أكد مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار، السفير أسامة المجدوب، أن مصر تسعي بقوة لتعزيز ودعم التواصل مع السودان الشقيق علي كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيرا إلي أن العلاقات الأزلية والتاريخية بين شعبي وادي النيل تتجاوز بإرثها الحضاري والثقافي وبأواصر الدم والمصاهرة، كافة الأنظمة والحكومات المتعاقبة. وقال مساعد وزير الخارجية -خلال حفل تدشين 'الحوار الثقافي الحضاري السوداني المصري' مساء أمس الأحد، بمركز راشد دياب للفنون بالخرطوم والذي يحمل شعار 'مبادرة الأحبة'-: إن التواصل الثقافي والفني بين شعبي وادي النيل سيظل الشريان الحقيقي للعلاقة التي تتجاوز أبعادها الحدود الجغرافية، مؤكدا أن تدشين مبادرة الأحبة تدلل علي تلاقي الشعبين الشقيقين وتواصلهما المستمر لمصلحة الأجيال القادمة. وأعرب عن تقديره وامتنانه لمركز راشد دياب للفنون، والذي تزامن احتفاله بتدشين المبادرة مع زيارته الحالية للسودان والتي يناقش خلالها مع المسئولين السودانيين التحضير لانعقاد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي ستعقد لأول مرة علي المستوي الرئاسي. ومن جانبه، قال السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت إن تدشين عام الحوار الثقافي الحضاري السوداني المصري، يأتي في ظل تغيرات جذرية بالمنطقة العربية، مشيرا إلي حرص كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس عمر البشير علي تنمية وتطوير علاقات التعاون في كافة المجالات وخاصة الحوار الثقافي الشامل، وتحقيق التواصل المجتمعي بين شعبي وادي النيل. وأشار إلي أن علاقات الشعبين المصري والسوداني ليس لها مثيل في المنطقة، مؤكدا أن الشعوب العربية تتعرض لهجمة شرسة تستهدف الهوية الإسلامية، وأن مصر تقدم حاليا نموذجا حضاريا بالدفاع عن الإسلام الوسطي البعيد عن التطرف، لافتا إلي دور الطرق الصوفية في مصر والسودان في هذا الشأن. وبدوره، أكد عاطف عثمان مهدي الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، علي أهمية التعاون الثقافي والفني بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلي ضرورة العمل علي تعريف المواطن المصري بالثقافة والفنون السودانية. وفي السياق، أشار الدكتور كمال عمر رئيس جمعية الأخوة السودانية المصرية، إلي أن الجمعية هي الوحيدة في السودان والعالم العربي التي تحمل لقب جمعية 'الأخوة'، وليس 'الصداقة' كبقية الجمعيات الأخري، ما يدلل علي خصوصية وأزلية العلاقة بين الشعبين الشقيقين. ومن جانبه، قال رئيس مركز راشد دياب للفنون الدكتور راشد دياب أن تدشين المبادرة يعني أن هذا العام سيكون عاما للحوار الثقافي المصري السوداني، داعيا إلي إدماج الشباب بالبلدين في تلك المبادرة باعتبارهم مستقبل الأمة وعمادها، لافتا إلي أنه دون الثقافة والفنون لن تنجح أية مبادرة. شهد حفل تدشين الحوار الثقافي الحضاري السوداني المصري، تحت عنوان 'مبادرة الأحبة' السفير السعودي بالخرطوم، وأعضاء السفارة المصرية بالسودان وممثلون عن مجلس أمناء مركز راشد دياب للفنون، وتم خلال الحفل تقديم عدد من الفقرات والعروض الفنية والغنائية المتنوعة التي تعبر عن التراث والفن السوداني.