التقي المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، ممثلي عدد من الجمعيات الأهلية، ومنظمات المجتمع المدني، في ندوة تحت عنوان: ' شراكة المجتمع المدني مع الدولة.. بين الواقع والمأمول'. وفي كلمته بالندوة، قال رئيس الوزراء: بلدنا يخرج من مرحلة 'الاختناق' إلي مرحلة 'الانطلاق'، فاليوم نحن نشعر بكلمة وطن، وكلمة محبة، وكلمة أخوة، وهذه المعاني لم نكن نشعر بها في السنة التي حكم فيها الاخوان. وأضاف المهندس إبراهيم محلب: التحديات أمامنا كثيرة، والموارد محدودة، ولكن الأمل كبير، والأمل يتطلب عملا دءوبا، مشيرا إلي أن أكبر تحد أمامنا كان الارهاب، وعندما نقارن أحوال البلد هذا العام بالعام الماضي سندرك أن الارهاب بدأ يندحر، وينحسر، وأصبحنا نشعر بالأمن والأمان. وأوضح رئيس الوزراء أن الفقر من أهم التحديات التي تواجهنا، حيث وصلت نسبته إلي حوالي 26%، كما أن لدينا بطالة وتضخما بمعدلات نعمل علي تخفيضها، وبالفعل انخفضت نسبتهما خلال الشهرين الماضيين، طبقا للتقارير. وأعلن محلب أن الدين العام قارب علي ال2 تريليون، ولذا بدأت الحكومة فتح ملفات لم يقترب منها أحد، أولها ضرورة توصيل الدعم لمستحقيه، فالدعم لم يكن توزيعه عادلا، مشيرا إلي أن موازنة الدولة ربعها تقريبا يتوجه للدعم، والربع الثاني لخدمة الدين، والثالث للأجور، بينما الربع المتبقي يخصص للاستثمارات، وبالطبع لا يكفي الاحتياجات المختلفة. وسرد رئيس الوزراء ما تقوم به الحكومة من جهود في مجالات الاصلاح الاداري والتشريعي والاقتصادي، مؤكدا ان الحكومة تعمل علي مواجهة الفساد بلا هوادة، سواء كان فسادا ماليا أو إداريا، بل إن الفساد الإداري قد يكون أكثر خطرا، لأنه يعطل مصالح الناس. وفي إطار الحرب علي الفساد، أشار المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إلي أن الحكومة بدأت في مواجهة التعديات علي أراضي الدولة، وسنسترد حق الشعب في أراضيه، كما سنقوم باستيداء حق الدولة في الاراضي التي تم تغيير نشاطها، كما فتحت الحكومة أيضا ملف التعديات علي نهر النيل، ومصممون علي تطبيق القانون علي الجميع، داعيا الحضور للمشاركة في توقيع وثيقة حماية نهر النيل، مصدر الحياة للمصريين. وعرض رئيس الوزراء عددا من الملفات المهمة التي تتبناها الحكومة حاليا، ومنها استنفار المجتمع الهندسي كله لإصلاح وترميم المدارس علي مستوي الجمهورية، حيث تم اقتحام هذه المشكلة، والانتهاء حتي الآن من نحو 6 آلاف مدرسة، من إجمالي حوالي 45 ألف مدرسة، وأغلقنا 250 مدرسة تقريبا، كان بها خطر داهم. وأكد المهندس إبراهيم محلب أن الحكومة وحدها لن تستطيع فعل كل شيء، والمجتمع المدني دوره مهم جدا، وشريك في تحقيق التنمية، مشيرا إلي أنه زار عددا من المستشفيات الجامعية والحكومية، ورأي هناك مآسي، مناشدا الأطباء الكبار بذل جهود أكبر، والاهتمام بالمرضي، خاصة بالمستشفيات الجامعية، التي تتوافر بها المباني والمعدات والأجهزة، فأهالينا 'الغلابة' الذين يعالجون في هذه المستشفيات هم من ساهموا في تعليم هؤلاء الاطباء، حتي كبروا، مؤكدا أننا جميعا في خدمة أبناء هذا الوطن بقوله: أقول لزملائي الوزراء بلا خجل: نحن هنا لسنا خادمين، ولكن ' خدّامين' للشعب. وتطرق رئيس الوزراء إلي مشكلة العشوائيات، مشيرا إلي أنه زار منشية ناصر، وعزبة خير الله، وغيرهما، قائلا: هذه الأماكن عندما تزورونها ' مش هتعرفوا تناموا '، فهؤلاء أهلنا، وهذا هو واقعنا، فلدينا حوالي 26 ألف أسرة في القاهرة وحدها يسكنون في العشوائيات الخطرة، وسيتم نقل 5 آلاف أسرة منهم إلي منطقة الأسمرات بالمقطم، بالوحدات التي تبنيها المحافظة، وهناك 5 آلاف وحدة أخري ستنشأ من خلال صندوق 'تحيا مصر'، ونحن مستمرون في تطوير مختلف المناطق العشوائية. وخاطب رئيس الوزراء ممثلي الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني قائلا: ننتظر منكم الكثير، فلدينا حوالي 45 ألف جمعية، 12% منها متوقفة، وهناك نماذج منها رائعة، ولها أعمال وجهود مجتمعية ناجحة، يشهد لها الجميع، ولكن ننتظر منكم الكثير، سواء في تطوير العشوائيات، أو تطوير القري الأكثر احتياجا، أو ترميم المدارس، ورعاية الأيتام، فكل جمعية من الممكن أن تتبني قرية، أو منطقة عشوائية، بالتعاون مع الحكومة، وتعمل علي تطويرها، وسيكون هناك ملف متكامل لكل قرية بالمعلومات، يتضمن كل ما تحتاجه، والحكومة ستتولي تنفيذ المرافق الاساسية، ولكن هناك مجالات أخري من الممكن أن تساعد فيها منظمات المجتمع المدني. ورحب الحضور بما طرحه رئيس الوزراء، وطرحوا عددا من المشكلات والعوائق التي تواجههم في تقديم الخدمات المختلفة، وطالب نيازي سلام، مؤسس بنك الطعام، وعضو مجلس أمناء مؤسسة معا لتطوير العشوائيات بتخصيص أراض لبناء مساكن للمحتاجين، بمحافظة القاهرة، فوافق رئيس الوزراء، وأكد أنه سيتم تذليل كل العوائق. وخلال اللقاء أعلن مسئولو 'الليونز' التبرع بنصف مليون جنيه، وألف قطعة ملابس للمحتاجين.