من هذا المكان دافعت عن ترشح حمدين صباحي للرئاسة، واعتبرت ترشحه إضافة للمشهد الديمقراطي، ولا زلت أدافع عن حقه في الترشح للرئاسة كمواطن توافرت فيه شروط الترشح لمنصب رئيس الجمهورية وكقيمه وطنية مقدرة، ولعلمي أن الرجل كيس فطن ظننت أنه لن يلدغ من جحر مرتين، واعتقدت أن خبرة صباحي ستحول بينه وبين سقطات أخري كتحالفه السابق مع الإخوان، لكن علي ما يبدو خاب ظني، فالرجل وفي مقابلة تليفزيونية أجريت معه مؤخرا أدلي بتصريح يعد سقطة أخري له وكأنه لم يتعلم من سقطات الماضي، عندما صرح بأن الإخوان سيمنحون أصواتهم للسيسي، وبرر ذلك بأن وجود صباحي في الرئاسة يعني وصول الثورة إلي مؤسسات الدولة ، وبعيدا عن التجريح والتشويه لشخص الرجل الذي يحظي بمكانة طيبة بين المصريين، نتناول ما قاله بالتحليل من زاويتين، الأولي: قوله أن الإخوان سيمنحون أصواتهم للسيسي، وهذا أمر لا يقبله عقل وليس فيه أدني منطق، حيث يعلم القاصي والداني أن الإخوان لا يطيقون مجرد سماع اسم ' السيسي'، فهو هاجسهم، ينامون ويستيقظون علي أمل أن يُمحا هذا الاسم من الوجود ناهيك عن شخص السيسي نفسه، مرسي من قفصه الزجاجي يهدد السيسي، السيارات والعمائر التي عليها ملصقات السيسي باتت هدفا مباشرا للإخوان وأنصارهم، السيسي يذكرهم بضياع حلمهم في التمكين، فكيف لهؤلاء أن يمنحوا أصواتهم للسيسي؟ الزاوية الأخري: كلامه بأنه هو مرشح الثورة، فيه تجني كبير، فمن قال أنك وحدك مرشح الثورة؟ ماذا لو رشح آخرون ممن شاركوا في الثورة أنفسهم لذات المنصب؟ هل ستظل وحدك مرشح الثورة؟ وماذا يمكن أن نسمي السيسي وهو قائد ثورة 30 يونيو التي اعترفت بها ومنحتك فرصة الترشح من جديد؟. هذا الكلام نقوله ليس دفاعا عن السيسي بقدر ما هو لفت انتباه شخصية مقدرة مثل حمدين صباحي، وتحذيره من مغبة الوقوع في سقطات أخري مشابهه تنال من رصيده في قلوب كثير من المصريين الذين يقدرونه وإن اختلفوا معه حول رجل المرحلة القادر علي قيادة السفينة والعبور بها بآمات في ظل أمواج هائجة تهددها، نريد أن نحتفظ للرجل بهذا القدر من الاحترام الذي نكنه له، لذا لا نتردد أن نوجه له النصيحة ونقول له ' احترس يا صباحي ' من مثل هذه السقطات، فهل يقبل النصيحة؟!.