استعدت آخر وحدات مشاة البحرية الأمريكية والقوات القتالية البريطانية للانسحاب من افغانستان وانتقلت الي قاعدة عسكرية كبيرة بعد انتهاء عملياتها رسميا في البلاد اليوم الأحد. وأنخفضت الأعلام الأمريكية والبريطانية وتم ازالتها اليوم الأحد للمرة الأخيرة في المقر الاقليمي للقوات الدولية بعد 13 عاما من الإطاحة بنظام حكم حركة طالبان في أفغانستان. والجدير بالذكر ان قاعدة كامب ليذرنيك تقع في إقليم هلمند الاستراتيجي بجنوب أفغانستان وهي أكبر قاعدة أمريكية يتسلمها الأفغان فيما ينهي الائتلاف مهمته القتالية في البلاد. وقامت القوات البريطانية بتسليم السيطرة علي قاعدة كامب باسشون المجاورة في نفس الوقت، ولم يتم الاعلان عن توقيت انسحاب القوات لاعتبارات أمنية. واوضح مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غني عن توقيع اتفاقية أمنية، في 30 سبتمبر الماضي في كابول، بين أفغانستانوالولاياتالمتحدة، تسمح ببقاء مجموعة محدودة من قوات الأخيرة في البلاد بعد عام 2014. وتم توقيع الاتفاقية بين مستشار الرئيس الأفغاني للأمن القومي حنيف أتمار، والسفير الأمريكي لدي كابول جيمس كانينغهام. وجاء نص الاتفاقية علي خفض تعداد القوات الأمريكية في أفغانستان من 30 ألفا حاليا إلي نحو 9800 جندي مع بداية عام 2015، وبعدها سيتم تقليص هذا العدد إلي النصف بنهاية 2015. وتم الاتفاق علي انه سيبقي في أفغانستان بعد عام 2014، حوالي 2200 عسكري من الدول الأخري الأعضاء في حلف شمال الأطلسي 'الناتو'، إلي جانب القوات الأمريكية. ومن الواضح ان مسألة توقيع الاتفاقية الأمنية أبرز قضية خلافية في العلاقات الأمريكية الأفغانية خلال الأشهر الأخيرة، حيث رفض الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي توقيعها، مطالبا واشنطن بضمانات بعدم تدخلها في شؤون البلاد، والامتناع عن توجيه ضربات جوية إلي أراضيها. واضافت حركة 'طالبان' الأفغانية استنكارها الاتفاق مع الولاياتالمتحدة، واصفة إياه، بأنه مؤامرة 'خبيثة' من الولاياتالمتحدة للسيطرة علي أفغانستان.