علي اثر الإجتماعات المتكررة لوزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي، حول الكثير من الملفات والقضايا الساخنة ومنها تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية لدول أوروبا عبرالمتوسط، وأيضا تنامي ظاهرة سفر الجهاديين من أوروبا وانضمامهم إلي تنظيم القاعدة في سوريا والعراق وأفغانستان ودول شمال وغرب أفريقيا وقد حذر وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس دول الاتحاد من تنامي ظاهرة حشد وتجنيد الشباب الأوروبي وبخاصة في فرنسا وإرسالهم إلي البلدان التي تنتشر بها الجماعات الجهادية بسبب الإيمان بأفكارهم المتشددة وعلي رأسها تكوين خلافة إسلامية تقود العالم إلي خلاصه مما هو فيه بسبب ما يرونه حسب معتقداتهم من ظلم الأنظمة الحاكمة ظنا منهم بقدرتهم علي تغيير العالم، وذكر وزير الداخلية أن أجهزة المخابرات الفرنسية قد رصدت ذهاب حوالي 2500 عنصر إلي الجهاد من دول الاتحاد الأوروبي مع الجماعات الإرهابية في سوريا ومع القاعدة وفروعها في بلدان مختلفة أكثرهم من أبناء الجاليات العربية والإسلامية والذين يعيشون في الضواحي الباريسية ويتبنون أفكار الإسلام فوبيا بسبب الخطاب الديني المتشدد والمحتقن الذي تبثه القيادات الإسلامية المتطرفة المعادية للغرب والمعادية لأنظمة بلدانها وتكفيرها، ويذكر أن تجنيد هؤلاء الشباب يتم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي الانترنت والاعتماد والتعويل علي شباب الجامعات والعاطلين عن العمل وقد لوحظ ارتفاع وتيرة ذهاب الجهاديين في الأسابيع الأخيرة بعد تسجيل ذهاب حوالي 250 عنصر من فرنسا عاد منهم 76 وتوفي منهم 21 من بينهم 12 قاصرا مما يشكل خطرا علي فرنسا وعلي دول الاتحاد الأوروبي وبخاصة عند عودة هؤلاء الجهاديين الذين تم تدريبهم علي أيدي قيادات القاعدة وإمكانية قيامهم بأعمال إرهابية داخل البلاد الأوروبية، وكان قد سبق تحذير فالس تحذير من جانب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من خطورة تلك الظاهرة وقرر أن يطرح قانونا في البرلمان البريطاني لسحب الجنسية من كل من يثبت تورطه في تلك العمليات الإرهابية والجهادية كما قدم طرحه هذا إلي كل دول الاتحاد الأوروبي للعمل به لشعوره بخطورة الإرهاب في بلاده وفي العالم وبخاصة بعد أن تعرضت لندن من قبل لتفجيراتها الشهيرة، ومؤخرا فقد طالب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أثناء زيارته إلي تركيا من الرئيس عبد الله جول مزيدا من التبادل المعلوماتي والاستخباراتي حول العناصر الجهادية القادمة من فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي والعمل علي منع وصولها إلي الحدود السورية والقيام باعتقالها وتسليمها. وبسبب خطورة ذلك فقد أعلن 'مانويل فالس' أن تنامي ظاهرة الإرهاب وفكرة سفر الشباب بدول الاتحاد الأوروبي للجهاد تفاقمت وتخطت مرحلة العلاج من جانب الاتحاد الأوروبي وأصبحت تلك الظاهرة تشكل خطورة كبيرة علي فرنسا وأوروبا والعالم أجمع ورغم ذلك لم يفقد فالس الأمل في التصدي لها وطالب من المسئولين الفرنسيين وأيضا من المهتمين والقائمين علي تنظيم شئون الديانة الإسلامية في فرنسا بالعمل علي نشر التعاليم الصحيحة لمفاهيم الدين الإسلامي المعتدل من خلال دور العبادة والمساجد واختيار الأئمة والعلماء الأكفاء لتلك المهمة إلي جانب الدور التربوي في المدارس والجامعات الفرنسية ومطالبة أولياء الأمور والأسر بمتابعة أبنائهم بعد تنامي مظاهر الإسلام الراديكالي في المدن الفرنسية ، وكذلك اهتمام الحكومة الفرنسية بأبناء الضواحي بالعمل علي دمجهم في الحياة الفرنسية وفتح المجالات والآفاق أمامهم ومساواتهم بالفرنسيين والأوروبيين في الحقوق والواجبات دون تمييز.