فرضت الولاياتالمتحدة مزيدا من العقوبات علي كوريا الشمالية في رد فعل علي هجوم القرصنة الالكترونية الذي استهدف شركة سوني بيكتشرز للإنتاج الفني. ووقع الرئيس الأمريكي باراك اوباما قرارا تنفيذيا الجمعة يقضي بفرض عقوبات علي ثلاث كيانات في كوريا الشمالية وعشرة أفراد. وأوضح البيت الأبيض أن الخطوة جاءت ردا علي 'الأفعال المستفزة والمزعزعة للاستقرار والقمعية' لكوريا الشمالية. وتخضع كوريا الشمالية بالفعل لعقوبات أمريكية في ما يتعلق بالبرنامج النووي لبيونجيانج. ويسود اعتقاد بأن هذه المرة الأولي التي تتحرك فيها الولاياتالمتحدة لمعاقبة أي دولة بسبب هجوم الكتروني علي شركة أمريكية. وممن شملتهم العقوبات الجديدة: مكتب الاستطلاع العام - وهو جهاز المخابرات الرئيسي لدي كوريا الشمالية شركة 'كوميد' - وهي المسؤول الرئيسي عن تجارة الأسلحة في كوريا الشمالية شركة تانغون للتجارة التي تقدم الدعم للأبحاث العسكرية في كوريا الشمالية جانغ سونغ تشول: الذي تقول وزارة الخزانة الأمريكية أنه مسؤول حكومي، ومندوب شركة كوميد لدي روسيا كيم يونج تشول: وهو مسؤول بحكومة كوريا الشمالية ومندوب شركة كوميد في إيران، بحسب الولاياتالمتحدة ريو جين وكانغ ريونغ: وهما مسؤولان بشركة كوميد وعضوان بحكومة كوريا الشمالية ويعملان في سوريا، بحسب الولاياتالمتحدة وقال مسؤولون بالبيت الأبيض لصحفيين إن الخطوة جاءت ردا علي الهجوم الذي تعرضت له شركة سوني، لكن الجهات المستهدفة بالعقوبات لم يتورطوا في الهجوم بشكل مباشر. وصُممت العقوبات بهدف فرض المزيد من العزلة علي قطاع صناعة الدفاع لدي كوريا الشمالية، وذلك كرادع في مواجهة أي هجوم الكتروني في المستقبل. وفي السابق، أعرب الرئيس الأمريكي ومكتب التحقيقات الاتحادي 'إف بي آي' عن الاعتقاد بأن كوريا الشمالية تقف وراء الهجوم. وتنفي كوريا الشمالية أي علاقة لها بالهجوم، كما شكك خبراء في مجال الأمن الالكتروني في أن يكون لها دور. لكن مسؤولا رفيعا في البيت الأبيض قال إن من النادر جدا أن تعلن الولاياتالمتحدة هوية المهاجم في الهجمات الالكترونية، مضيفا أن ما فعلته كان بسبب الطبيعية التدميرية للهجوم، ولأن البيت الأبيض اعتبر الأمر 'تجاوزا للحد'. 'تأثيرات مدمرة' وتعرضت سوني للإحراج بعدما سربت جماعة تطلق علي نفسها 'حُماة السلام' رسائل بريد الكتروني وتفاصيل شخصية من أجهزة كمبيوتر خاصة بالشركة. وفي وقت لاحق، هددت الجماعة دور السينما التي كانت تخطط لعرض فيلم 'المقابلة' الكوميدي الذي يصور محاولة أمريكية لاغتيال زعيم كوريا الشمالية. وتسببت التهديدات في إلغاء عرض الفيلم علي مستوي الولاياتالمتحدة. لكن عددا قليلا من دور السينما بدأت عرض الفيلم، كما طرحته سوني علي الانترنت. وفي الإعلان عن العقوبات الجمعة، قالت الولاياتالمتحدة إن ما بدا أنه محاولة لعرقلة طرح الفيلم كان سببا جزئيا في القيود الإضافية علي كوريا الشمالية. وجاء في بيان للبيت الأبيض 'نأخذ علي محمل الجد هجوم كوريا الشمالية الذي استهدف إحداث تأثيرات اقتصادية مدمرة علي شركة أمريكية وتهديد فنانين وأفراد آخرين بهدف الحد من حقهم في حرية التعبير'. وأضاف البيان 'عقوبات اليوم هي أول بُعد ردنا'. وفي وقت سابق، وجهت كوريا الشمالية اتهاما للولايات المتحدة بالمسؤولية عن انقطاع خدمة الانترنت داخل الدولة الآسيوية الأسبوع الماضي. ورفض مسؤولون التعليق علي ما إذا كان النص علي أن العقوبات 'أول بُعد' لرد الولاياتالمتحدة يعني نفي المسؤولية عن انقطاع الانترنت عن كوريا الشمالية مؤخرا، لكنهم ألمحوا إلي أن بيونجيانج ربما دبرت هذا الانقطاع.