التزمت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بقرار البابا الراحل الأنبا شنودة الثالث، وبعده البابا تواضروس الثاني بالحرمان الكنسي للمخالفين، في حين يري أقباط أن الزمن تجاوز مفهوم التطبيع. وقال كمال زاخر، منسق التيار العلماني، إن سفر الأقباط إلي القدس لزيارة الأماكن المقدسة، أو حضور عيد الميلاد، ليس تطبيعا مع 'إسرائيل'، حيث إن الزمن تجاوز هذا المفهوم، ولا يوجد حرمان كنسي للأقباط الذين يسافرون للقدس، وأعلم العديد سافر ولم يتم حرمانه كنسيا ولم يعلن عن ذلك. وأضاف زاخر في تصريحات صحفية تعقيبا علي مغادرة 28 من المسيحيين المصريين صباح الخميس علي طائرة 'آير سيناء' المتجهة إلي 'تل أبيب'، ومنها إلي القدس، لقضاء عيد القيامة هناك وزيارة الأماكن المقدسة، أن الزمن تجاوز اللحظة، لأنه لم يعد السفر للقدس فيه شبهة تطبيع، فهذا المصطلح استخدمه القوميون ومن يريد استغلال الأقباط لصالح مواقفهم، والأقباط يمارسون حياتهم ومعتقداتهم بلا خلط بين السياسة والدين. وأوضح زاخر، أن موقف البابا تواضروس الرافض لزيارة الأقباط للقدس والذي أعلنه منذ توليه للكرسي البابوي، جاء خشية أن يتم استثمار سفر الأقباط سياسيا في لحظة يمارس فيها ضغوطا علي الكنيسة، خاصة في ظل محاولات لخلخلة الشارع القبطي والمصري علي حد سواء، حيث إن البابا يرفض الابتزاز السياسي. وطالب زاخر، البابا تواضروس بتغيير تعامل الكنيسة في بعض القضايا سواء الداخل أو الخارج، ومنها عدم الخلط بين السياسة والدين في سفر الأقباط للقدس لينتهي هذا الصراع. وقال الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة وتوابعها وعضو لجنة الإعلام بالمجمع المقدس في الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، إن المجمع سيحدد فترة الحرمان من التناول لمخالفي قرار البابا، مشيرا إلي أن هناك بعضا من الشعب القبطي اعتقد أنه برحيل البابا شنودة تكون قراراته قد زالت بشأن تحريم الذهاب للقدس بتأشيرة 'إسرائيلية'، إلا أن ما لا يعيه البعض أن قرارات البابا هي قرارات متخذة من قبل المجمع المقدس، وتكون سارية في جميع الأحوال. وأوضح أن المشكلة في وجود شركات خاصة تنظم الرحلات ويشارك فيها أقباط أرثوذكس، إلا أن الكنائس الأرثوذكسية لن تستطيع تنظيم تلك الرحلات، مؤكدا علي إصرار الكنيسة المصرية علي دعم القضية الفلسطينية. وأشار إلي أن الكنيسة حذرت رعاياها من الاستجابة لتلك الدعوات التي تعد مخالفة لقرار المجمع الذي اتخذه في عهد البطريرك الراحل، بما يتسق مع الدور الوطني والروحي للكنيسة المصرية، وطالبت بعدم الانسياق.