تعيش الأجهزة الأمنية في الولاياتالمتحدة هاجس ما يطلقون عليه اسم 'الذئاب المنفردة'، وهي حالات فردية لأشخاص غالباً ما يتعاطفون مع التنظيمات المتطرفة ويقومون بعمليات انتقامية. وينبع خطر الذئاب المنفردة من كونهم يتحركون في الظل وخارج دائرة الرصد الأمنية، متسلحين بعامل يشكل أسوأ السيناريوهات المحتملة لأجهزة الاستخبارات، ألا وهو عنصر المباغتة. فمع دخول الولاياتالمتحدة في حرب ضد المتطرفين في العراقوسوريا، تخشي واشنطن أن تفتح هذه التنظيمات مسرحاً جديداً لعملياتها في الساحة الداخلية الأميركية عبر تلك الذئاب المنفردة. وتستعمل أجهزة الأمن الأميركية مصطلح الذئاب المنفردة، للدلالة علي الأشخاص المتعاطفين مع التنظيمات المتطرفة والذين قد يقدمون علي تنفيذ عمليات تصفها بالعنيفة، من دون أن يكون لهم ارتباط مباشر بجماعات تعتبرها واشنطن إرهابية. وقد أطلقت العديد من التحذيرات الأمنية من احتمال أن تنفذ تلك الذئاب هجمات انتقامية داخل الولاياتالمتحدة، وغيرها من الدول التي تشارك في الحملة ضد المتطرفين. ولا شك أن تلك التحذيرات ارتفعت وتيرتها بعد أن نجح مكتب التحقيقات الفدرالي في توقيف الشاب الأميركي كريستوفر كورنيل بتهمة التخطيط لتفجير مبنيالكابيتول الذي يضم الكونغرس الأميركي في واشنطن وقتل موظفين حكوميين، وبحسب 'أف بي أي' فإن كورنيل أظهر دعمه للتنظيمات المتطرفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما دعا خبراء أمنيون أميركيون لرفع حالة التأهب بعد سلسلة الهجمات التي شنها مناصرو التنظيمات المتطرفة مؤخراً في كل من أوتاوا وباريس وسيدني، وآخرها ما لاح في بلجيكا حيث أحبطت الشرطة عملية إرهابية كانت تخطط لها مجموعة من المتطرفين العائدين من سوريا.