تعيش عدد من مدن ومديريات وقري وأحياء محافظة الحديدة – غرب اليمن علي وقع اجتياح وباء غريب، لا تعرف ماهيته كما تجهل أسبابه ومصادره. نتج عنه حتي الآن وفاة خمسة أشخاص وإصابة آلاف آخرين من مختلف الفئات العمرية. وقالت مصادر محلية ل"............" أن الوباء الذي ظهرت أثارة قبل حوالي الشهر انتشر إلي الآن في كلاٍ من "مدينة زبيد – الجراحي – بيت الفقيه – الخوخة" - أودي حتي ألان بحياة خمسة أشخاص في مدينة الخوخة إلي جانب إصابة آلاف آخرين الكثير منهم دخلوا في حالة غيبوبة متواصلة ..كما أثار حالة من الفزع والرعب في صفوف المواطنين بسبب الانتشار السريع للعدوي..الأمر الذي دفع بأعداد كبيرة من الطلاب لترك مدارسهم سيما بعد اكتشاف إصابات في صفوف الطلاب والمدرسين..مضيفة انه يعتقد وجود وفيات وإصابات أخري كثيرة في عدد من القري والمديريات النائية والبعيدة والتي يفتقر اغلب سكانها لأبسط الخدمات والمشاريع الصحية . وأكدت المصادر أن للوباء الذي يطلق علية سكان تلك المناطق ب"المكرفس"-عدد من الأعراض الخبيثة ,تجمع ما بين أعراض حمي الضنك والحمي الألمانية وتبدأ بارتفاع شديد لدرجة حرارة المصاب وبشكل سريع وغير طبيعي حيث تستعصي عملية خفضها سواء بالكمادات أو العلاجات تصل حد دخول البعض في غيبوبة متواصلة.. إلي جانب أنفلونزا خبيثة ومزمنة مع سعال وصداع ,وتورم الوجه والمفاصل ,وارتعاش الجسم ,وحدوث نزيف دموي من الفم والأنف ,وطفح جلدي "نزيف تحت الجلد", وكذا حالة إسهال وقيء,وظهور آلام في الرقبة والأسنان والظهر وكافة مفاصل الجسم خصوصا الساقين والقدمين ,بالإضافة إلي الشعور بفتور كامل وعدم القدرة علي الوقوف أو السير..وتتزايد جميع هذه الأعراض لدي مرضي السكر وغيرهم ممن يعانون من أمراض مزمنة. وذكرت المصادر بأن نتائج الفحوصات الطبية التي أجريت للحالات المصابة بالوباء التي تصل إلي المستشفيات أظهرت جميعها إصابتهم بالتهابات في الدم –ما يعني أن ماهية المرض والفيروس المسبب له لا يزال مجهولاَ.. مبينة أن عملية العلاج مقتصرة علي إعطاء المريض جرعة مغذية 'جلوكوز' ممزوجة ببعض حقن الفيتامينات والمسكنات فقط .. وهو الأمر الذين أصبح معلوما لدي كل الأطباء والممرضين والصحيين وحتي الصيادلة في تلك المناطق الذين بدورهم صاروا يجهزون كميات كبيرة من ذلك المزيج العلاجي بشكل مسبق بحيث لا يصل المصاب إليهم إلا وعلاجه جاهز. وشوهدت جموع من المواطنين في تلك المدن والمناطق ينقلون خلال إجازة عيد الاضحي المبارك وما قبلها - علي النعوش والمركبات متوجهين إلي المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات وحتي الصيدليات التي صارت جميعها مكتظة بالمصابين.. فيما شوهدت مجاميع أخري منهم يقفون في طوابير طويلة علي أبواب الصيدليات الذي استغل مالكوها الفرصة ورفعوا قيمة جرعة العلاج من ' 400ريال- إلي -1000 ريال' وفق إفادة ذات المصادر. ويشير السكان المحليون إلي أن الوباء الذي ظهرت آثارة داخل جميع منازل تلك المناطق حيث وصل عدد المصابين في كل أسرة مابين'4-5'أشخاص- يمثل تهديدا خطيرا لكافة سكان المحافظة الذي يتجاوز تعدادهم '2,157,552' نسمه وفقاً لتعداد العام 2004م , يعيش عدد كبير منهم في "عشش" وفي ضل ظروف معيشية صعبة وبائسة تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالوباء الذي يعتقد أن سببه بكتريا تنتقل عبر الرياح ناتجة عن جثث الحيوانات النافقة والمنتشرة في بعض الطرقات والتجمعات السكانية. وعبر عدد من السكان المحليون عن استنكارهم ورفضهم لما أسموه ب"التجاهل المقصود" الذي تبديه الجهات المعنية والمجالس المحلية في المحافظة تجاههم والتي ورغم أنها لم تتخذ حتي الآن أية إجراءات وقائية تجاه الوباء التي تدرك مخاطرة وسرعة انتشاره مسبقاً– إلا أنها في ذات الوقت لاتزال تتكتم علية خوفاً من انتشار الخبر ووصوله إلي المنظمات الإنسانية والحقوقية والصحية المحلية والدولية التي من شأنها أن تحمل الحكومة مسئولية الوضع اللاإنساني الذي يعيشه سكان تلك المناطق- حسب وصفهم . ويطالب المواطنين الحكومة وعلي رأسها وزارة الصحة والسلطات المحلية في المحافظة بتحمل مسئولياتها والمسارعة بإرسال فرق طبية إلي المناطق التي انتشر فيها الوباء وفحص الحالات المصابة ومعرفة أسباب المرض ..إلي جانب القيام بنقل المصابين من القري والأحياء، وعزلهم في أماكن خاصة خارج التجمعات السكانية ومعالجتهم وغير ذلك من الإجراءات التي من شأنها أن تقي السكان من الاصابة وتحد من انتشاره..بالإضافة إلي إنزال معدات لرش الطرقات بالمواد المعقمة كون الوباء منتشر في الهواء وينتقل عبر الرياح علي حد تعبيرهم.. مشددين علي ضرورة توفير العلاجات اللازمة للمرضي وبالمجان كون بعض الأسر لا تستطيع دفع تكاليف الجرعات . وكانت مصادر صحفية محلية أكدت منتصف أغسطس الماضي انتشار وباء غريب يقتل الأطفال في قري ريفية بمديرية "المراوعة" محافظة الحديدة نتج عنة وفاة خمسة أطفال وإصابة العشرات بحالات إسهال وقيئ حادة..هرعت علي إثره لجان تعقيم صحية من مكتب الصحة بالمحافظة ومكافحة الترصد الوبائي إلي جانب لجنة من وزارة الصحة- إلي المنطقة في محاولة للسيطرة علي الوباء..إلا أنها لم تكشف عن ماهيتة وأسبابه وطرق الوقاية منه حتي الان..وفي أواخر أكتوبر المنصرم كشفت مصادر صحفية أخري عن انتشار أوبئة وحميات قاتله في عدد من مديريات المحافظة منها مديرية "جبل رأس" التي وصلت فيها الوفيات إلي'5' أشخاص ،بالإضافة إلي مديرية "بيت الفقيه- والجراحي- والخوخة" والتي سجلت فيها '4' حالات وفاة إلا أن الجهات المعنية ممثلة بمكتب الصحة بالمحافظة ووزارة الصحة لم تتخذ أية إجراءات احترازية ولم تلق للأمر بالاً حتي الآن. * منقول*