تداعي مسئولون في إدارة الرئيس باراك أوباما للدفاع عن وزير الخارجية جون كيري اليوم الإثنين بعد تصاعد انتقاد في إسرائيل لمحاولة كيري الفاشلة للوصول لوقف لإطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتركزت الانتقادات لكيري علي الأفكار التي يقول مسئولون أمريكيون إنها أرسلت لمسؤولين إسرائيليين استنادا إلي مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار تقضي بوقف فوري للاقتتال وإجراء محادثات بعد 48 ساعة بين مسؤولين إسرائيليين ومصريين وفلسطينيين في القاهرة. وتسربت الوثيقة السرية إلي وسائل الإعلام الإسرائيلية التي فسرت المقترح علي أنه مرتبط بجهود أمريكية لوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية الرامية لتدمير أنفاق حماس في غزة التي استخدمها النشطاء الفلسطينيون في شن هجمات علي جنود إسرائيليين. وكان عنوان مقالة رأي في صحيفة تايمز أوف إسرائيل 'جون كيري: الخيانة' وذلك بشأن محاولة كيري تأمين وقف لإطلاق النار. وجاء في المقالة 'من المدهش أن تدخل الوزير في حرب حماس يمكن الحكومة الإرهابية في غزة التي تسعي لتدمير إسرائيل.' وتشككت الحكومة الإسرائيلية بشأن دوافع كيري ولا سيما بعد أن سجلت له عبارة تهكمية دون أن يعلم في مقابلة مع فوكس نيوز وهو يسخر من هجوم إسرائيل علي غزة بالقول 'يالها من عملية دقيقة!!'. ورفضت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية الانتقادات قائلة إن سبب تدخل كيري في مساعي وقف إطلاق النار هو وقف إطلاق الصواريخ علي إسرائيل من جانب مقاتلي حماس. وأضافت 'أعتقد أنه لا بد من بذل مجهود جبار للعثور علي حليف لإسرائيل أقوي من الوزير كيري.' وأشارت إلي تسريب التصريحات غير المقصودة من جانب كيري بالقول 'رأينا هو ببساطة أن هذه ليست الطريقة التي يتعامل بها الشركاء والحلفاء مع بعضهم البعض.' وتابعت أنها لن تضع تفسيرات لهذه التسريبات ولكنها قالت 'إن من يريدون تأييد وقف إطلاق النار عليهم أن يركزوا علي الجهود لتطبيقه وليس علي الجهود الرامية للانتقاد أو مهاجمة الذين يلعبون دورا متميزا في الوصول إليه.' وفي البيت الأبيض قال نائب مستشارة الأمن القومي توني بلينكين إن الاقتراح الذي تعرض للانتقاد ليس اقتراحا أمريكيا ولكنه مسودة تهدف للحصول علي تعليقات من الإسرائيليين استنادا إلي المبادرة المصرية الأصلية. وقال 'فعليا.. فإن كل عنصر اشتكت منه مصادر مجهولة كان في المسودة المصرية الأولية ووافقت عليه إسرائيل قبلها بعشرة أيام.' وأدت الانتقادات من جانب إسرائيل إلي توتر العلاقات الأمريكية مع إسرائيل في توقيت صعب حيث تصاعد عدد القتلي في المواجهة الدائرة في غزة متجاوزا ألف قتيل معظمهم مدنيون في غزة. والولايات المتحدة أقوي داعم عسكري ومالي لإسرائيل. وسعي رؤساء أمريكيون متعاقبون للوساطة في الشرق الأوسط مع الحرص علي تجنب انتقاد القيادة الإسرائيلية. ولكن في القتال الدائر حاليا حاولت واشنطن رسم خط بين تطمين إسرائيل بالقول إن من حقها الدفاع عن نفسها مع محاولة إقناع الإسرائيليين لتعديل تكتيكاتهم العسكرية التي تؤدي إلي ارتفاع عدد الوفيات. وتجسد تصريحات البيت الأبيض والخارجية المخاوف المتنامية عند المسؤولين الأمريكيين بشأن ارتفاع حجم الوفيات بين المدنيين في غزة. وهو رقم قالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض لمحطة 'إم.إس.إن.بي.سي' إنه يسبب 'مخاوف عميقة وفادحة'. وأجري الرئيس أوباما أمس الأحد محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الأحدث في سلسلة محادثات هاتفية. وقال بيان البيت الأبيض بشأن المحادثات إن أي حل دائم للصراع في نهاية المطاف لا بد أن 'ينزع سلاح الجماعات الإرهابية وينزع سلاح غزة'.