سلطت صحيفة 'الجارديان' البريطانية الضوء علي الأزمة الأوكرانية وكيف أدت تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القرم علي تغيير شكل سياسة العالم. واستهلت الصحيفة - في تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة - بالشأن النووي واتفاقيات نزع السلاح الموقعة بين الجانب الروسي والأمريكي، وما أن بدأ ذوبان الجليد في العلاقات بينهما وعودة الدفئ من جديد، وهو الذي أدي بالطبع لتوقيع معاهدة الحد من الأسلحة النووية الإستراتيجية 'نيوستارت' عام 2010, ليتم تجميد عملية نزع السلاح بشكل كبير، وأنه بعد تخفيض البلدين ترسانتيهما الاستراتيجية من رؤوسهما الحربية الاستراتيجية ل 1550 رأسا حربية، وبالرغم من سير تنفيذ الاتفاقية علي ما يرام منذ أربع سنوات, إلا أن بوتين أكد مؤخرا أنه لا يرغب في استكمال المعاهدة والتي كان من شأنها أن تعالج مسألة الأسلحة النووية التكتيكية في أوروبا. وأضافت الصحيفة أن بوتين يريد أن يربط المفاوضات بشأن الأسلحة النووية التكتيكية في أوروبا بالدرع الصاروخي الأمريكي في أوروبا، والتي تصر واشنطن أن الهدف منه فقط هو التصدي لأي خطر عليها وحلفائها سواء كان من إيران أو أمريكا الشمالية, وأنه بالرغم من إلغاء الولاياتالمتحدة المرحلة الأخيرة والأكثر كفاءة من المشروع، إلا أن بوتين لم يظهر أي رغبة في إجراء المزيد من المحادثات بشأنه، وبالتالي بدأت تتعالي الأصوات داخل الكونجرس بالتركيز علي تطوير ترسانة الولاياتالمتحدةالأمريكية بدلا من نزع السلاح. وانتقلت الصحيفة لما أسمته 'إعادة إحياء الناتو'، حيث نسبت الصحيفة لوزير الدفاع لبريطاني سابق لم تسمه قوله إن أفعال بوتين في القرم قد ألحقت بالحلف إصابات، وهو ما يعكس القلق الحالي داخل الحلف حول مستقبل التحالف الغربي العسكري 'الناتو'، خاصة وأن عملياته العسكرية في أفغانستان قد قاربت علي الانتهاء، حيث سيجد التحالف أنه ليس بوسعه فعل شيء. وأضافت أنه بعد تجربة الناتو المؤلمة في أفغانستان, فإن أزمة القرم قد أوجدت دافعا جديدا للإبقاء علي الناتو، وأن بوتين إذا قرر مهاجمة أي من أراضي الناتو أو أي من أعضائه- بولندا أو لاتفيا وأيضا المملكة المتحدة سيتوجب ذلك الرد العسكري. وتابعت الصحيفة أن رئيس بيلاروسيا القوي الكسندر لوكاشينكو - الحليف القديم للجارة روسيا- كان باردا جدا بخصوص ضم روسيا للقرم، مكتفيا بوصف التحرك بالبادرة السيئة، كما أن بيلاروسيا لم تبعث بمراقبين لإستفتاء ال15 من مارس، يأتي هذا كله مع تصريح لوكاشينكو بإستعداد بلاده التعامل مع الحكومة الأوكرانية الجديدة في أوكرانيا، والتي طالما وصفتها روسيا بغير الشرعية. واستكملت الصحيفة أن زيارة وفد الناتو للعاصمة 'منسك' هذا الأسبوع يبعث برسالة قوية بأن بيلاروسيا، والتي تعاني من السياسية الروسية العدوانية داخل 'مجلس الكومنولث', قد تتجه للغرب, خاصة بعد أن ناقش الوفد مشاركتها في عمليات حفظ السلام التي تشرف عليها الأممالمتحدة وإمكانية نشر مروحيات تابعة للحلف في البلاد, ولكن رأت الصحيفة أن لوكاشينكو الحكيم لا يفعل ذلك إلا فقط للحصول لتحسين موقفها التفاوضي مع موسكو. كما استعرضت الصحيفة أزمة المستثمرين الروس المتضررين من الأزمة الأوكرانية, خاصة وأن المستثمرين الروس في المملكة المتحدة بدأ يساورهم القلق بشأن مستقبلهم في البلاد، خاصة مع التغيير الطارئ الذي حدث في العلاقات بين روسيا والمملكة المتحدة بسبب الأزمة الأوكرانية، لاسيما وأن العديد منهم يستثمر في مجالات مختلفة في المملكة المتحدة من أندية وصحف ومطاعم, ولكن ذلك لا يعني أنهم سيهربون باستثماراتهم خارج البلاد، ولكنهم ما زالوا بانتظار بادرة أمل جديدة أن تأتي.