طالبت أحزاب المعارضة في ألمانيا وزير الزراعة هانز-بيتر فريدريش بالاستقالة بعد اكتشاف تسريبه معلومات عن إجراء تحقيقات دولية ضد نائب برلماني حول تورطه في حيازة مواد إباحية عن الأطفال. وذلك عندما كان يشغل منصب وزير الداخلية في الحكومة الألمانية السابقة. وأعلن فريدريش اليوم الجمعة استعداده التخلي عن منصبه حال قيام الادعاء العام بالتحقيق ضده في هذه القضية. وكان فريدريش الذي ينتمي للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، أبلغ إبان توليه حقيبة الداخلية رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيجمار جابريل، بأن اسم النائب البرلماني عن الحزب الاشتراكي، زبستيان إداتي، ظهر ضمن تحقيقات دولية تتعلق بمواد إباحية عن الأطفال. وقال فريدريش في البيان الذي أصدره اليوم: 'كنت اتصرف بكامل وعيي ومسؤوليتي عندما أطلعت رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيجمار جابريل علي تلك المعلومات في الماضي. كنت حينها علي قناعة بأنني أتصرف بطريقة سليمة سواء من الناحية السياسية أو القانونية'. ويجري حزب فريدريش حاليا محادثات داخلية لبحث الوضع الذي تصنفه علي أنه 'حرج للغاية'، في الوقت الذي تعالت فيه أصوات الحزب الديمقراطي الحر وحزب 'اليسار' وحزب الخضر الألماني بالمطالبة باستقالة فريدريش.ولم يقرر الادعاء العام الألماني حتي الآن ما إذا كان سيجري تحقيقات ضد فريدريش بتهمة إفشاء أسرار إبان توليه حقيبة الداخلية. كما لم تحدد السلطات ما إذا كانت ستبدأ تحقيقات ضد النائب البرلماني الذي استقال من البرلمان بصورة مفاجئة الأسبوع الماضي، إداتي. وأعلن الادعاء العام في مدينة هانوفر الألمانية اليوم أن الاتهامات المبدئية ضد إداتي تدور حول حيازة مواد إباحية عن الأطفال. وأضافت السلطات أنه تم مصادرة اثنين من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بإدارتي يشتبه في احتوائهما علي مواد يعاقب عليها القانون، موضحة أن تقييم تلك المواد لا يزال جاريا. وفي سياق متصل، أبدت الحكومة الألمانية تحفظها إذاء بيان فريدريش الذي يعلن فيه استعداده للتخلي عن مهام منصبه حال بدء التحقيقات ضده. وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفن زايبرت، اليوم إن المستشارة أنجيلا ميركل تقبل بيان فريدريش، مضيفا أن بيان الوزير يوضح أنه علي وعي بأبعاد القضية. وذكر المتحدث أن ميركل أجرت 'حديثا مكثفا' مع الوزير عبر الهاتف. ولم يجب زايبرت بشكل مباشر عن أسئلة حول ما إذا كان فريدريش لا يزال يتمتع بدعم وثقة المستشارة.وأشار المتحدث إلي أن فريدريش قال خلال محادثته التليفونية مع ميركل إنه لم يطلع أي عضو في الحكومة الألمانية السابقة علي معلومات بشأن التحقيقات الدولية التي شملت اسم إداتي، مؤكدا أنه لم يخبر سوي رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، جابريل. وقال زايبرت: 'التقييم القانوني للواقعة مهمة السلطات المختصة'.