في خطوة مفاجئة، قال ريك بيري حاكم تكساس مؤخرا في اجتماع للمحافظين انه يؤيد الانفصال عن الولاياتالمتحدةالامريكية. وهذه الولاية الجنوبية التي استقلت بين 1836 و1845 شهدت انفصالها الاخير في 1861 عندما انضمت الي عشر ولايات اخري كانت تؤيد الرق في الجنوب ضد ولايات الشمال. ولم يقم الاتحاد الا بعد اربع سنوات من الحرب الاهلية التي خلفت 620 الف قتيل وقال توماس نايلور البرفسور السابق في الاقتصاد وزعيم حركة من اجل جمهورية فرمونت الثانية 'شمال شرق' لوكالة فرانس برس، الأحد 11-10-2009، 'ان الدولة الفدرالية فقدت سلطتها المعنوية وحكومتنا تخضع لاوامر وول ستريت'.وتساءل 'الامبراطورية تنهار، أتريدون الغرق مع 'التايتانيك' او ايجاد حل آخر طالما ان ذلك ما زال امرا ممكنا؟' وتنشط جماعات داعية للانفصال في عدة ولايات علي الاقل بينها تكساس 'جنوب' وفيرمونت شرق' وهاواي 'المحيط الهاديء' والاسكا 'شمال غرب'' وقال المتحدث باسم الحركة القومية في تكساس ديف موندي، إن الانفصال 'هو ردنا الوحيد لان الدولة الفدرالية متفتتة ولم يعد ممكنا اصلاحها مع طريقة عمل النظام السياسي الحالي' واعتبر أن الولاياتالمتحدةالامريكية قامت في الاصل علي اساس 'كونفدرالية ولايات مستقلة يربط فيما بينها دفاع مشترك ومصالح تجارية'، معربا عن اسفه لان الدولة الفدرالية اكتسبت بعد سنوات وسنوات سلطة مفرطة في نظره. واذا كان دعاة الانفصال ما زالوا هامشيين، فإن المدافعين عن فكرة اعطاء الولايات مزيدا من السلطة بدأوا يحظون بنفوذ فعلي. فعلي سبيل المثال رفضت نصف الولاياتالامريكية تطبيق معايير فدرالية جديدة لبطاقات الهوية. وثمة مؤشر اخر علي الاستقلالية اعتبرت ولاية تينيسي 'جنوب' ومونتانا 'شمال غرب' انهما غير ملزمتين بتطبيق القوانين الفدرالية الخاصة بصنع الاسلحة والذخيرة وبعد أن نجح الربيع العربية في الإطاحة بعدد من زعماء العرب من مناصبهم الرئاسية, كشف الموقع الرسمي للبيت الأبيض عن حراك شعبي كبير عبر تقديم ألتماسات من الامريكيين بالمطالبة بحق الاستقلال عن الولاياتالمتحدةالأمريكية. والغريب ان تؤخذ طلبات المطالبين بالاستقلال عن الولاياتالمتحدة الأميركية علي محمل الجد وعلي أعلي المستويات بعد أن تجاوزت عدد التواقيع المؤيدة لكل منهم حاجز 25 ألف طلب وكانت الصدارة لولاية تكساس التي تجاوز عدد الداعمين للنداء 93 ألف شخص. ووصل عدد الولايات المتقدمة بطلبات مشابهة ل 20 ولاية من أصل الولاياتالمتحدة الأميركية الخمسين وسيتم أخذ الطلبات بعين الاعتبار لتصبح موضع نقاش علي المستوي الرئاسي، أما عمدة ولاية تكساس الجمهوري ريك بيري لم يتفق مع 93 الف من سكان ولايته فنقلت كاثرين فريزر المتحدثة الرسمية باسمه: 'يؤمن الحاكم بيري بقوة اتحادنا ولا يجد داعيا لتغيير كياننا، إلا أن يتفهم عدم رضا الكثيرين عن عمل الحكومة الفيدرالية، فالدولة الآن بأمس الحاجة لقادة أقوياء من ولايات مثل تكساس.' وجاء في عريضة تكساس: 'إن الولاياتالمتحدة الأميركية ما تزال تعاني من الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن إهمال الحكومة الاتحادية لإصلاح الإنفاق المحلي والأجنبي'.' وفي سياق متصل ومنذ التاسع من شهر نوفمبر الماضي طالبت ولايات عديدة من الرئيس الأميركي باراك اوباما الموافقة علي خروجها سلمياً من الاتحاد، من بينها لوزيانا وتكساس ومونتانا وداكوتا الشمالية وانديانا ومسيسيبي وكنتاكي وكارولينا الشمالية وألاباما وفلوريدا وجورجيا ونيو جيرسي وكولورادو وأوريغون ونيويورك. وكانت ولاية لوزيانا السباقة برفع هذا الطلب ثم تبعتها تكساس والتي كان سكانها الأنشط بدعم طلب الانفصال الوارد علي الموقع الرسمي للبيت الابيض كما و أن هذه الطلبات تزامنت مع فوز باراك أوباما بمنصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية للفترة الثانية واوضحت صحيفةالكومسومولسكايا برافداالروسية أن أكثر من 300 الف مواطن أمريكي، يرغبون في الاستقلال ومتحمسون لاعلان الاستقلال. وبحسب الصحيفة أصبحت تكساس الولاية الأفضل بالأداء الاقتصادي. مشيرة الي أن يوم الاثنين ما يقرب من 70 ألف مواطن من تكساس سيقومون بتوقيع عريضة علي الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، وذلك بعد معالجة وضع لويزيانا و 27 ولاية اخري. هذا وبحسب الكومسومولسكايا برافدا فان الرئيس الامريكي باراكك أوباما طلب أن تُعطي الدول حقها بالانفصال سلميا عن الولاياتالمتحدة، وأن يُأذن بإجراء استفتاءات علي الانفصال. وأوضحت الصحيفة أن أوباما سوف يضطر الي أن يعطي جواباً رسمياً محفزاً، ليؤدي لتحقيق السلام مع واشنطن.