ميدو اعتدي عليه بالقاء مقص في وجهه وانه سبه وسب جميع اللاعبين في الفريق عقب مشادة حصت بينهما في الملعب لكن ميدو لم يتمالك اعصابه بعدها ' اضافة الي خلافه مع مدرب الفريق رونالد كويمان . فرنسا الاستمرار : انتقل ميدو من أياكس إلي مارسيليا الفرنسي بصفقة بلغت 13 مليون يورو ليصبح أغلي لاعب عربي في ذلك الوقت وأغلي لاعب في تاريخ مصر، شهدت فترته في مارسيليا الفرنسي مزاملته النجم الايفواري دروجبا وشكلا ثنائية من اخطر الثنائيات بأوربا وقتها وحقق ميدو انجازا جديدا خلال تلك الفترة حين سجل هدفين بدوري الابطال الأوربي ليصبح ثاني لاعب مصري في التاريخ يسجل بدوري الأبطال بعد النجم أحمد حسن القائد السابق للمنتخب المصري . خيبة أمل واستمرار التألق: انتقل ميدو عقب موسم رائع مع الفريق الفرنسي إلي صفوف النادي الاكبر في مسيرته روما الايطالي عام 2004 لكنه لم يشارك في المباريات بسبب استبعاد المدير الفني للفريق له فرحل معارا ل 18 شهر إلي توتنهام الانجليزي 2005 الذي تألق معه وسجل 14 هدف وقاد الفريق للعودة للمشاركات الأوربية عقب غياب 15 عام مما دفع مدربه مارتن يول ان يرهن بقاءه في قيادة الفريق بقيام ادارة النادي بشراء ميدو الذي دخلوا في صراع مع ادارة روما عليه عقب تمسك سباليتي مدرب روما ببقاءه معه. الواقعة الأشهر : من منا لا يتذكر مباراة السنغال الشهيرة بدور نصف النهائي لكأس الأمم اللإفريقي بمصر 2006 وواقعة اعتراض ميدو علي تغيير حسن شحاته المدير الفني للمنتخب له اثناء اللقاء وحدثت المشادة الشهيرة بينهما مما ادي إلي استبعاد ميدو من المنتخب بعدها وايقافه لمدة 6 اشهر. تعرض ميدو علي اثرها للهجوم ويري البعض انها اثرت علي مسيرته الاحترافية حيث انه كيف للاعب محترف لعب للعديد من الاندية وبمثل تلك الخبرات ان يعترض علي تغير مديره الفني له بمثل تلك الطريقة ؟ بداية النهاية : انتقل ميدو الي ميدلسبرة الانجليزي لمدة موسمين لم يحقق بهما الكثير ثم إلي ويجان الانجليزي ولم يحقق ايه نجاحات تذكر ايضا بل استمر مستواه في التراجع عقب الاصابة التي تعرض لها مع ميدلسبرة امام ارسنال عام 2008. عاد ميدو علي سبيل الاعارة للزمالك بمبلغ 4 مليون يورو لم يقدم خلالها الكثير ايضا حيث سجل هدف يتيم خلال 15 مباراه ثم عاد إلي ويست هام الانجليزي لم يسجل خلالها اي هدف خلال 9 مباريات ثم اعارة لاياكس هدفين في 3 مباريات ثم اعير الي الزمالك مرة اخري لم يشارك ثم إلي بارنسلي في الدرجة الثانية الانجليزية ثم الاعتزال. الأزمة الأكبر : ميدو خلال 6 سنوات لم يسجل سوي 14 هدفا فقط وانتقل بين العديد من الاندية التي لم يحقق ايه نجاحات تذكر معها بل شهدت تلك الفترة الكثير من التصريحات والأزمات ولم تشهد انجازات او حتي تسجيل اهداف كذلك الأزمة التي لحقت به بزيادة الوزن بشكل ملحوظ مما جعل الصحف في بريطانيا تسخر منه وتصفه باللاعب الأسمن في تاريخ الدوري الانجليزي وفشلت كافة محاولاته في العودة إلي مستواه مرة أخري وخسارة وزنه الذي زاد بشكل كبير بالنسبة للاعب كرة مما ادي لاعتزاله عام 2012 وهو في سن ال30. فهل يمكن لاي لاعب ناشيء ان يتخذ ميدو كمثال يحتذي به ويسير علي نفس خطاه لكي ينجح في الاحتراف أم يبتعد عما سار عليه؟ ايا كان الجواب يظل ميدو هو حالة خاصة وفريدة مرت بتاريخ الكرة المصرية لابد وان نتوقف عندها كثيرا ولا نتجاهلها.