أعلن مسئولون في الأمن والشرطة العراقية إن ميليشيات شيعية عراقية، وضعت قوائم لسنة يشتبه بأنهم مقاتلون، بهدف خطفهم وإعدامهم وشنقهم علنا مما يزيد من حدة حرب طائفية تمزق أوصال البلاد. وأصبحت الميليشيات خط دفاع مهما للحكومة العراقية بقيادة الشيعة بعدما انهار الجيش أمام تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو حزيران صوب بغداد وسيطرتهم علي أجزاء كبيرة من شمال العراق. وقد تزيد الأساليب الوحشية للميليشيات في بلدات إلي الشمال من العاصمة قرب خط المواجهة مع مقاتلي الدولة الإسلامية من تشدد السنة الذين يقولون إن الأبرياء يدفعون ثمن الصراع. وقال مسئول أمني كبير في محافظة ديالي يعمل مع الميليشيات: 'لديهم قائمة استهداف لسنة يعتبرون تهديدا علي قوات الأمن والسكان الشيعة'. وأضاف 'يجب تصفية كل شخص علي القائمة لتخليص المحافظة من الجماعات المؤيدة للدولة الإسلامية.' وتقول الميليشيات إنها تقضي علي خطر 'الإرهابيين' لكن منتقدين يتهمونها بالزج بالعراق في بئر الطائفية. وتساعد الميليشيات العراقية قوات الأمن أيضا في محاربة مقاتلين سنة سيطروا علي أجزاء من غرب العراق. والصراع الدائر هو الأسوأ منذ الاقتتال الطائفي في العراق خلال العقد الماضي ويمثل أكبر خطر علي استقرار البلد المنتج للنفط منذ سقوط نظام صدام حسين. تقع بعقوبة علي بعد 65 كيلومترا شمال شرقي بغداد وتعيش فيها أعراق مختلفة وتوضح أحداث شاهدتها المدينة هذا الأسبوع أساليب الميليشيات لحمل السنة علي عدم الانضمام إلي الدولة الإسلامية. وترك باسم أمير الجبوري منزله يوم 20 يوليو للعمل في متجره الصغير للأطعمة. وقالت الشرطة وأقارب الجبوري إن ميليشيا شيعية خطفته وهو في طريقه إلي المتجر لأنها شككت في خلفيته. واعتقل الجبوري '27 عاما' عام 2006 واحتجز في مركز للاعتقال تديره القوات الأمريكية التي اشتبهت بأنه يدعم تنظيم القاعدة. وقال الأقارب إنه تم الإفراج عنه بعد ذلك بسنة. وعلقت جثة الجبوري في برج للكهرباء بساحة عامة في بعقوبة أمس الأربعاء، إلي جانب 14 جثة أخري وذلك للتحذير من التعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية. وخشي أقارب الجبوري من الاقتراب لانتشال الجثة لأن الميليشيات الشيعية ظلت تجوب بعقوبة بحثا عن إسلاميين سنة آخرين مشتبه بهم. وقال أحد أقارب الجبوري الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفا من ملاحقته 'خطفت الميليشيات باسم وتلقينا اتصالا هاتفيا من رجل شرطة في وقت مبكر اليوم يخبرنا بأنه قتل وظلت جثته معلقة في برج طوال الأمس'. وأضاف 'لا يمكننا الذهاب لاستلام الجثة. فرق الاستهداف تتمركز قرب مدخل المشرحة لاقتناص المزيد من السنة. حذرتنا الشرطة.' وتحتاج الشرطة وقوات الأمن إلي مساعدة الميليشيات الشيعية مثل جماعة عصائب الحق والتي أصبحت تضاهي الجيش في القدرة علي مواجهة المقاتلين السنة. والتعاون مع الميليشيات الشيعية مقبول علي ما يبدو لأن البديل أسوأ وهو الهزيمة أمام مقاتلي الدولة الإسلامية الذين يعدمون أفراد قوات الأمن العراقية. وقال نقيب في الشرطة يدير دوريات مشتركة مع الميليشيات 'لا يمكننا إخفاء حقيقة أنه بدون مساعدة ميليشيا عصائب الحق فإن أعلام الدولة الإسلامية كانت سترفرف فوق مقر حكومة بعقوبة الآن.' وأضاف 'إنهم قساة للغاية. نعم.. لكن القسوة أحيانا تؤتي ثمارا خاصة مع عدو لا يرحم كالدولة الإسلامية.' ووصف نقيب في شرطة بعقوبة الإعدام بأنه 'جزء من الحرب' وقال إن رجاله يتبادلون المعلومات بانتظام مع الميليشيات. وأضاف 'لا يعملون بعشوائية لكنهم ينفذون الاعتقالات وفقا لقوائم وضعت بعناية.' ويقول منتقدون إن رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي يهمش السنة الذين وجدوا قضية مشتركة لهم مع الدولة الإسلامية مما يعرض للخطر بقاء العراق كدولة موحدة. ومع زيادة التوتر الطائفي يمضي قادة الميليشيات الشيعية كأبو رضا التميمي ومقره بعقوبة في تنفيذ قوائم الاستهداف. وقال التميمي لرويترز عبر الهاتف إن مقاتلي الدولة الإسلامية يفصلون رؤوس الشيعة عن أجسادهم عندما يقبضون عليهم وإن الميليشيات الشيعية تعلق جثث السنة علي أبراج الكهرباء. وأضاف أن هذا يحقق مبدأ العين بالعين. وذكر أنه ينبغي للشيعة أن يكونوا صارمين فهدفهم الرئيسي هو تخليص بعقوبة من أي خلايا نائمة محتملة تدعم 'الإرهابيين'.