في تصعيد جديد لأزمة ساحل العاج ، طالبت حكومة الرئيس لوران جباجبو السبت قوات حفظ السلام الفرنسية والتابعة للامم المتحدة بمغادرة البلاد وقال متحدث باسم حكومة الرئيس جباجبو عبر التليفزيون الرسمي :" تطلب الحكومة رحيل قوات الاممالمتحدة والقوات الفرنسية الموجودة في ساحل العاج وألا تجدد مهمتها". وتاتي تلك التصريحات لتزيد من التوتر في البلاد المستمر منذ انتخابات 28 نوفمبرالماضي التي فاز فيها الحسن وتارا لكن جباجبو يرفض الاعتراف بخسارة الانتخابات مدعوما بالجيش . وتتزايد الضغوط الدولية التي يتعرض لها جباجبو لاجباره علي التنحي لصالح منافسه وتارا الذي اعترف له المجتمع الدولي بالفوز في الانتخابات الرئاسية . وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن علي جباجبو ان يتنحي قبل نهاية الاسبوع الجاري وإلا سيتعرض لعقوبات من جانب الاتحاد الاوروبي. وتابع الرئيس الفرنسي " مصير جباجبو وزوجته في يديهما، فاذا لم يتركا المنصب الذي يتمسكان به خلافا لرغبة الشعب العاجي بنهاية الاسبوع الجاري سيدرج اسميهما في قائمة العقوبات الخاصة بالاتحاد الاوروبي". وكان الاتحاد الاوروبي قد هدد بدوره بفرض عقوبات علي جباجبو ودعا الجيش العاجي الي نقل ولائه من جباجبو الي الحسن وتارا. ودعا الاتحاد في البيان الختامي الذي صدر بعد انتهاء قمته الاخيرة في بروكسل كل الزعماء العاجيين المدنيين منهم والعسكريين الذين لم يبايعوا الرئيس الحسن وتارا المنتخب ديمقراطيا الي الاسراع في ذلك. اما رئيس الحكومة الكينية رايلا اودينجا فدعا الدول الافريقية الي ازاحة جباجبو عن سدة الرئاسة بالقوة اذا تطلب الامر ذلك. واستطرد رئيس الحكومة الكينية قائلا :" يجب اجبار جباجبو علي الرحيل حتي لو تطلب ذلك استخدام القوة المسلحة لأنه يعتمد علي الجيش لقمع الشعب". ويثير تمسك جباجبو بالسلطة مخاوف في ساحل العاج من احتمال تجدد الحرب الاهلية التي شهدتها البلاد اوائل العقد الحالي. وتصر الاممالمتحدة والدول الافريقية والولايات المتحدة وغيرها من الدول علي ان الحسن وتارا هو الفائز في الانتخابات التي جرت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي. ومن جانبه، يصر جباجبو علي ان نتيجة الانتخابات قد زورت من قبل المتمردين الذين يسيطرون علي النصف الشمالي من البلاد منذ الحرب الاهلية التي دارت رحاها بين عامي 2002 و2003. وكان انصار وتارا قد هددوا مجددا بالخروج الي الشوارع في تظاهرات للاحتجاج علي تمسك جباجبو بالحكم وذلك بعد يوم واحد من صدامات بالاسلحة النارية شهدتها ابيدجان كبري مدن البلاد الخميس وخلفت 20 قتيلا علي الاقل عندما حاول انصار وتارا التوجه في مسيرة الي مقر التليفزيون الحكومي واصطدموا بالقوات الموالية لجباجبو. ومن جانبها ، ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن مجلس الامن التابع للامم المتحدة حذر الطرفين بأنهما يتحملان المسؤولية بموجب القانون الدولي عن اية هجمات قد تطال مدنيين. ويقيم الحسن وتارا في احد فنادق ابيجان منذ الجولة الثانية من الانتخابات التي تقول اللجنة المشرفة عليها إنه فاز بها بنسبة 54 في المائة مقابل 46 في المائة لجباجبو ، الا ان جباجبو رفض الاعتراف بالهزيمة واعقب ذلك اقدام المجلس الدستوري علي الغاء نتائج الانتخابات في بعض المناطق الشمالية والاعلان عن فوز جباجبو. وهناك تقارير حول أن متمردين سابقين من "القوات الجديدة" التي يتزعمها غيوم سورو حاولوا السبت اقتحام مواقع تابعة للجيش قرب مدينة تيبيسو الواقعة الي الجنوب من خط وقف اطلاق النار الذي نص عليه اتفاق 2003 لانهاء الحرب الاهلية. وكان الحسن وتارا قد رشح سورو لمنصب رئيس الوزراء في الحكومة التي ينوي تشكيلها في حال توليه الرئاسة.