اكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الإزهر الشريف أن دعوة رفع المصاحف يوم 28 نوفمبر المقبل، ليست إلا إحياءً لفتنةٍ كانت أوَّلَ وأقوي فتنةٍ قصَمت ظَهرَ أمَّةِ الإسلام ومَزَّقتها، وما زالت آثارُها حتي اليوم، 'الفتنة نائمةٌ لعَن الله مَن أيقَظَها'، والسعيدُ - كما جاء في سنن أبي داود - مَن جُنِّبَ الفتنةَ التي لا تَصُبُّ إلا في مصلحه أعداء الأمَّة، ويكون الدِّين فيها لغير الله. حيث أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أنَّ هذه الدعوة ليست إلا اتِّجارًا بالدِّين وإمعانًا في خِداع المسلمين باسم الشريعة وباسم الدِّين، فهي دعوةٌ إلي الفوضي والهرج، ودعوةٌ إلي تدنيس المصحف، ودعوة إلي إراقة الدماء، قائمة علي الخداع والكذب، وهو ما حذَّرَنا منه رسول الله - صلي الله عليه وسلم - منذ أربعة عشر قرنًا. وأوضح الطيب، في بيان له اليوم، أنَّ هذه دعوةٌ إلي جهنم، ودعاتها دُعاة إلي أبواب جهنم، مَنْ أجابهم إليها قذَفُوه فيها، وقد بيَّنَهم لنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عندما سأله الصحابي الجليل حُذَيفة بن اليمان عن الشر مخافة أنْ يُدرِكَه فقال - صلي الله عليه وسلم: 'نعم، دُعَاة علي أبواب جهنَّم، مَن أجابَهُم إليها قذَفُوه فيها، قلت: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: هم من جِلدَتِنا، ويتكلَّمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم'. كما أضاف أنَّ هذه الدعوة في الوقت الذي تقودُ فيه مصر حربًا حقيقيَّةً في مواجهة إرهابٍ أسود في سيناء من جماعاتٍ مدعومةٍ بالسلاح والتمويل والمعلومات، لهي خيانةٌ للدِّين والوطن والشعب. منبهاً إلي أنَّ مثلَ هذه الجماعات بمفارقتها للسَّواد الأعظم من الأمَّة، ومحاربتها للدولة، وخِيانتها للوطن، قد حكَمت علي نفسها بحكم الله ورسوله، وقد قال - صلي الله عليه وسلم - فيما رواه ابن ماجه: 'إنَّ أمَّتي لن تجتمع علي ضلالة، فإذا رأيتُم اختلاف فعليكم بالسَّواد الأعظم'.