في الوقت الذي تستعد فيه الأجهزة المعنية ببدء عملية الانتخابات البرلمانية وسط تكهنات بعقدها قبيل المؤتمر الاقتصادي الدولي فان وزارت الأوقاف سبقت وأعلنت عن تحذيرها لمن يستغل الدين في الانتخابات وسط المخاوف من عودة الإرهابية وحلفاءها إلي حلبة الانتخابات واللعب علي وتر الدين و قررت الأوقاف حذّر توظيف الدين في العمليات الانتخابية جاء فيه وضرورة عدم استغلال الدين في أغراض انتخابية, فإننا نحذر تحذيرًا لا لبس فيه من أي محاولة لاستغلال المساجد أو المنابر لأغراض انتخابية, ونؤكد علي جميع السادة الأئمة عدم التفكير أصلاً في دخول أي انتخابات سياسية, أو السماح باستغلال الدين لمكاسب سياسية، وأن يبذلوا أقصي جهدهم وطاقتهم في خدمة الدعوة إلي الله 'عزّ وجلّ' بالحكمة والموعظة الحسنة, بعيدًا عن السياسة وصراعاتها, فهم ملك للوطن جميعًا, فينبغي ألا ينحازوا إلي أي فصيل فيه، وألا يكونوا طرفًا في الاستقطاب السياسي. ومع إقرارنا الكامل بالحق الدستوري وحرية الاختيار في ضوء القانون والدستور, فإننا في ضوء موقفنا الثابت من خطورة خلط الدين بالسياسة سوف نكون مضطرين أن نستبعد أي قيادة بالوزارة عن العمل القيادي بها إذا تقدمت للترشح للانتخابات أو ناصرت أي حزب أو أي مرشح أو شاركت في حملته الانتخابية, كما أننا سنتخذ من الإجراءات الحاسمة مع أي إمام يتقدم بأوراق ترشحه للانتخابات ما يحول دون توظيفه لموقعه سياسيًا, أو ما يؤدي إلي الخلط بين عمله الدعوي وتطلعاته السياسية، حرصًا علي تكافؤ الفرص, وعدم إعطائه ميزة بسبب عمله. كما يؤكد القطاع الديني أن المؤتمرات الشعبية التي تعقدها بعض أحزاب وجماعات ما يسمي بتيار الإسلام السياسي هي مؤتمرات انتخابية بالدرجة الأولي, وقد تستدعي إلي الذاكرة أحيانًا نموذج غزوة الصناديق, مما يجعلنا نؤكد أن علي رجال النزال السياسي أن يعملوا وفق معايير ومقتضيات التنافس السياسي, دون أن يزجوا بدين الله في الصراعات السياسية والحزبية، ولا أن يتاجروا به لكسب أصوات العامة والبسطاء، فعلي الجميع أن يعي الفرق الواضح بين العمل الخالص لله أو للمصلحة الوطنية الخالصة ابتغاء مرضاة الله وبين العمل لمصالح حزبية أو شخصية، حتي لو أدت إلي الفرقة وتصنيف المجتمع إلي ملتزمين وغير ملتزمين أومتدينين وغير متدينين علي أساس الولاء الحزبي أو التنظيمي لا أكثر ولا أقل، مما يستدعي للذاكرة نماذج لا يحب أحد ولا يرغب أن تتكرر، لما ألحقته بالوطن من مآسي مازالت آثارها ممتدة وماثلة أمام أعيننا يأتي هذا في ضوء الاستعداد للبدء في الاستحقاق الخاص بالانتخابات البرلمانية.