بعد 16 عام من الترميم وتكلفة 101 مليون جنيها يفتتح المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الكنيسة المعلقة صباح يوم السبت الموافق 11 أكتوبر الجاري بعد الانتهاء من أعمال الترميم الخاصة التي بدأت عام 1998. وذلك بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعدد من الوزراء والسفراء والشخصيات العامة ومحافظ القاهرة. وأكد د.ممدوح الدماطي وزير الآثار أن افتتاح الكنيسة يأتي ضمن جهود الوزارة المستمرة للحفاظ علي الآثار المصرية في مختلف عصورها، وفي إطار خطتها لافتتاح عدد من المناطق الأثرية أمام حركة السياحة المحلية والعالمية في محاولة لاستعادة حركة السياحة في مصر لسابق عهدها. من جانبه أوضح المهندس وعد الله محمد، القائم بأعمال رئيس قطاع المشروعات أن المشروع شمل ترميم الكنيسة معمارياً وإنشائيا، حيث تمت معالجة الآثار الناتجة عن زيادة منسوب المياه الجوفية أسفلها عن طريق مشروع شامل لخفض منسوب المياه تحت الأرض، كما تضمن المشروع ترميم الرسوم الجدارية والأيقونات و تطوير منظومة التأمين عن طريق تزويد الكنيسة بكاميرات مراقبة وتأمين مداخلها، وكذلك تركيب تكييف مركزي لتثبيت درجة الحرارة والرطوبة النسبية بالكنيسة، وأشار إلي أنه تم صيانة وتنسيق المداخل والموقع العام لإعادته لما كان عليه طبقا ً للأصول الأثرية. من جانبها أشارت نشوي جابر مدير عام المكتب الفني إلي أن تاريخ بناء الكنيسة المعلقة يعود إلي أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، وهو ما يتضح من أخشاب العمارة الأولي الموجودة بالمتحف القبطي و تمثل دخول السيد المسيح إلي أورشليم، ولهذه الكنيسة أهمية دينية فقد شهدت في فترات كثيرة من العصر الإسلامي رسامة البطاركة كما كانت تعقد بها كثير من الاحتفالات الدينية المسيحية الكبري وحوكم فيها بعض الخارجين علي الطقوس الكنسية، وقد تجددت عمارتها علي مر العصور الإسلامية حيث أعيد تجديدها في نهاية القرن 12 ه / 18م علي يد المعلم عبيد أبي خزام سنة 1189ه/ 1775م كما هو مدون علي حجاب معمودية الكنيسة، وتشتهر الكنيسة بالأيقونات الموزعة علي جدرانها والتي تبلغ حوالي تسعين أيقونة يرجع أقدمها إلي القرن الخامس عشر الميلادي لكن أغلبها يعود إلي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وأضاف أحمد مطاوع مدير تطوير المواقع الأثرية بأن أهمية الكنيسة ترجع إلي أنها كانت أول مقر بابوي في القاهرة حيث استخدمها البطريرك السادس عشر 'خرستودلس' في القرن السابع بصفة غير رسمية واستمر ذلك حتي القرن الثالث عشر، بعدها انتقل المقر البابوي إلي كنيسة الروم بحارة الروم ثم كنيسة العذراء بحارة زويلة ثم إلي المقر البابوي بشارع كلوت بك وانتهاء بالمقر الحالي بالبطريركية المرقسية بالعباسية.