نفي الدكتور مصطفي فودة، مستشار وزارة البيئة لشؤون المحميات الطبيعية، اليوم الاثنين، ما يتردد حول ربط حوادث هجوم أسماك القرش علي السياح وبين إلقاء إحدي السفن للخراف النافقة بالبحر. وقال: إن هذا الحادث قد تم منذ ما يقرب من شهر سابق، وإن هذه الحيوانات يتم تحللها بعد فترة قصيرة بالمياه؛ لذا ليس هناك أي نوع من أنواع الربط بين الحادثين، مؤكدا هدوء الأجواء العامة حاليا بشواطئ شرم الشيخ، ومتابعة السياح الأجانب لنشاطاتهم الترفيهية. وأشار فودة إلي استمرار إدارة المحميات الطبيعية بشرم الشيخ لعمليات التمشيط والمسح الشامل لمنطقة اعتداء أسماك القرش علي بعض السياح الأجانب اليومين الماضيين. ولفت إلي التزام الفنادق السياحية ومراكز الغوص لتعليمات الوزارة بضرورة اتباع تعليمات الأمان، فيما يختص باستخدام الشواطئ والمياه البحرية من قِبل السياح والزوار بتعيين مراقب لرصد أي تهديدات من أسمالك القرش بالمناطق الشاطئية، بالإضافة إلي ضرورة تعليق لوحات إرشادية لضمان أمان السياح والزوار علي مستوي السباحة والغوص، كما تلزم الفنادق ومراكز الغوص بتنفيذ برامج لتوعية السياح والزوار، إضافة إلي برامج تدريبية للغواصين للتعامل الآمن مع القروش والحيوانات البحرية المفترسة. وأضاف فودة أن وفد الخبراء في علوم البحار والتعامل مع القروش، الذي تم إرساله أمس الأحد من قبل وزارة البيئة لجنوب سيناء، يقوم حاليا بدراسة وبحث الظاهرة للتعرف بشكل علمي علي طبيعة حدوثها. وأوضح أن المراقبين البيئيين أكدوا أنه ربما تكون عمليات الصيد الجائر التي تتم بالبحر الأحمر عن طريق استخدام الطعوم المدممة كرؤس الأسماك تكون هي من أحد أسباب انجذاب وهياج أسماك القرش بالمنطقة. وكانت سائحة ألمانية لقيت مصرعها، بعد أن هاجمتها سمكة "قرش" بشاطئ قبالة أحد فنادق شرم الشيخ علي البحر الأحمر، حسبما أفادت مصادر طبية ومحلية. يذكر أنه قد تم اصطياد سمكتي قرش، تسببتا في إصابة 4 سياح، بينهم ثلاثة روس وأوكراني مطلع شهر ديسمبر الجاري بشرم الشيخ. وفي السياق ذاته، أكد علماء الحياة البحرية أن أسماك القرش في هذه المنطقة غير متوحشة وتتسم بالجبن والخجل، ويمكن أن تمر بجوار هواة السباحة في البحر، دون أن تهتم بهم أو تؤذيهم. فعادة يهاجم القرش الإنسان عن طريق الخطأ، بما في ذلك الأنواع الخطيرة، والتي لا تجد بأسا في مهاجمة الإنسان إلا أنها في حقيقة الأمر لا تهاجمه، إلا إن كانت جائعة وليس لديها بدائل. وعزا علماء البحار والمصايد التغير في سلوك أسماك القرش في مياه شرم الشيخ إلي هجرة أسماك القرش المفترسة من البحر المتوسط إلي البحر الأحمر عبر قناة السويس؛ نتيجة تغير الخواص الطبيعية لمياه البحرين، وتقارب نسبة ملوحتيهما؛ حيث تتخذ تلك الأنواع من الأسماك المفترسة البحر المتوسط مأوي لها نتيجة قله نسبة الملوحة به. وأرجع البعض الآخر ذلك إلي ندرة الغذاء في مياه البحر الأحمر أو السلوك الخاطئ لبعض الصيادين، الذي اضطر أسماك القرش للدفاع عن نفسها بتحولها من أسماك أليفة إلي مفترسة، وآخرون يرجعونها إلي إلقاء بعض الخراف النافقة، التي أدي التهام القروش لها إلي تحولها إلي أسماك شرسة. ومهما كانت أسباب التغير في سلوك أسماك القرش في مياه شرم الشيخ؛ فإن الوقاية لازمة إلي أن يتم تحديدها والقضاء عليها حتي لا تتأثر السياحة في هذه البقعة التي تعد من أكثر مناطق الجذب السياحي في مصر والعالم. وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمود حسين، رئيس قسم علوم البحار بالهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء، أنه يمكن كوسيلة مؤقتة مراقبة تحركات أسماك القرش بالمنطقة من خلال كاميرات خاصة وأجهزة إنذار ترصد حركة الأسماك والحيوانات البحرية المفترسة. لافتا إلي إمكانية الاستعانة بالأقمار الصناعية الثابتة في عمليات الرصد، والتي تختلف عن الأقمار الصناعية المتحركة الموجودة بالهيئة. من جهته، اقترح الكابتن حسن الطيب، رئيس جمعية الإنقاذ البحري، إمكانية بناء أسوار حول الشواطئ المحيطة بالفنادق، والتي يسمح عمقها بتشييدها. وللقرش مهارات غريبة، فهو يستطيع تقييم فريسته بدقة متناهية من أول عضة؛ بحيث يستطيع وبسرعة مذهلة معرفة حجم الطاقة الغذائية، أي الدهون التي سيحصل عليها من هذه الفريسة، وما إذا كانت تستحق عناء المحاولة؛ ولذلك تعتبر لحوم الفقمة وسباع البحر فريسة مثالية، لارتفاع نسبة الدهون في أجسامها، في حين لا يعد الإنسان أكلة شهية لها. ولأسماك القرش فوائد كثيرة؛ حيث يعتبر لحمه من أشهر لحوم الأسماك؛ لأنه يخلو من الأشواك، ولذلك يقبل عليه الناس، ويصيدون منه أكثر من مائة مليون سمكة سنويا، ويحتوي جسده علي مواد تساعد في القضاء علي العديد من الأمراض التي تصيب الإنسان، ولهذا فإنه يعد بمثابة 'صيدلية متنقلة'. كما تستخدم المواد الكيميائية المستخرجة من غضروف أسماك القرش كعلاج مستديم للحروق الجلدية، ويستخدم بعضها في تحضير العقاقير المضادة للأورام، فضلا عن ذلك يحمي سمك القرش البيئة من التلوث وينظف البحار والمحيطات من جثث الكائنات البحرية.