انتقد زعماء يهود الاحد تصريحات لبابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر وردت في كتابه الجديد، قال فيها ان سلفه ابان الحرب العالمية الثانية البابا بيوس كان رجلا عظيما وصالحا أنقذ من اليهود أكثر ممن أنقذهم اي شخص اخر. ونقل راديو " صوت روسيا" عن ايلان ستاينبرج نائب رئيس التجمع الامريكي للناجين من ما تمسي "المحرقة" النازية وأبنائهم: "ان تعليقات البابا بنديكتوس تملؤنا ألما وحزنا وتلقي ظلالا من التهديد علي العلاقات بين الفاتيكان واليهود"، مشيرا الي "ان تأكيد البابا علي أن بيوس أنقذ من اليهود أكثر من أي شخص اخر خلال المحرقة يتناقض بصورة قاطعة مع سجل التاريخ المعروف". من جهته ، قال الحاخام ديفيد روزن المدير الدولي لشئون العلاقات بين الاديان باللجنة اليهودية الامريكية: "ان المحرقة تمثل أظلم حقبة في تاريخ اليهود وربما في التاريخ الانساني"، وأضاف: "كيف يستطيع احد ان يقول ان شخصا فعل كل ما في وسعه في مواجهة مثل هذا الشر ما لم يكن قد جازف بحياته للوقوف في وجهه". ويذكر أن البابا بنديكتوس السادس عشر قال في كتابه "نور العالم.. البابا والكنسية وعلامة الازمان" الذي يصدر الثلاثاء "ان البابا بيوس فعل ما في وسعه ولم يحتج علي نحو أكثر وضوحا لانه خشي العواقب". ويقول البابا الحالي عن سلفه البابا بيوس في مقابلة مع صحفي ألماني: "الامر الحاسم هو ما فعله وما حاول أن يفعله ، وفي هذا الخصوص يتعين علينا حقا في اعتقادي أن نقر بأنه كان أحد الرجال العظام الصالحين وأنه أنقذ من اليهود أكثر ممن أنقذهم أي شخص اخر". ويتهم كثير من اليهود بيوس الذي شغل منصب البابا بين عامي 1939 و1958 بالتغاضي عن المحرقة النازية. ولكن الفاتيكان يقول انه كان يعمل في تكتم ومن وراء الستار لان الكلام علنا كان من شأنه أن يؤدي الي انتقام النازية من الكاثوليك واليهود في أوروبا. وكان البابا بنديكتوس قد قرر في ديسمبر/ كانون الاول الماضي اتخاذ خطوات لتقريب البابا بيوس الثاني عشر من مرتبة القداسة بالاعتراف "بفضائله البطولية"، فيما طالب زعماء يهود بتعليق الاجراءات التي يمكن أن تؤدي الي تطويب بيوس قديسا لحين فتح كل سجلات الفاتيكان من تلك الفترة ودراستها.